(وقريباً ستصل ثروته إلي مائة مليار دولار مرة أخري، وبالتأكيد سيجد نصفها طريقه للخير مثل سابقتها) هل يمكن أن تستغلها فرصة في رمضان، والقلوب عامرة، والعقول منورة.. هل من الممكن أن تأخذ قرارات نادرا ما تتحدث بها النفس ولكن ما يلبث أن يعود الانسان إلي طبيعته البشرية من حب التملك وشهوة المال.. كلامي لأهل الثراء والميسورين وليس لمن يعيشون علي حد الفقر والكفاف.. يا أثرياء مصر.. بيل جيتس أغني أغنياء العالم قدر يعملها.. استطاع الخير بداخله أن يهزم نوازع النفس البشرية.. عرف أن ما غني إلا الله.. وأدرك أن الأغنياء مستخلفون فيما يملكون.. وبأفعاله أكد الرجل ما لم يقله بلسانه.. لا يقول هذا ملكي، وإنما ملك الله عندي. هل من الممكن أن تكون قصة بيل جيتس موعظة ونجد من بيننا بيل جيتس المصري.. بالتأكيد جميعكم تعرفون قصة جيتس، مشوار حياته في الإبداع للبشرية وفي العطاء للخير، ولكن للتذكرة.. هو رجل يزيد عن عمر الستين بعامين، أفاض الله عليه بعلمه مالا بلغ مائة مليار دولار خلال 20 عاما.. لم يطمع في المزيد ولكن تحدث بنعمة ربه، فتبرع بنصف ثروته لأعمال الخير، تخيل بني آدم يتبرع مرة واحدة بمبلغ 50 مليار دولار.. وقريباً ستصل ثروته إلي مائة مليار دولار مرة أخري، وبالتأكيد سيجد نصفها طريقه للخير مثل سابقتها.. خصص جيتس تبرعاته الخيرية للرعاية الصحية والتعليم لغير القادرين ومحاربة الإيدز والأوبئة في إفريقيا ودول العالم الثالث، والمنح الدراسية للطلاب الأمريكان من أصل إفريقي، وتجهيز معامل البحوث العلمية والكمبيوتر بالجامعات الأمريكية. نزيدك من الخير فيضا.. تنازل بيل جيتس عن جزء من اسهمه بشركة مايكروسوفت التي أنشأها ورزقه الله منها المليارات من الدولارات.. وقدم استقالته كرئيس لمجلس إدارة الشركة وتفرغ لإدارة المؤسسة الخيرية التي أسسها هو وزوجته ميلندا وتحمل اسم المؤسسة »بيل وميلندا جيتس للأعمال الخيرية».. لم يتبرع جيتس بماله فقط، وإنما بوقته وجهده ايضاً. ولأنه طرد من قلبه مناصب الدنيا ونهم المال، كتب في وصيته.. أطال الله في عمره ومن مثله من الأخيار، ألا يحصل ابناؤه الثلاثة وغيرهم من الورثة سوي عشرة ملايين دولار، وتؤول باقي أمواله لأعمال الخير. بينما اتصفح جانباً من حياة عبقري جيله وأغني أغنياء عصره. يتواتر إلي ذهني جانباً من حياة أثرياء مصر.. لا نريد أن نغبن أحدهم منهم حقه في أعمال الخير التي يقومون بها سراً أو علناً.. ولا نريد أن نفتري علي أحد منهم بالحديث عن مصادر ثروته وكيف كونها.. ولكنه الواقع المر من ثغرات إدارية وقانونية تسمح لمن أراد أن يجمع كنوز الدنيا.. استطاع.. بغياب دولة عن إحكام رقابة في جمارك وضرائب واحتكار. ويكفي ما في القانون من اعوجاج بخصم إجمالي ما يتبرع به أي شخص لأي جمعيات أهلية وخيرية يتم خصمه من الضرائب وطبعاً الورق ورقنا والدفاتر دفاترنا بلغ من ذكاء الرأي العام أن تتبادل مواقع التواصل الاجتماعي صورة لبرج سكني أقام صاحبه أعلاه مسجداً.. تعاملت مع الصورة باعتبارها مفبركة، ولكنها في ذات الوقت نوع من الاستهجان أو النقد، لمن يبني مسجداً أسفل العمارة ليعفي من الضرائب. مثل هذه القوانين يجب نسفها، حق الدولة يجب ان يدفع، ومن يريد ثواباً بالتبرع فأجره من الله، وليس من مصلحة الضرائب. استغفر الله..الدنيا رمضان.. نعوذ بالله من التلسين، ولا يصح ان نطالب من أفاض الله عليهم من الخير الكثير، ان يتبرعوا ونحن نخاطبهم بالانتقاد.. ولكننا نرجوهم.. بل نتوسل اليهم ولا عجب فالثواب عائد عليهم. هنيئا لك بيل جيتس.. أكرمك الله ونعمك في الدنيا.. فاشتريت آخرتك وحياتك الابدية.. وهنيئا لكل ثري مصري يستطيع ان يحذو حذوك. سبوبة رمضان الفاشلة أهرب من هوجة دراما رمضان الي المسلسلات العربية التاريخية والدينية.. فهي معرفة، ثقافة وتفقه في أمور الدنيا.. وكمان متعة اللغة العربية السلسة الجميلة منحوتة التعبيرات والالفاظ.. أما عن الجوانب الفنية، فلا أجمل ولا أروع من ذلك.. ونترك الحديث فيها لأهل النقد الفني.. المهم أنها تحقق للمشاهد متعة النفس والعقل والروح.. وهي ليست كما يحدث مع المسلسلات المصرية في رمضان.. شغل »العجلة والكلفته وشوت واثنين وياله».. .. هذا النوع من الدراما آخر ما أفكر في متابعته.. وإذا ضاقت السبل لحديث الاصدقاء والزملاء عن مسلسل مصري جيد، اضع في الاعتبار متابعته بعد رمضان. قبيل رمضان بشهور، تتابع الصحف والبرامج والمواقع اخبار دراما رمضان.. وكأنها انفرادات.. الاخبار عن النجوم وأجورهم وأسماء المسلسلات والقنوات التي ستعرضها وأوقاتها.. أما الموضوع أوالقضية التي يعالجها المسلسل ، فلا اهتمام بها الا ما ندر والمبرر لذلك أنهم لم يشاهدوا العمل الفني بعد.. يعني باختصار بعد ما تقع الكارثة ويبث المسلسل مضمونه في الناس، من مخدرات وبلطجة وشعوذة وآفات اجتماعية. يري البعض ان السباق علي العدد الكبير من المسلسلات المعروضة، يرجع الي كثافة المشاهدة وكمية الاعلانات معاً. فيفهم من ذلك ان المنتجين لا هم لهم سوي السبوبة والمكاسب من الاعلانات والفضائيات التي ستشتري المسلسل لاسم النجم البطل.. لا فرق معهم، لا قيم ولا أخلاق ولا ترقية راق ولا رسالة ولا سمو الروح ولا تكوين عقل ووجدان المشاهد. والخاسر في سبوبة رمضان الفاشلة، المشاهد أولاً من ضياع وقته الثمين امام عمل غث، والمعلن له أكبر ميزانيته دعاية.. ولو اجر أحد مراكز الاستقصاء الجادة دراسة علي الظاهرة، سيكتشف المعلن أن أمواله ضاعت هباءً فالمسلسل مدة الحلقة 45 دقيقة وتقريباً يتم قطعه كل 3 أو 5 دقائق لإذاعة إعلانات لمدة من 10 إلي 15 دقيقة.. والنتيجة ان المشاهد بالريموت ينقل فوراً مع بدء الاعلانات إلي قناة أخري، لمتابعة المسلسل الذي تعرضه، ويتكرر ماحدث بالقناة السابقة.. وهكذا فلا المشاهد استمتع بأي مسلسل، ولا المعلن استفاد من مشاهدة إعلاناته.. أما اعلانات التبرع لجمعيات ومستشفيات فقد فقدت مصداقيتها بسبب الأموال الضخمة التي تخصصها للاعلانات.. ونأمل أن يعيد المسئولون بها النظر في هذه الظاهرة. بصراحة نحتاج إلي ثورة في مفهوم النجوم وشركات الإنتاج والدعاية والفضائيات.. تتخلص فيها من هذه العادة التي جعلت من رمضان سباقا فاشلا علي الانتاج الدرامي لا يستفيد منه أحد، وأولهم المشاهد الذي أصبح شهر العبادة لا يعدو إلا وليمة من الطعام والمسلسلات.. وماذا يمنع من تنسيق خريطة الدراما لنثري العام كله بأعمال فنية متميزة.. لو فكرتم جيدا سوف يستفيد الجميع، إن لم يكن نجوم الفنانين وأنصاف النجوم مصرين علي التمسك بهذه الظاهرة لضمان المغالاة في أجورهم المستفزة للمصريين..؟! مركز زاهي حواس في الحياة.. أناس حباها الله بالعلم والمعرفة والتواضع والاحترام والأدب الجم. وأفاض الله عليهم فكانت من أوصافهم.. حب الخير وعشق الوطن.. وزاد الله عليهم من فضله بروح الدعاية والقبول والوجه البشوش.. وزاد الله من كرمه، ففتح أمامهم آفاق النجومية في أرجاء الأرض.. نجومية لم يحظ بها بعض الساسة ورؤساء الدول.. ولايدانيهم فيها، إلا مشاهير الفن والرياضة وعلماء أثروا حياة البشرية بعلمهم وظلوا خالدين مع مرور الزمان.. عن الدكتور زاهي حواس أتحدث.. هذا النجم الساطع في مجال ندر أن يبزغ فيه أحد علي هذا المستوي من العالمية.. علم الآثار.. فاذا بالدكتور زاهي يطال فيه عنان السماء.. هذا النجم الساطع بعلمه وعطائه.. كعادتنا في مجتمعنا لا يحظي بالتكريم الذي يستحقه.. كما تقول الأمثال.. لا كرامة لنبي في وطنه،. أو مزمار الحي لا يطرب.. لم يتوخ أحد لحظة صدق مع النفس، وأن يعطيه ما يستحق أو نستفيد من اسمه ومزاياه التي وهبها الله له.. بل أحيانا ما يتطاول عليه أهل الحقد والجهل والفرض بنفث سموهم في الرجل وتاريخه وعطائه ونزاهته.. والاستفادة من الدكتور حواس وأسماء قليلة تماثله ليس بالمناصب ولا المسئوليات.. فهؤلاء تكبر بهم قيمة المناصب ولكنها تحد وتعرقل من لنطلاق عطائهم الحقيقي، بلوائح وأعمال روتينية يومية. ولكن تكليفهم بمهام محددة وملفات بعينها.. وهو الأكثر فائدة للوطن، ولكن هذا ليس مناسبة الحديث اليوم، وإنما التعبير عن سعادة اجتاحت عقلي وروحي بافتتاح مركز زاهي حواس للمصريات بالمتحف المصري. خطوة تعد تغييرا جيدا في سلوكنا، وإننا بدأنا نعي قيمة العلماء والحفاوة بمظاهر تكريمهم أفلح من فكر وأقترح ذلك.. وأصاب عين الحقيقة بتقدير مصر لأبنائها العلماء. المركز الذي يحمل اسم العالم الكبير الدكتور زاهي حواس، لن يفيده هو بقدر ما سوف تعم فوائده العديدة والمتنوعة علي شباب الأثريين وعلوم الآثار والمصريات وتاريخنا وحضارتنا.. وهو تقدير صادف من يستحقه.. وأكثر. استراحة النفس من يعلم تقلب الزمان.. ومن يعلم أن الشوك يبيت في الورود.. لا يستطيع أحد أن يعرف الخيانة من الوجوه.. فالعين لا تري حقيقة المرء.. وفي دنيا العشق والهوي.. لا ملاذ لصدق أو كذب.. إلا بما يحدثك به إحساسك. في أسرار النساء ومكرهن. عجائب تذهل الألباب. الإمام ابن حزم