أعلنت الحكومة الفرنسية أمس أنها تدرس فرض حالة الطوارئ لمواجهة أعمال العنف والفوضى التى تخللت مظاهرات «السترات الصفراء» ، والتى تعد أسوأ اضطرابات مدنية تشهدها فرنسا منذ أكثر من 10 سنوات، فى الوقت الذى أكد فيه الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون أنه لن يقبل أبدا بالعنف وتعهد بمحاسبة مثيرى الفوضى فى البلاد. فمن جانبه، قال بنجامين جريفو المتحدث باسم الحكومة لراديو أوروبا 1: «علينا التفكير فى الإجراءات التى يمكن اتخاذها حتى لا تتكرر هذه الوقائع» وأضاف المتحدث أن الرئيس ورئيس الوزراء ووزير الداخلية سيناقشون كل الخيارات المتاحة لهم خلال اجتماع وشيك. ومن جهته، صرح وزير الداخلية الفرنسى كريستوف كاستانير بأنه مستعد للنظر فى إمكانية فرض الطوارئ من أجل تعزيز الأمن فى البلاد. وردا على سؤال عن احتمال فرض حالة الطواريء تلبية لطلب عدد من النقابات والشرطة ،قال كاستانير لشبكة «بى إف إم-تى في» : «ندرس كل ما يسمح بتعزيز ضمان الأمن، لا محرمات لدى وأنا مستعد للنظر فى كل شيء». وقال كاستانير إن مرتكبى أعمال العنف فى باريس أمس الأول هم من مثيرى الشغب، وأضاف «تم التعرف على نحو 3 آلاف شخص تجولوا فى باريس وارتكبوا مخالفات مما جعل تدخل قوات حفظ النظام أصعب». وكانت نقابة الشرطة «أليانس» قد طالبت الحكومة مساء أمس الأول بفرض الطوارئ التى اقترحتها أيضا نقابة مفوضى الشرطة الوطنية. وقال فريديريك لاجاش نائب رئيس «أليانس» ثانى أكبر نقابة للشرطة : «نحن فى أجواء عصيان ويجب التحرك بحزم». وطالبت النقابة«بتعزيز من الجيش حماية المؤسسات والسماح لقوات التدخل المتحركة بالتحرك».وكانت حالة الطوارئ قد فرضت بعد الاعتداءات الإرهابية فى باريس عام 2015. وفى غضون ذلك، توجه الرئيس الفرنسى أمس مباشرة إلى قوس النصر بعد عودته لباريس قادما من الأرجنتين ،ليتفقد الأضرار التى لحقت بالمعلم الشهير خلال أحداث الشغب. وأظهرت لقطات تليفزيونية الجزء الداخلى من القوس حيث تحطم جزء من تمثال ماريان، وهو رمز للجمهورية الفرنسية، كما كتب المحتجون على القوس شعارات مناهضة للرأسمالية ومطالب اجتماعية.وكان ماكرون قد أكد فى ختام قمة مجموعة العشرين بالأرجنتين أنه لن يرضى أبدا بالعنف لأنه لا يمت بصلة إلى التعبير عن غضب مشروع.وقال «أى قضية لا تبرر مهاجمة قوات الأمن ونهب محال تجارية وتهديد مارة أو صحفيين وتشويه قوس النصر». وأضاف أن «مرتكبى أعمال العنف هؤلاء لا يريدون التغيير، ولا يريدون أى تحسن، إنهم يريدون الفوضي: إنهم يخونون القضايا التى يدعون خدمتها ويستغلونها، سيتم تحديد هوياتهم وسيحاسبون على أفعالهم أمام القضاء». وفى سياق متصل، وقف السياح الذين جاءوا إلى العاصمة الفرنسية ليتمتعوا بسحرها وسط أجواء عيد الميلاد، مذهولين أمام مشاهد أشبه بحرب الشوارع بين السيارات المحترقة وسحب الغازات المسيلة للدموع فى حى الأوبرا. وفى الساحة، انبعث دخان كثيف يحجب واجهة قصر جارنييه مبنى الأوبرا، وقد أضرمت النيران فى مواجهة المقهى الأنيق «كافيه دو لا بي» من قبل المتظاهرين. وقد أغلقت كل مداخل المقهى العريق الذى علق فيه بعض الزبائن. وقال نادل لسياح كانوا يحاولون الدخول إن المقهى «مغلق».