زرت الصين قبل ذلك وتجولت في شوارعها وشاركت في منتدي التعاون الإعلامي لمبادرة الحزام والطريق التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينج عام 2013.. المبادرة تهدف لإحياء طريق الحرير القديم الذي يربط الشرق الأقصي بأوروبا.. وتطوير وإنشاء طرق تجارية وممرات اقتصادية تربط أكثر من 60 دولة من بينها مصر.. المنتدي الإعلامي تنظمه مؤسسة الشعب الصينية الإعلامية والتي تصدر صحيفة ورقية هي أكثر الصحف انتشارًا وعددًا من المواقع بلغات مختلفة منها العربية وقناة تليفزيونية علي »الإنترنت». مع كل زيارة للصين أجد جديدا يصنعه أهلها بمهارة ودأب. في المرتين السابقتين كان المنتدي الإعلامي يعقد في العاصمة »بكين» تلك المدينة المزدحمة التي تمتزج فيها حضارة الماضي في سور الصين العظيم والمدينة المحرمة مع تقدم الحاضر وطموحات المستقبل في تناسق بديع.. توجت مشاركتي الأولي ممثلا لمحبوبتي جريدة »الأخبار» بورشة عمل وجولة في عدة مدن للتعرف علي الإمكانيات الصينية والمقاطعات المشاركة في انطلاق مبادرة الحزام والطريق ومن بينها »جوانزو».. ولا أنسي اليوم الذي قضيته بين جبال الشاي وفي أضخم قرية سياحية. لن أتحدث في هذا المقال عن الكرم »الحاتمي» الصيني أو عن النظام والنشاط والأمانة واتقان العمل الذي وجدته في كل موقع نزوره حتي عندما أسير في الشوارع فيكفي أن أقول إنه في إحدي المرات تجولت خارج الفندق ودخلت في شارع بالخطأ مستمتعا بالخضرة والمشاهد الحضارية ووجدتني تائها لا أعرف كيف أعود وشاهدت سائق تاكسي وطلبت منه أن يوصلني للعنوان فرفض أن يتلاعب بضيف بلاده الذي ضل سبيله وأشار لي علي مبني الفندق الذي يبعد عني 200 متر وأرشدني علي الطريق.. ومرة ثانية طلبت من العاملين في الفندق إحضار تاكسي لأصل للمطار بعد أن عرفت أن التكلفة ما بين 150 و300 إيوان.. وأخذت طوال الطريق أراقب السائق خوفا من أن يتلاعب بي.. وتوقعت أننا عندما نصل للمطار سوف يضاعف الأجرة 3 مرات لأني غريب ولم يقاولني عند التحرك ولكنه أخرج لي إيصال بأن الأجرة 93 إيوان وإيصال آخر ب 10 إيوانات قيمة تذكرة الدخول للمطار وقدم لي الباقي شاكرا بعد أن نزل من سيارته محضرا لي حقيبتي! هذا العام كان منتدي التعاون الإعلامي للمبادرة في مقاطعة هاينان أو »هاواي الشرق».. تلك الجزيرة الخلابة التي تقع جنوبالصين وتتميز بطبيعة استوائية ساحرة وأصبحت في السنوات الأخيرة قبلة سياحية. المنتدي عقد في أفخم الفنادق بمدينة »بوأو» البديعة وشارك فيه كبار المسئولين الصينيين وما يقرب من 800 ضيف من وسائل الإعلام وخبراء مراكز الفكر في الدول المرتبطة بمبادرة الحزام والطريق تحت عنوان »التشارك والتنافع والتعاون والكسب المشترك».. وهو الواقع الذي لامسته في كلمات المتحدثين بجلستي الافتتاح والذكاء الاصطناعي والوسائط الذكية.