وصل مبعوث الأممالمتحدة مارتن جريفيث إلي العاصمة اليمنية صنعاء أمس للتحضير لعقد مفاوضات سلام بين أطراف النزاع في السويد قبل نهاية العام وذلك بعد ساعات من اندلاع اشتباكات عنيفة لليوم الثاني علي التوالي في مدينة الحديدة. ويسعي جريفيث خلال زيارته لصنعاء الخاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران لإعداد خريطة طريق لمشاركة الميليشيات في المحادثات. ومن المقرر أن يلتقي جريفيث بزعيم الميليشيات الحوثية »عبد الملك الحوثي» وقيادات أخري وسيناقش معهم إجراءات بناء الثقة وخطته للسلام. كما سيسعي جريفيث للحصول علي موافقة زعيم الميليشيا علي الانسحاب من ميناء الحديدة، ووضعه تحت إشراف الأممالمتحدة وإتمام عملية تبادل للأسري والمعتقلين، وتوحيد البنك المركزي. وكان أطراف النزاع قد أعربوا خلال الأيام الماضية عن دعمهم لجهود جريفيث، لكن هذا الدعم لم يمنع المعارك العنيفة من أن تعود لتندلع في مدينة الحديدة بعد فترة من الهدوء أعطت أملا بامكانية إنهاء النزاع المتواصل منذ عام 2015. وشهدت الأحياء الجنوبية والشرقية من مدينة الحديدة قصفا مدفعيا متبادلا بين قوات المقاومة اليمنية المشتركة وميليشيات الحوثي المدعومة من إيران. وقصفت مقاتلات التحالف العربي بقيادة السعودية منصات إطلاق صواريخ للحوثيين في إحدي مديريات محافظة الحديدة. من جهه اخري، كشفت منظمة »أنقذوا الأطفال» في تقرير لها أن نحو 85 ألف طفل تحت سن الخامسة ربما ماتوا بسبب سوء التغذية الحاد خلال ثلاث سنوات من الحرب باليمن. وقالت المنظمة الخيرية البريطانية إن هذا العدد يساوي عدد الأطفال تحت سن الخامسة في برمنجهام ثاني أكبر المدن البريطانية. كما حذرت من أن حياة نحو 150 ألف طفل مهددة في الحديدة مع »زيادة كبيرة» في الضربات الجوية علي المدينة خلال الأسابيع الأخيرة. من جانبها، حذرت »مجموعة الأزمات الدولية» في تقرير لها من تبعات »مدمرة» لهذا الحرب التي تهدد ميناء الحديدة، داعية المجتمع الدولي إلي التدخل فورا لوقفها. وجاء في التقرير أن الحوثيين عززوا قدراتهم الاستخباراتية واتوا بأكثر مسلحيهم شراسة وخبرة في القتال داخل الحديدة.