كلنا تغلي دماؤنا بسبب ما اقدمت عليه إسرائيل بقتلها جنودناعلي الحدود وهم شباب في عمر الزهور اغتالتهم آلة الحرب بدم بارد داخل أراضينا التي وقفوا يدافعون عنها ويحرسونها فسقطوا شهداء. جميل ان نثور طلبا للثأر لدمائهم الذكية التي ذهبت لبارئها في الشهر الفضيل ولكن ثورتنا يجب ان تكون بتعقل وبحساب فكم عانينا مع هذا العدو الذي لا يقيم وزنا لأي شئ إلا ميزان القوة التي يجيد التعامل معها. الأمر ليس عنتريات تجبرنا وتطالب بالتواجد علي الحدود والتسلح لمحاربة إسرائيل وليس بدفع الجيش لعبور القناة والزحف ناحية إسرائيل لالقائها في البحر كما كنا نقول في الماضي، وكما يتردد في المظاهرات الحالية التي تطالب بطرد سفيرها بعد الحادث. لقد تعلمنا من درس يونيو وأكتوبر الكثير واعتقد ان مصر الكبيرة وجيشها استوعباه جيدا ومن الصعب ان يقعا فريسة لاخطاء تسببت من قبل في وقوع هزيمة نكراء كهزيمة يونيو 7691 باستفزاز اسرائيلي دفعنا دفعا لخوض حرب لم نختار زمانها الصح فانهزمنا. لقد حققت مصر انتصار أكتوبر رغم أنف العدو لانها اختارت الزمان والمكان المناسبين بعد صبر ودراسة واستعداد مكناها من تحقيق المستحيل الذي كان في رأي كل الخبراء حلما لا يمكن تحقيقه. لقد تلقت اسرائيل في أكتوبر 3791 درسا اعتقد انها استوعبته جيدا وان كانت تدعي بقوتها المزعومة عكس ذلك لقد كانت تتباهي ان جيشها لا يقهر فقهره المصريون وعبروا القناة في عز الظهر وتحدوا آلة حربها وحطموا ذراعها الطويلة ووقع جنودها إما قتلي أو أسري في أيدي قواتنا التي خاضت معارك ضارية وصارت اسرائيل تعمل ألف حساب لجيش مصر وجنودها الذين تحدوا بأجسادهم دروع العدو ودباباته وحطموها بأسلحتهم الخفيفة.. ومن منا ينسي عبدالعاطي صائد الدبابات الذي حطم بمفرده 62 دبابة ومجنزرة وآلية للعدو في بداية الحرب. إسرائيل تدرك تماما ان قوة مصر في ابنائها فهم خير جنود الأرض إذا ما أحسن اعدادهم وهم أصحاب إرادة قوية وقوة بأس شديد يواجهون الخطر مهما كان ولذلك فهي تخشي من بعد أكتوبر مواجهتهم وتعمل لذلك ألف حساب ولولا قوة الجندي المصري ما اقدمت علي توقيع معاهدة السلام ومن قبلها ما اقدمت علي الانسحاب من الأراضي المصرية ولا الثغرة التي »طنطنت« لها، وأكد الخبراء العسكريون ان تصفيتها كانت ستتم بقوة الجيش المصري وانها كانت مصيدة مثلي لجنودها. لن تعود حركة الزمن للوراء فمصر بجيشها حطمت اسطورة اسرائيل التي لا تقهر ولكن علينا ان نتنبه ان عدونا به من الخبث ما يجعلنا نطالب بأن تكون أعيننا مفتوحة لكل أساليب خداعه فهو قطعا ينتهز الفرصة تلو الأخري لينقض علينا ويوقع الفرقة بين صفوفنا هنا فقط يمكنه ان يحقق اغراضه الدنيئة وهو يدرك تماما ان اتحاد ابناء الوطن هو السلاح الوحيد الذي يهدده ويرهبه ويجعله يفكر ألف مرة قبل ان يقدم علي العبث بمقدارات الوطن. لقد تعلمت إسرائيل علي يد جنود مصر الانسحاب والأسر والهزيمة واقامة النصوب التذكارية لجنودها المجهولين وقطع ذراعها الطولي وتحطم دباباتها وسقوط طائراتها وقطعا لن تعود عجلة الزمن للخلف شريطة ان نحافظ علي ما حققناه في اكتوبر ونعي دروسه. الواقع يقول اننا تعلمنا الدرس ومازال »سلاحنا صاحي فعدونا غدار« ولكن علينا ان نختار بعقولنا وبواقعنا مكان وزمان المعركة التي نريدها وألا يجرنا إليها عدونا مهما كان خبثه وذكاؤه. عندما نختار الوقت الصح نحقق الانتصار.