سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رفعت السعيد قبل أيام من مغادرته موقع رئيس الحزب حذرت الوفد من غدر الإخوان
لن أدعم مرشحا للرئاسة علي حساب الآخر.. ولهذه الأسباب ترشحت لمنصب الأمين العام ثم انسحبت
أترك »التجمع« وهو أگبر حزب يساري في مصر
رفعت السعيد أثناء حواره مع محرر الأخبار قبل أيام من مغادرته موقع رئيس حزب التجمع بعد فترة طويلة من العمل والعطاء السياسي والذي لا يستطيع أن ينكره أحد سواء من اختلف أو اتفق معه.. قرر أن يفتح قلبه للأخبار في حوار لا يخلو من الصراحة ولتوضيح كل الحقائق تاركا الحكم علي عمله وعطائه الحزبي للتاريخ أولا ولأعضاء الحزب ثانيا.. وفي تعبير بسيط ومختصر وصف د. رفعت السعيد رئيس حزب التجمع (اكبر حزب يساري في مصر) فترة رئاسته للحزب قائلا أنا بشر قد أصيب وقد أخطيء والحكم في النهاية للتاريخ وأعضاء الحزب. د. رفعت السعيد كيف تري الحزب قبل ان تسلم قيادته لجيل جديد في ظل الوضع الراهن؟ أعتقد أن حزب التجمع اكبر حزب يساري في مصر وهو من الاحزاب السياسية المعدودة جدا ذات التاريخ السياسي الطويل كما أنه ظل لفترة طويلة الحزب اليساري الوحيد في مصر وأعتقد ان الحزب له مواقفه واتجاهاته المعروفة للجميع كما ان رئيس الحزب ليس سلطة مطلقة لتغيير سياسات وأهداف الحزب بتغيره لأن الديمقراطية هي أساس عملنا الحزبي. فلنبدأ من نهاية الاحداث كيف يري حزب التجمع المليونية الماضية وهل حققت أهدافها؟ في البداية يجب أن نعلم أولا لماذا يخرج الناس والقوي السياسية في مليونيات ثم بعد ذلك نستطيع ان نحدد اذا كانت هذه المليونيات حققت أهدافها من عدمه.. ومن وجهة نظري اعتقد أن السبب الحقيقي للمليونيات هو أن المواطن العادي اذا ما سأل نفسه عما تحقق منذ بداية الثورة وحتي الآن فسيجد ان المحصلة صفر فهو أصبح لا يشعر بالامن والديمقراطية لم تتحقق والعدالة الاجتماعية وغياب وضوح الرؤية المستقبلية اصبح أمرا طبيعيا والاخطر من ذلك كله هي قضية الخبز، كل هذا يدفع للمليونيات وهناك العديد من المطالب الاخري التي لم تتحقق مثل وضع حد أدني للأجور وحد أقصي لها وبح صوتنا مع الحكومة والمجلس العسكري في هذه القضية دون فائدة وقلنا لهم اذا كان الحد الأدني »بيوجع« خلينا في الحد الاقصي وهو سيحل مشكلة للدولة لأنه سيوفر اموالا لها ولكن كل هذا دون جدوي وكل هذا يدفع للنزول في مليونيات.. وأعتقد ان المليونية الماضية لابد وان تحقق أهدافها لانها عبارة عن رسالة قوية بأن هناك مطالب واضحة وملحة لا تحتمل المماطلة ويجب الاستجابة لها. ولكن هناك مليونيات عديدة لم تحقق أهدافها وخرجت القوي السياسية بعدها تنادي لمليونيات جديدة؟ هناك فرق بين أن يتم الاستجابة لمطالبنا وبين ان يتم اجبارنا علي قبول الامر الواقع، فعندما تخرج القوي السياسية في مليونيات هي تريد أن تعرف لماذا لم تتحقق مطالبها اذا كان تحقيقها ممكن وهناك مثال لذلك فنحن في حزب التجمع طالبنا باستمرار ودون كلل أو ملل بضرورة اعادة توزيع الدخل وضرورة ان تكون الضرائب تصاعدية وأتذكر موقفا حدث مع وزير المالية الهارب الآن يوسف بطرس غالي عندما طالبته في مجلس الشوري بأن تكون الضرائب تصاعدية فكان رده ان العالم كله يسير بالضريبة الموحدة فطلبت منه ان يعطيني مثالا واحدا لدولة فلم يجد سوي المجر وللأسف حتي الآن لا يوجد أي تفكير في هذه القضية الخطيرة وهو ما يجعل الناس تشعر بالاحباط وتريد النزول في مليونيات.. وهناك مثال آخر عندما خرجت المليونيات للمطالبة بوضع الدستور أولا ولكن دون جدوي لان من وضع التعديلات الدستورية هي طارق البشري وهو قيادي في الاخوان المسلمين وصبحي صالح ومعروف مدي قربه من الاخوان المسلمين وهو ما جعلنا في هذا الموقف. ولكن ما سر كل هذه الخلافات السياسية والمطالب المتعددة وحالة الشد والجذب التي أصبحت لاتتنهي؟ أعتقد ان البداية أصلا كانت خاطئة عندما تم تشكيل لجنة لوضع التعديلات الدستورية كان العامل الرئيسي فيها هو الاخوان المسلمين من خلال المستشار طارق البشري وصبحي صالح وقد وضعا تعديلات تخدم أهداف وموقف الاخوان بشكل كبير وبدأت عملية الاستحواذ من قبل الاخوان المسلمين والسلفيين والاسلاميين علي مقاليد الامور وبدأ نفوذهم في التزايد وهو ما جعل كل القوي السياسية في حالة ترقب وحذر وهي تشاهد الاخوان المسلمين والاسلاميين يحصدون العديد من أهدافهم.. كما أن الافراج عن السلفيين بشكل مكثف كان له رد فعله ايضا وهذا لا يعني أنني ضد الافراج عنهم ولكن عندما ننظر لحالة مثل عبود الزمر وكيف تعامل معه تليفزيون الدولة علي انه بطل وما قام به عمل بطولي في حين ان ما فعله هو في الحقيقة عمل اجرامي بالرغم من أنني كنت معارض للسادات وكثيرا ما حبسني.. ثم نأتي بعد ذلك لنجد ان الاعلان الدستوري والقوانين التي تصدر تؤكد عدم السماح للاحزاب بالقيام علي اساس ديني ثم يحدث العكس كل هذا يؤدي الي حالة احتقان وحذر وخوف شديد مما يحدث وأستطيع ان ألخص كل هذا في جملة واحدة فمصر الآن »كالسيارة المغروزة في الطين« والمصريون كالفريقين أحدهما يريد أن يدفعها للامام والآخر يريد ان يدفعها للخلف وطالما هذا الوضع قائم سنظل في نفس الوضع الذي نحن فيه الآن. ولكن لماذا كل هذا التخوف من الاخوان المسلمين والسلفيين؟ عندما يضع الاعلان الدستوري قيادي في الاخوان ومقرب منها وينص علي عدم استخدام الشعارات الدينية في الاستفتاء ثم يحدث العكس ثم نري خطباءهم في المساجد يكفرون الليبراليين فتصبح بعد ذلك معركتي هي اثبات أنني لست كافرا بدلا من اقناع الناس بمبادئي وأفكاري وبرامجي ثم حالة الغموض التي تحيط بهم والطريقة التي يسلكونها لتحقيق أهدافهم تجعل من الواجب علينا ان نخشاهم وأريد ان اقول لهم ان مصر فيها قوي ليبرالية وعقلانية قالت »لا« في الاستفتاء علي الاعلان الدستوري ولا يمكن ان ارفضهم من المجتمع كما لا يمكن ان اقول لأكثر من 01 ملايين قبطي عليكم ترك البلد أو دفع الجزية وغيرها من الأمور التي لا تبشر بأي خير في نية الاخوان. ولكن البعض يعتقد أن الحكومة الانتقالية لا يجب تحميلها كل هذه المطالب؟ لو أن حكومة د. عصام شرف أو أيا من أعضاء المجلس العسكري كان قد أعلن عما يستطيع تحقيقه في الفترة الانتقالية وما لا يستطيع تحقيقه كانت الأمور ستكون أوضح ولكن حكومة عصام شرف حتي الآن لم تحقق الامن ولم تمنع البلطجية ولم تنجح في إدارة أي أزمة واعتقد ان حكومة مثلها كان يجب ان تقول لنا السلام عليكم من فترة طويلة ولكن حتي هذا لم يحدث. ما رأيك فيما أعلنه الوفد مؤخرا من انسحابه من التحالف مع حزب الحرية والعدالة؟ أعتقد ان الاخوان المسلمين حاولوا استدراج الوفد من البداية وذلك لتحقيق عدة أهداف اولها ظهور حزبهم بمظهر الحزب الليبرالي غير المؤسس علي أساس ديني ثم الاستفادة منه في الانتخابات وأعتقد انه في كل الاحوال كان سيحدث هذا الخلاف فحتي لو استمر هذا التحالف وفاز الوفد بعدد من المقاعد في البرلمان القادم كان سينفصل الاخوان عن الوفد ايضا فهم لا يكشفون نواياهم الحقيقية إلا في أوقات الجد. وما رأيك في المسيرات التي حاول المتظاهرون القيام بها للمجلس العسكري؟ نحن مع الحق في التظاهر والاعتصام والمسيرات طالما كانت في حدود القانون ولكن اذا تعدت هذه المظاهرات حدود اللياقة والقانون فنحن ضدها تماما وأنا لم أر أي مظاهرات في أي دولة في العالم تذهب الي مقر وزارة الدفاع وأقول لمن يحاولون القيام بمثل هذه المسيرات ومن يدعون لها اذا سقطت هيبة القوات المسلحة من ابناء بلدها فكيف لها أن تواجه بعد ذلك عدوها سواء كان إسرائيل إو حتي أمريكا. وبماذا تفسر التصريحات والتهديدات الامريكية المتكررة في الفترة الاخيرة والمتعلقة بالمساعدات؟ في البداية يجب ان نعلم ان المساعدات الامريكية هي نوعان الاول مادي والثاني عسكري وبالنسبة للمساعدات المادية فنحن لا نحتاج اليها وقادرون علي الاستغناء عنها اما بالنسبة للمساعدات العسكرية فاعتقد أننا نحصل علي الكثير من الاسلحة وهناك خيط رفيع يحاول المجلس العسكري السير عليه في هذه النقطة بالتحديد ويجب علينا معاونتهم فيها ولكن في النهاية يجب الا نسمح بالتدخل في الشأن الداخلي المصري وعدم استخدام أي اوراق للضغط علي مصر بحجة حماية الديمقراطية أو دعمها أو أي حجة أخري. وماذا عما يثار من التمويل الاجنبي للعديد من الجمعيات المدنية وبعض ائتلافات الشباب؟ اعتقد ان هذا الأمر موجود وبكثافة في الفترة الاخيرة ودعني أوجه رسالة للمواطنين وخاصة الشباب لا توجد دولة تبعثر أموالها بهذه الطريقة وبتلك الكثافة دون ان يكون هناك هدف واضح تسعي الي تحقيقه واتذكر في هذا الصدد أنه في احدي المرات كان السفير الامريكي يزورني وقال لي انه لديه 52 مليون دولار في خزينته لدعم الديمقراطية منتظرا مني أن أحاول الاستفادة منها فدعوته لبناء مدرسة مثلما فعلت مع مدرسة الكشح لأن اساس دعم الديمقراطية يبدأ من التعليم فرفض الفكرة تماما. وهل تعتقد ان هناك وقتا لتنفيذ مطالب القوي السياسية بتعديل قانون الانتخابات؟ هناك دائما وقت اذا أردنا ذلك واذا كانت هذه مطالب القوي السياسية كلها واجمعت عليها كلها فلماذا لا يتم التعديل. واذا لم يحدث؟ سنخوض الانتخابات ولن نفعل مثلما أعلنت بعض القوي والاحزاب من مقاطعتها ولكننا سنشارك مجبرين وليس مخيرين. وماذا لو حاول حزب الوفد الانضمام الي الكتلة المصرية للأحزاب؟ حزب الوفد مرحب به وأي حزب آخر في أي وقت يريدون فيه الانضمام الي كتلة الاحزاب وأنا أقول لحزب الوفد أن مكانه الطبيعي كان كتلة الاحزاب الليبرالية وليس التحالف مع الاخوان فمكانه هناك كان خطأ. لماذا تم تغيير مواعيد المؤتمر العام للحزب واجراء الانتخابات الداخلية أكثر من مرة؟ لا أحد يزعم ان هذا الموعد صحيح تماما ولكنه في النهاية قرار اللجنة المركزية للحزب وكان اذا تداخلت الانتخابات البرلمانية مع الانتخابات الداخلية للحزب فيجب ان يسير الحزب في كل منهما دون التأثير علي الآخر. ولكن ألا يمكن أن يؤثر ذلك علي أداء الحزب في انتخابات مجلس الشعب؟ نعم أعتقد انه من الصعب ان يخوض حزب معركة انتخابات برلمانية في ظل انتخابات داخلية ولكن هذا قرار اللجنة المركزية ويمكن تحويله إلي أمر ايجابي من خلال دفع الوجوه والقيادات الشابة الي المواقع القيادية في الحزب وهو ما سيؤثر بشكل ايجابي علي تجديد دماء الحزب في هذه الانتخابات. ولماذا قررت الترشح لمنصب الامين العام للحزب ثم انسحبت؟ حدث ذلك عندما وجدت ان هناك محاولات من جانب بعض المرشحين لتكوين قوائم انتخابية للاستحواذ علي المواقع القيادية في الحزب ، فقررت خوض الانتخابات علي منصب الامين العام لاحباط هذه المحاولات وعدم اعطاء الفرصة لاي مجموعة تحاول فعل ذلك وعندما تم العدول عن هذه الفكرة من جانب اصحابها قررت التراجع عن هذا الترشيح . ولكن الا تعتقد أنه من الصعب أن تترشح علي منصب الامين العام بعد رئاستك للحزب؟ أنا أخدم الحزب في أي موقع يحتاجني فيه لانني في النهاية فرد في حزب التجمع كما انني لست لواء في الجيش أو الداخلية لا يمكن ان اعود لرتبة أقل. وماذا ستفعل بعد الانتخابات؟ اعتقد انني سأكون سعيدا جدا لو رشحني خالد محيي الدين مساعدا له في المجلس الاستشاري للحزب مثلما سعدت من قبل أنني كنت مساعدا له في بداية حياتي. تبادل المرشحون علي منصب رئيس الحزب الاتهامات بدعمك لاشخاص بعينهم؟ أؤكد لك ولهم انني كرئيس للحزب اقف علي مسافة واحدة من كل المرشحين ولن يحدث أن أدعم أحدا علي حساب الآخر ولكن قناعتي الشخصية ستظهر في صندوق الانتخابات. في ختام هذا المشوار الطويل في رئاسة الحزب ماذا تقول للرئيس القادم؟ سأقول له إنني حاولت بذل اقصي جهدي وعليه ان يولي أقصي اهتمامه للحفاظ علي وحدة الحزب في هذه المرحلة الحرجة وأقول له ايضا أريد ان أري الابداع في رئاسة الحزب في ظل قيادته الجديدة. وماذا تقول لأعضاء الحزب؟ أقول لهم انني فعلت اقصي ما استطيع وان كنت في يوم ما في غير حسن ظنهم فأنا بشر اجتهادي قد يصيب وقد يخطئ.