أنيس البياع نائب رئيس حزب التجمع الذي ترك الحزب مع مجموعة ليست بالقليلة احتجاجاً علي سياسة د. رفعت السعيد رئيس الحزب .. ضحي بموقعه كنائب لرئيس الحزب مفضلاً الاشتراك مع آخرين لتأسيس حزب التحالف الاشتراكي ليكون معبراً عن اليسار المصري ليبدأ المشوار الصعب مرة أخري وكأن النضال مكتوب عليه دون راحة واستراحة. البياع صاحب تاريخ نضالي طويل ومع هذا فهو لم يكل أو يمل .. يؤمن بأن القادم أفضل وأنه في النهاية لا يصح إلا الصحيح. في هذا الحوار يكشف البياع عن أسباب انهيار حزب التجمع حيث يتهم صراحة د. رفعت السعيد رئيس الحزب بأنه راهن علي النظام السابق فخسر كل شيء.. ضحي بالتاريخ النضالي لحزب التجمع الذي رفض كامب ديفيد ودخلت قياداته السجون والمعتقلات وراهن السعيد علي أن الشعب انتهي فحاول أن يفوز بجزء من الكعكة فلم يحصل علي شيء في النهاية. أنيس البياع هاجم قانون الاحزاب الجديد ووصفه بأنه قانون حظر قيام الأحزاب مشيراً إلي أنه لو وفقت الأحزاب القديمة أوضاعها طبقاً للقانون الجديد فإنها ستغلق أبوابها ولن تتمكن من توفيق أوضاعها. عن السلفيين قال إن هذه الظاهرة لا تقلقه وهي نتاج طبيعي بعد فترة كبت وقهر وأن الشعب المصري بطبيعته يرفض التشدد. وإليكم نص الحوار: * لماذا تركت حزب التجمع بعد هذا التاريخ الطويل؟ ** لم أترك الحزب بمفردي بل خرج معي مجموعة ليست بالقليلة منها أبوالعز الحريري وعبدالغفار شكر ود. إبراهيم العيسوي وغيرهم كثيرون من المفكرين والكتاب والفنانين والسياسيين.. اتفقنا علي تأسيس حزب التحالف الاشتراكي تكون مهمته تجميع حركة اليسار المصري في حزب يساري كبير بعد ما أثبتت الأيام أن تجمع رفعت السعيد كان يراهن رهاناً خاسراً حذرنا منه ونبهنا إليه لكنه لم يستمع.. السعيد كان يراهن علي الحصول علي بعض المكاسب من النظام القديم.. نظام مبارك وظل يدافع عن سياسته تلك حتي أثناء ثورة يناير 2011 .. لقد طالبت باستقالة نواب التجمع من الشعب والشوري أثناء الثورة لكنه رفض وظل يراهن علي استمرار النظام حتي سقط.. ثم عادت الفكرة قبل حل المجلسين لكنه ظل علي رهانه الخاسر حتي تم حل المجلسين.. هذه السياسة غير مقبولة علاوة علي موافقته وقبوله التزوير لانجاح اعضاء التجمع في الشوري.. هذه مسألة مشينة جداً ومسيئة لنا ولا تتفق مع مبادئنا.. السعيد كان صاحب تاريخ نضالي طويل لكنه للأسف راهن علي أن الشعب انتهي وظل يحلم بالحصول علي جزء من الكعكة وكانت كل تقديراته خاطئة.. كان يجب أن يراهن علي الشعب خاصة أن حزب التجمع صاحب تاريخ نضالي طويل فهو الحزب الذي رفض اتفاقية كامب ديفيد ودخلت العديد من قياداته السجون والمعتقلات من أجل الدفاع عن حقوق الشعب والمواطن البسيط. كان بدلا من وقفة والانسحاب من هذا الحزب الذي ضحي بالمباديء وقال دعها تذهب للجحيم.. قررنا الاستمرار في النضال طالما يرفض السعيد ومن معه تغيير الوجوه والقيادات والسياسات قانون حظر الأحزاب * ولكن تأسيس حزب جديد أمر صعب؟! ** قل غاية في الصعوبة وأنا أطلق علي القانون الجديد قانون حظر قيام الأحزاب.. خمسة آلاف توكيل وتعقيدات وشروط صعبة.. مسألة غير موجودة في أي دولة في العالم.. في أوروبا وغيرها يتم تأسيس الأحزاب بالاخطار بل ويتم دعمها من الدولة.. أما لدينا فالأمر شديد الصعوبة ومع ذلك لا بديل أمامنا.. هذا قدرنا.. سنظل نناضل حتي الموت وحتي تأتي أجيال قادرة علي تحقيق الحلم وازالة كافة المعوقات.. وللعلم لو طبقت هذا القانون الجديد علي الأحزاب القديمة وطلبت منها توفيق أوضاعها فإنها جميعا ستغلق ابوابها وستعجز عن توفيق الأوضاع.. وأنا أطالب بتطبيق القانون الجديد علي الأحزاب القائمة قبل الثورة ودعنا نشاهد الصورة معاً وللعلم هذا الأمر ليس غريبا أو بدعة فعندما صدر قانون الجمعيات الأهلية تم تطبيقه علي الجمعيات القائمة وطلبوا منها توفيق أوضاعها. الاخوان والسلفيون * ما رأيك في الاخوان والسلفيين؟! ** أنا مع حق كافة القوي في تكوين أحزاب بما فيها الاخوان بشرط أن يكون حزبا سياسياً لا دينيا.. أما السلفيون فهم أحد افرازات الثورة وأي ثورة لها سلبيات وإيجابيات البعض يتخوف من ظاهرة السلفيين وتصرفاتهم وأنا أري أن هذا نتاج طبيعي.. أي جرح توجد به رتقيحات وبعد فترة يحصل الشفاء.. وأنا أري أن التوازن قادم لان الشعب المصري متدين يرفض التشدد وظاهرة السلفيين لا تنسجم مع التوافق الاجتماعي للمصريين وهذه الظاهرة سيخفت توجهها بعد فترة.. ستظل موجودة لكن ليس بنفس القوة والتوهج.. التيار الإسلامي صعد صعوداً غير طبيعي ولأنه غير طبيعي سيعود لوضعه بعد فترة.. التوعية والأحزاب الحقيقية كفيلة بمحاصرة ظاهرة السلفيين وغيرها من الظواهر التي تظهر نتيجة الكبت وعدم الحريات والقهر.