أصدرت الشرطة الدولية "الإنتربول" امس "مذكرة حمراء" لمطالبة الدول الأعضاء ال188 باعتقال الساعدي القذافي "بناء علي طلب السلطات الليبية". وتعد هذه أول مذكرة اعتقال يصدرها الانتربول بطلب من السلطات الليبية الجديدة. وقال بيان صدر عن مقر الإنتربول في ليون (وسط شرق فرنسا) إن "الإنتربول أكد المعلومات التي أفادت بأن الساعدي القذافي شوهد آخر مرة في النيجر وهذه المذكرة الحمراء تشكل تنبيها إقليميا ودوليا للدول المجاورة لليبيا وللنيجر، بالمساعدة علي تحديد مكان واعتقال الساعدي". واوضح الانتربول ان السلطات الليبية الجديدة تلاحق الساعدي بتهمة الاستيلاء علي املاك بالقوة والترهيب عندما كان يتولي رئاسة الاتحاد الليبي لكرة القدم. وكانت الحكومة النيجرية قد أكدت أنها لن تعيد الساعدي القذافي إلي ليبيا في الوقت الحالي بحجة أنه قد يتعرض لعقوبة الإعدام. ميدانيا حقق الثوار الليبيون تقدما في سرت التي سيطروا علي مطارها ومينائها، لكنهم يلقون مع ذلك فيها مقاومة شديدة من فلول كتائب القذافي، وقد دعا الثوار أهالي مدينة سرت إلي مغادرتها حفاظا علي حياتهم مع احتدام المعارك، بينما ينتظرون تعزيزات لشن هجوم نهائي مرتقب علي مدينة بني وليد.وأكد المتحدث العسكري باسم المجلس الوطني الانتقالي العقيد أحمد باني في طرابلس أن انتزاع سرت بالكامل من قبضة الموالين للقذافي ليس إلا مسألة أيام.وأضاف باني أن معركة سرت محسومة ولن يخسرها الثوار، مشيرا إلي أنهم اخترقوها من الشمال والجنوب، وسيطروا علي مينائها ومطارها فضلا عن قاعدة القرضابية ومرافق أخري، كما أنهم تقدموا بضعة كيلومترات إضافية من جهة الشرق. ويحاول الثوار منذ أيام السيطرة علي مجمع واجادوجو الذي كانت تعقد فيه اجتماعات دولية ومنها اجتماعات الاتحاد الأفريقي، ويعتقدون أنه من أشد المواقع تحصينا لأتباع القذافي. وعلي جبهة مدينة بني وليد، يترقب الثوار وصول تعزيزات من العتاد والرجال لاقتحام المدينة التي يقولون إن ابنا آخر لمعمر القذافي وهو سيف الإسلام متحصن فيها مع مئات المقاتلين الموالين لوالده. من جهة اخري توجه النائب الاول للرئيس السوداني علي عثمان محمد طه الي طرابلس امس في زيارة هي الاولي من نوعها منذ الاطاحة بنظام القذافي يلتقي خلالها رئيس المجلس الانتقالي مصطفي عبد الجليل. والعلاقات بين القذافي والخرطوم متقلبة. لكن الخرطوم اتهمت القذافي صراحة بعد سيطرة المجلس الانتقالي علي ليبيا بدعم حركات التمرد في اقليم دارفور غرب السودان. علي صعيد آخر قال مبروك كرشيد محامي رئيس الوزراء الليبي السابق البغدادي علي المحمودي ان الادعاء التونسي تلقي طلبا من السلطات الليبية الجديدة بتسليم المحمودي ولذا فإنه محتجز. وكانت محكمة تونسية قد حكمت علي المحمودي بالسجن ستة أشهر لدخوله البلاد بصورة غير مشروعة لكن محكمة استئناف أبطلت الحكم وأمرت باطلاق سراحه.