بدأ أمس حزبا المحافظين والديمقراطيين الأحرار المعارضان في بريطانيا مفاوضات تهدف إلي تكوين ائتلاف لتشكيل الحكومة وإبعاد حزب العمال الحاكم، بعد نتيجة غير حاسمة للانتخابات العامة التي لم يحصل فيها أي حزب علي الغالبية المطلقة في مجلس العموم. والتقي وفدان من الحزبين المعارضين صباح أمس في مقر مجلس الوزراء البريطاني لمناقشة كيفية تكوين ائتلاف يسمح لهم بتشكيل الحكومة الجديدة. وأبدي ديفيد كاميرون- زعيم حزب المحافظين- استعداده للتوصل إلي حلول وسط مع الديمقراطيين فيما يتعلق بقضايا التعليم والضرائب، إلا أن هناك مخاوف من عدم توصل الحزبين إلي اتفاق بشأن اصلاح النظام الانتخابي. وأعلن ممثل المحافظين في هذه المفاوضات «مايكل جوف» أن حزبه لا يسعي إلي التحايل علي الطرف الآخر للقبول بصفقة غير مناسبة له. ورفض جوف الإفصاح عن تفاصيل سير المفاوضات الجارية بين الحزبين لكنه أكد أهمية منح الأسواق الثقة التي تحتاجها مع افتتاح البورصة الاثنين. وقال كاميرون في رسالة إلكترونية بعث بها إلي أنصاره إنه لن "يهرول إلي اتفاق كيفما كان"، لكنه مستعد "للتنازل" في بعض المجالات. وأكد كاميرون في رسالته الإلكترونية أنه سيظل ملتزماً بما تعهد به من عدم "منح بروكسل مزيداً من الصلاحيات، أو التخاذل فيما يتعلق بمسألة الهجرة، أو المجازفة بأمن البلاد". وقال في المقابل إن هناك أرضية مشتركة بين المحافظين والليبراليين "تضم الحاجة إلي إصلاح النظام التربوي، وبناء اقتصاد صديق للبيئة، وإصلاح النظام السياسي، وسلطة لامركزية، وحماية الحريات المدنية، وإلغاء مشروع بطاقات الهوية". وأوضح كاميرون أن من "المصلحة القومية" أن يقدم حزب المحافظين بعض التنازلات لليبراليين، خاصة فيما يتعلق بخفض الضرائب علي ذوي الدخل المتدني، لكن علي الليبراليين أن يبدوا تفهماً مماثلاً خاصة فيما يتعلق بضرورة معالجة مسألة عجز الميزانية. وكان كليج قد تباحث مع قادة حزبه في مسألة المفاوضات مع المحافظين، وتمكن من الحصول علي "دعم تام" للشروع أولاً في التفاوض مع أكبر حزب في البرلمان البريطاني الجديد. وحل الديمقراطيون الأحرار في المركز الثالث لكنهم يملكون الآن توازن القوي. وكان رئيس الوزراء وزعيم حزب العمال «جوردون براون» قد أبدي استعداده للتفاوض مع الأحرار إذا فشل كاميرون. في الوقت نفسه، برزت توقعات بأن بريطانيا قد تتجه نحو اجراء انتخابات جديدة خلال عام بعدما لم تفرز تلك فائزاً صريحاً للمرة الأولي منذ عام 1974. وفي حين أبدي مصدر من المحافظين تفاؤله بشأن احتمال التوصل لاتفاق لتقاسم السلطة قال محللون إن هناك عقبات هائلة أمام إبرام الديمقراطيين الأحرار اتفاقاً سواء مع المحافظين أو العمال. ويرجحون بدرجة أكبر تشكيل المحافظين حكومة أقلية تحكم دون اتفاق رسمي لاقتسام السلطة. لكن عودة زعيم المحافظين «ديفيد كاميرون» إلي الناخبين لطلب تفويض أقوي لن تكون بعيدة. وقال أندرو راسل- المحاضر السياسي الكبير بجامعة مانشستر-: «الاحتمالات هي أن تكون الانتخابات المقبلة خلال عام ما لم يستطيعوا إبرام اتفاق شراكة مجد». واتفق معه مارك ويكهام جونز- أستاذ العلوم السياسية بجامعة بريستول- في أن إجراء انتخابات أخري خلال عام يكاد يكون أمراً مؤكداً.