كل ما يجري من اضطرابات ورفض من شعوب بعض الدول العربية والاسلامية للاوضاع الحالية نتيجة الفجوة في العلاقة بين الحكام والشعوب؟ وهل من حق الشعوب أن تنتفض وتثور علي حكامها الجائرين؟ ومن حقها رفض الظلم والتصدي للظالمين من الحكام، هذه التساؤلات طرحها علماء الأمة الاسلامية في مؤتمرهم برابطة العالم الاسلامي خلال الأيام القليلة الماضية، وأقروا بحق الشعوب في رفض الظلم والجور، ودعوا الي تقوية العلاقة بين الشعوب وحكامهم، وفق الضوابط الإسلامية التي نظمت هذه العلاقة في حياة المجتمعات الإسلامية، وأداء الحقوق ، والنأي عن الظلم، ورعاية حق الحاكم المسلم المطبق شرع الله علي رعيته في السمع والطاعة له في المنشط والمكره، وحقه في المناصحة والتسديد والدعاء، وحرمة الخروج عليه. وأجمع علماء الأمة ومفكروها في مؤتمرهم علي أن الولاية والحكم مسؤولية عظيمة، وسلطة الحاكم في الإسلام نابعة من القرآن والسنة، وليست سلطة مطلقة، والواجب علي الأمة حكاماً ومحكومين الالتزام بما في الكتاب والسنة وما سار عليه السلف الصالح، من تناصح، وتشاور، وقبول للحق،وعمل به،وتذاكر بمقتضيات الحكم الإسلامي الرشيد، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: الدين النصيحة، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم. ومن هنا فان الحاجة ملحة للعناية بالدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عبر الوسائل المشروعة المتاحة، وتصحيح الأخطاء في المجتمعات المسلمة، والتي تعتبر السبب الرئيسي في ضعفها وتسلط الأعداء عليها، كي تنهض الأمة وينصلح حالها.