زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس قوس النصر لدي عودته إلي باريس قادما من الأرجنتين، لمعاينة حجم الدمار الذي لحق بالمعلم الأثري الشهير خلال أسوأ أعمال شغب وعنف منذ أكثر من عقد. وأظهرت لقطات تلفزيونية الجزء الداخلي من القوس حيث تحطم جزء من تمثال ماريان وهو رمز للجمهورية الفرنسية، كما كتب المحتجون علي القوس شعارات مناهضة للرأسمالية ومطالب اجتماعية. جاء ذلك قبل ساعات من اجتماع طارئ للحكومة علي أعلي مستوي دعا إليه ماكرون بحضور رئيس الوزراء إدوار فيليب ووزير الداخلية كريستوف كاستنيه فضلا عن »الأجهزة المعنية» في محاولة لمواجهة الفوضي التي شهدتها باريس جراء تصعيد جديد لمجموعة »السترات الصفراء» التي تحتج علي ارتفاع أسعار الوقود وتكاليف المعيشة. وأكد المتحدث باسم الحكومة »بنجامين جريفو» أن جميع الخيارات مطروحة، بما في ذلك إعلان حالة الطوارئ في البلاد، داعيا المحتجين السلميين إلي التفاوض. وكانت آخر مرة فرضت الحكومة الفرنسية فيها حالة الطوارئ عقب سلسلة الهجمات الإرهابية الدامية التي هزت العاصمة في 13 نوفمبر 2015. من جانبه، أعرب وزير الداخلية »كريستوف كاستانير» أمس الأول عن استعداده لدراسة إمكانية فرض حالة الطوارئ في البلاد لتعزيز الأمن، بناء علي طلب ثاني أكبر نقابة للشرطة في البلاد »أليانس» ونقابة مفوضي الشرطة الوطنية بالتحرك الحازم وفرض حالة الطوارئ بهدف التعامل مع ما وصفته ب»العصيان». ووصف كاستانير» المتورطين في أعمال العنف التي رافقت الاحتجاجات بأنهم »من مثيري الانقسام والشغب»، مؤكدا تورط نحو ثلاثة آلاف شخص في المخالفات، وهذا العدد الضخم جعل تدخل قوات الأمن أصعب. وأعلنت الشرطة أمس إصابة 133 شخصا بينهم شرطيون واعتقال 412 آخرين، وسط حالة تمرد في العاصمة باريس مع ارتفاع سقف المطالب حتي »رحيل الرئيس». وتفجر التمرد الشعبي في 17 نوفمبر الماضي وانتشر بسرعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي إذ أغلق المحتجون طرقا في أنحاء مختلفة من البلاد وأعاقوا الدخول إلي مراكز تجارية ومصانع وبعض مستودعات الوقود.