لندن - وكالات الانباء وسط توقعات بعدم التغلب علي ما أسفرت عنه الانتخابات البريطانية التي لم يحصل فيها أي حزب علي الغالبية المطلقة ، أجمع العديد من المراقبين علي أن تتجه بريطانيا نحو اجراء انتخابات جديدة خلال عام اذا فشلت محاولات ابرام اتفاق مجد لاقتسام السلطة بين أي من الاحزاب. وفي حين أبدي مصدر من حزب المحافظين الحاصل علي أعلي الاصوات تفاؤله بشأن احتمال التوصل سريعا لاتفاق لتقاسم السلطة، قال محللون أن هناك عقبات هائلة أمام إبرام حزب الديمقراطيين الأحرار لاتفاق سواء مع المحافظين أو العمال.. كان حزب المحافظين بزعامة ديفيد كاميرون قد فاز في الانتخابات النيابية البريطانية التي جرت الخميس محرزا 306 مقاعد من اصل 650 ولكن بدون ان يحصل علي الغالبية المطلقة، ما يشير الي قيام برلمان معلق لا يحظي اي حزب فيه بالسلطة.. وأعلن حزب المحافظين أنه بدأ أمس في اجراء مزيد من المحادثات مع الديمقراطيين الأحرار بهدف التوصل إلي اتفاق لتشكيل حكومة ائتلافية. وقال كاميرون في رسالة إلكترونية بعث بها إلي أنصاره إنه لن "يهرول إلي اتفاق كيفما كان"، لكنه مستعد "للتنازل" في بعض المجالات. وأوضح مصدر من حزب المحافظين أن المحادثات تجري علي مستوي أقل من زعيمي الحزبين، مضيفا أنه من غير المرجح التوصل إلي اتفاق اليوم الاثنين.. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المتحدث باسم الحزب وليام فوكس تحذيره من أن المحادثات لا يمكن أن تكون "رهينة" لمطالب الديمقراطيين الأحرار بإدخال التمثيل النسبي في النظام الانتخابي. وعقد زعيم الديمقراطيين الأحرار نيك كليج سلسلة من الاجتماعات مساء السبت مع أعضاء بارزين في الحزب للحصول علي تأييدهم لاتفاق محتمل مع المحافظين. وأضاف إن المجالات الرئيسية الأربعة من ضرائب وتعليم وتعاف اقتصادي وإصلاح سياسي أساسي ستكون محور المحادثات. ويواجه التوصل إلي اتفاق نقاط خلاف أهمها معدل خفض العجز في الميزانية ودور بريطانيا في الاتحاد الأوروبي إضافة إلي الهجرة والدفاع والإصلاح الانتخابي.. وستكون هناك عوامل كثيرة ستحكم رأي زعيم الديمقراطيين الأحرار نيك كليج الذي لم يحقق حزبه التوقعات في انتخابات الخميس. فهو قد يبعد بعض أعضاء ومؤيدي الحزب إذا تحالف مع أي من المحافظين أو العمال. والقضية الحاسمة بالنسبة له هي الإصلاح الانتخابي. فلطالما دعا الديمقراطيون الأحرار إلي إجراء انتخابات بنظام التمثيل النسبي كي تعكس قوتهم في البرلمان عدد الأصوات التي فازوا بها. ويعارض المحافظون الإصلاحات الانتخابية رغم أن كاميرون عرض تشكيل لجنة لبحث الموضوع. غير أن حزب العمال الذي يتولي السلطة منذ عام 1997 يميل إلي إصلاح النظام الانتخابي. لكن إذا تحالف معه نيك كليج فسينظر إليه ساعتها علي انه يدعم حزبا خسر الانتخابات وقد يعاقب الناخبون الديمقراطيون الأحرار علي ذلك في الانتخابات المقبلة.. وهناك احتمالان لحل الازمة، الاول هو ان يتحالف حزب العمال بزعامة براون مع حزب الديمقراطيين الاحرار، والثاني هو ان يتدخل كاميرون ويبرم اتفاقا مع حزب كليج، وهو الامر غير المرجح. الا ان ابرام اتفاق يقوم علي عدد كبير من الاحزاب التي لها مصالح متضاربة يمكن ان يؤدي الي تحالف غير مستقر اطلاقا مما سيعصف بالاسواق.. وتشير وكالة رويترز الي أن بعض المراقبين يرجحون بدرجة أكبر تشكيل المحافظين حكومة أقلية تحكم دون اتفاق رسمي لاقتسام السلطة. لكن عودة زعيم المحافظين ديفيد كاميرون إلي الناخبين لطلب تفويض اقوي لن تكون بعيدة. وقال اندرو راسل المحاضر السياسي الكبير بجامعة مانشستر: "الاحتمالات هي أن تكون (الانتخابات المقبلة) خلال العام ما لم يستطيعوا عقد اتفاق شراكة مجد." واتفق معه مارك ويكهام جونز أستاذ العلوم السياسية بجامعة بريستول في أن إجراء انتخابات أخري خلال عام يكاد يكون أمرا مؤكدا. وقال إن اقرب انتخابات أخري قد تجري في هذا الخريف.