تقع واحدة من أكثر المقاطعات تحقيقاً للتنمية المستدامة وهي مقاطعة هاينان، عبارة عن جزيرة منفصلة عن الأراضي الصينية وتقدر مساحتها 35.400 كم مربع، يبلغ تعداد سكانها حوالي 9 ملايين نسمة، تقع في بحر الصين الجنوبي، كما تعد ثاني أكبر جزيرة صينية، وتواجهها من الجانب الغربي دول الفلبين وفيتنام واندونيسيا وماليزيا. حبا الله هذه الجزيرة بالمعالم الطبيعية الخلابة والجبال والغابات الاستوائية والبرية، كما تتميز بمناخ استثنائي حيث تتمتع ب300 يوم مشمس في العام، وتتراوح درجة الحرارة فيها بين 25 إلي 35 درجة مئوية، فضلاً عن ارتفاع نسبة الرطوبة أغلب أشهر السنة لكونها منطقة استوائية،ويلقبونها ب »هاواي» الشرق، لما تتمتع به من بيئة نظيفة وصحية، وامتلاكها شواطئ ساحرة وخضرة خصبة وهواء نقياً تجعلها منافساً قويا كمقصد للسياحة العالمية. جاءت زيارتي إلي هذه المقاطعة التي تعد واحدة من أهم المناطق السياحية والزراعية والصناعية كما تشتهر بمجالات التكنولوجيا والزراعة والأدوية والرياضة، للمشاركة في منتدي التعاون الاعلامي الرابع لمبادرة الحزام والطريق والذي عقد يومي 29 و30 نوفمبر الماضي في مدينة بواَو، نظمته صحيفة الشعب اليومية التي تعد أكبر المؤسسات الإعلامية الصينية، والذي شارك فيه ما يقرب من 800 من المؤسسات الاعلامية والصحفيين والكتاب من مختلف دول العالم، . الحزام والطريق حيث جرت العادة للجانب الصيني اعداد زيارات للصحفيين والاعلاميين من مختلف الجنسيات، للمقاطعات التي تحتضن الأحداث المهمة،وذلك قبل أيام من انطلاقه، لكي يتعرفوا علي مدي الجهود التي تبذلها الصين في تحقيق الرخاء والتنمية لشعبها، وكذلك أيضا للدول الباحثة عن التنمية،وهذا هو الهدف الأسمي لمبادرة الحزام والطريق والتي تبحث عن تعزيز السلام والاستقرار وتحقيق التنمية وتعزيز التعاون المربح لكل الدول ومن هذا المنطلق، نظمت صحيفة الشعب الصينية زيارة لعدد من الصحفيين من جنسيات مختلفة قبل عدة أيام من انطلاق منتدي التعاون الاعلامي، لبعض أهم المعالم السياحية والاقتصادية والتكنولوجية بهاينان.كانت مدينة هايكو أول وجهة للمجموعة وتشتهر بثمرة جوز الهند لذا يطلقون عليها ايضا هذا الاسم، تتمتع هايكو بالطبيعة والمشاهد الخلابة التي تحتل أغلب مساحاتها،وتضم المدينة التكنولوجية النظيفة التي تعد نموذجاً حياً لما تسعي إليه الحكومة الصينية بتعزيز استراتيجية التنمية المستدامة للمقاطعة. كما تحوي أكبر شركات البترول الصينية العالمية الموجودة علي سواحل المدينة. محور استراتيجي تمثل هاينان محوراً استراتيجياً لمبادرة الحزام والطريق، التي ادرجتها الصين في دستورها مطلع العام الجاري، ونظرا لموقعها الجغرافي المتميز وبيئتها الأيكولوجية، قررت الحكومة الصينية في ابريل الماضي دعمها وتطويرها بالكامل لتصبح منطقة تجريبية للتجارة الحرة، كذا دعم إقامة ميناء للتجارة الحرة بخصائص صينية في اطار سياسة الانفتاح التي تنتهجها الصين، من اجل ان تلحق بخطوات التنمية السريعة للبلاد مع انفتاح أكثر عالميا باعتبارها جزيرة منفصلة، حيث انها تحتضن أول ميناء للتجارة الحرة في الصين و4 مطارات دولية.ولكونها الجزيرة الاستوائية الوحيدة بالبلاد، تسعي الصين إلي تعزيز فكرة السياحة القائمة علي الترفية والاسترخاء، بعد ان كانت تعتمد علي السياحة القائمة علي زيارة المعالم الأثرية والثقافية بشكل أكبر، خلال شهر ابريل الماضي تم افتتاح أول منتجع أتلانتيس في الصين باستثمار بلغت حوالي 1.75 مليار دولار ويقع علي سواحل مدينة »سانيا » أشهر مقصد سياحي في هاينان، كما تعد »مدينة جوز الهند» المقاطعة الوحيدة التي لا توجد فيها أكشاك تحصيل رسوم المرور علي طرقها السريعة بفضل إصلاح الضريبة في عام 1994، فضلاً انها ألغت الضريبة الزراعية التي تطبق علي المقاطعات الأخري منذ عشرات السنين، حيث تعد من أشهر المواقع الصينية في زراعة الأرز. من الزيارات التي اثارت اعجابي ولمست خلالها بأن الابتكار في الصين ليس له حدود، خاصة عندما يكون في دولة تتمتع بإمكانيات وقدرات هائلة خاصة الاقتصادية، كانت زيارة إلي » وادي الأراضي الخصبة »بمدينة شينج ماي» علي ساحل المحيط الهادي، حيث يقع خلف هذا الوادي داخل عمق الجزيزة علي بضع كيلومترات العديد من القري والمدن الصغيرة كما توجد مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، ونظرا لظروف المناخ بالمكان حيث الرياح الشديدة في بعض أوقات السنة، صنعت الصين غابة شجرية علي طول ساحل المدينة بمساحات شاسعة، لصد الرياح القوية القادمة من ناحية المحيط، حتي لا تتضرر الزراعات وتتلف المحاصيل. وعلي الجانب الثقافي، نظمت حكومة مقاطعة هاينان عرضاً ثقافياً للزائرين الأجانب، تضمن العادات والتقاليد الخاصة بقومية »لي» السكان الأصليين للمقاطعة، ومن المثير انه علي الرغم من ان العرض كان بالصينية، إلا انك تستطيع منذ اللحظة الأولي ان تفهم تاريخ وثقافة هذه القومية، حيث ركز العرض علي نقل مدي خبرة السكان الاصليين في زراعة الأرز التي تشتهر بها المقاطعة. تتمتع جزبرة هاينان بالعديد من الشواطئ الساحلية والمناظر الخلابة، وسلال جبالية رائعة الجمال،ولهذا تستغل شركات الاعمال الحكومية والقطاع الخاص في اقامة منتجعات علي اعلي مستوي سواء علي سواحل المقاطعة أو وسط الجبال،، منها علي سبيل المثال منتجع خليح تشي تسي بمدينة جانج تيان، ويقع وسط جبال شاهقة الارتفاع،حيث الطبيعة والهدوء ومناخ نقي.ويمثل مجال السياحة مصدرا أوليا وأساسياً للدخل القومي للمقاطعة بقيمة 81 مليار يوان، اضافة إلي 11 قطاعا آخر يمثل اجمالي الناتج المحلي للمقاطعة، كما يحتل مجال الزراعة المصدر الثاني، يأتي بعدها صناعة الانترنت وكبري شركات الانترنت العالمية سواء الصينية او الاجنبية، ثم قطاع الصحة والدواء، والخدمات المالية العصرية، واللوجيسيتات والتكنولوجيا.