تسجل 15 رسالة بين حراجي القط وزوجته فاطنة، رحلة درامية صاغها عبد الرحمن الأبنودي، من جبلاية الفار خرج حراجي ليعمل في السد بأسوان ضمن " الأنفار " فتشكل وعيه في أسوان، "حراجي" شخصية حقيقية، كان يلعب مع الأبنودي في صغره. في الرسالة التاسعة علي سبيل المثال نتوقف علي الوعي الذي اكتسبه من عمله في السد عندما يقول لزوجته: "وف يوم/ نقاني الحاج بخيت / أنا وتلاتة معايا عشان نزرع " دَلاَميت " / أهي دي الشغلة اللي تخوّف واللي تموّت صح/ أصعب ما يكون في أسوان/ هيه حكاية الدلاميت/ صوابع طَوْلانه كدهِ / نْكُتْها في الجبال / ونقيد السلك يا فاطنه ورمْح / بيفرقع / نجري ونتكفّي / صدَّقي لما يا فاطنه يقولوا قدامك / شفنا خلق بتتوفي / أصعب ما يكون في أسوان هيه حكاية الدلاميت / تتشال الدنيا وتقعد / أي جبل ينزل فرافيت / يقعد مُدّه في ودانّا الزن / تقولي يا فاطنه لو شُفتي الدلاميت / الجبل اتجنّ /وقعدت أقول ليه يا حراجي / يشيلوا ويعافروا في الجبل الَّلمعافره دي؟ / يكونوش ناويين ع الزرع يا جدعان؟ / وطب دي حتت زرع ؟/ يعني ضايْقة الدنيا معاهم مش لاقيين/ غير الأرض الطوب ؟ / هيّه الناس دي يا ولاد بتفكر بالمقلوب؟ / وبقينا آخر الليل نفرش علي حته في الشغل/ واقعد أتكلم واتْحدّت طول الليل أنا " والملوي" / وعلي اب عباس" / هو صُح الدلاميت / أسهل من شيلة الفاس/ لكن بيقلَّعوا في الجبل العالي ده ليه؟/ ما لقينا جواب/ أصل اللي معانا يا فاطنه مش أهل أسوان علشان يقولولنا / جايين زيينا من ميت جبلاية فار/ ماهو كانوا هناك زيّينا بيشتغلوا أنفار/ يخرب بيت اللي ضيع عمرنا هُفت/ وطلّعنا وشيب راسنا في حكاية الأنفار / إتعلمنا من الصّغر يا فاطنه / ان مافيش في الدنيا إلا شغلانة الأنفار/ طب عمرك سمعانه بالدلاميت؟ / صوبعين لما يطرشقوا تحت البيت / عايجيبوا عاليه في واطيه / وانا حتي كنت حاقرَّب كيف م الدلاميت / لولا ما اختارني يا فاطنه "الحاج بخيت " ؟.. وإن كان علي اسمُه / أهي كل الناس بتقول دلاميت دلاميت/ أصله هو اسمه حلو/ دلاميت/ لكن فيه واحد قرّب وشه فيه شافه؟ / ده حتي فيه شغاله في الدلاميت ويانا/ كانوا يحطوا الصوبعين ويفرُّوا/ من غير ما يحققوا فيه/ ولا يعرفوا ده اللي في العلبه ويفرقع لما يحطوه كونتُه إيه ؟ / لكن جوزك صدّق ما لقيها/ عرفوني قوام / وغويت الشغله يا فاطنه / كنت أنام واصحي أفكر واحلم في الدلاميت / لا عيال ولا مَرة ولا بيت".