يأتي رمضان الكريم، فيسارع بعض الأثرياء الطيبين من المسلمين خاصة بانتهاز الفرصة للتكفير عن الذنوب، وإخراج الصدقات، وتفطير الصائم الفقير، وأعمال أخري خيّرة ورائعة، وكل هذا طيب ومشكور ومقبول ما حسنت النية وخلص الأداء بإذن الله. لكن..... ماذا يتبقي بعد ذلك؟ هل هو موقف موسمي كريم ودمتم، أم أنها قضية جوهرية، ننساها بُعيْد أن تذكرنا بها مناسبة طيبة مثل رمضان، الذي أعتبر أن أهم رسالة يمكن أن تصل من خلاله هي: «احتمال الإفاقة، لإعادة النظر»؟ إن لم يتبق من رمضان ما يجعلنا نعيد النظر في كل ما نأتي وما نذر ما بين رمضان ورمضان، حتي نهاية الرمضانات، فلن يكون رمضان إلا مناسبة عابرة لها عمرها الافتراضي الذي ينتهي بانتهاء هذا الشهر الكريم. نعم : إن لم يتبق من رمضان ما يغير موقفنا من أموالنا، وحقيقة توظيف ديننا، ومدي قدرتنا علي حمل أمانة ما نحمل، فكل هذه التصرفات الطيبة يمكن أن ينقلب عائدها إلي عكس ظاهرها. الذي أتمني أن يتبقي من رمضان إلي رمضان، فرمضان هو الإجابات المفيدة المفيقة علي أسئلة معادة مثل: هل الشخص الثري جدا (وغير الثري) يملك معدتين أم معدة واحدة؟ وهل هو يستطيع أن يملأ هذه المعدة بكل ما لذ وطابأكثر من مرتين أو ثلاثة يوميا ؟ وهل هو شخصيافي حاجة إلي كل ما عنده، مما هو عنده، إن نجح أن يحصي ما عنده؟ وهل موائد الرحمن-وأنا أرحب بها وقد جربتها شخصيا ضمن الناس المنتفعين لأختبر الكرم والإهانة معا هي الكفارة والحل؟!! في الوقت الذي تتمادي فيه سلطات المال للمال والاستعمال والاستغلال لامتلاك كل أدوات وكنوز ومقاليد السيطرة والتكاثر والتراكم والاغتراب، تتحرك القوي الخيرة والإبداعية والإيماينة بنفس الأدوات عبر العالم لتعلن إعادة النظر في كل شيء، وخاصة في دور المال وموقف صاحبه منه ومن الناس. هل يمكن أن يمثل رمضان، عهدا جديدا بينك وبين ربك، بينك وبين ذويك، بينك وبينك وأنت قائم علي أمانة مالك، فتبدأ من أول رمضان الحالي في ممارسة نوع آخر من العطاء يستمر حتي رمضان القادم فبعد القادم إلي نهاية العمر، فتشارك في «عهد العطاء» الممتد بإذن الله وفضل الخيرين في العالم؟ هذا الشعار (عهد العطاء) هو الشعار الذي صكه «بيل جيتس» وهو يبدأ مع صديقه الملياردير وارن بافيت ما أسموه «عهد العطاء». «المائدة» تفرش وتطوي، والأكل يوضع ويختفي، لكن «العهد» باق وممتد (العهد عهد الله). «عهد العطاء» يعلن تغيّرا نوعيا في علاقة الأثرياء جدا جدا بأموالهم ثم بالناس، هل يمكن أن نصدق أننا علي وشك الدخول إلي عهد جديد يعِدُ بمواجهة إبداعية غير مسبوقة من الخيرين القادرين من البشر، ليواجهوا ما آل إليه الحال من سطوة المال المغترب في صورة كنوز الذهب، وأموال البنوك، وأنياب السلطات، ورأسمالية المعلومات، وجرائم المافيا (الحاكم الحقيقي) وكانيبالية الحروب (أكلة لحوم البشر) ؟ خبر الأسابيع القليلة السابقة في معظم الصحف يقول: «... بيل جيتس (شركة مايكروسوفت) يتزعم حملة لإقناع أثرياء العالم بالتبرع بنصف ثرواتهم للخير، وقد أطلق عليها هو وبعض رفاقه الأثرياء جداً «عهد العطاء»، وقد انضم إليه وارن بافيت الملياردير الأمريكي، لإقناع الأثرياء بالتبرع بنصف ثرواتهم علي الأقل للمؤسسات الخيرية، ويطلب الرجلان، من الأثرياء التبرع خلال حياتهم، أو أن يوصوا بتنفيذ ذلك عند موتهم، وقد استجاب عدد منهم فعلا. تعهد بافيت أن يذهب النصيب الأكبر من أمواله وممتلكاته إلي مؤسسة جيتس الخيرية، وهو الذي قال: «إنه لم تمر عليه في حياته لحظة أسعد من تلك التي قرر فيها عام 2006 التبرع لأعمال الخير بنحو 99% من ثروته التي تبلغ 46 مليار دولار». وقدم بيل جيتس وزوجته 28 مليار دولار لأعمال الخير عبر العالم. يذكر أن بيل جيتس، كان قد احتل المركز الثاني في قائمة فوربس لأغنياء العالم في 2010، بثروة تُقدر بنحو 53 مليار دولار. وبعد يا تري مَن مِنِ أثريائنا من سوف يبدأ في المشاركة في «عهد العطاء» هذا أو ما يماثله؟ المهندس الفاضل الشاطر أحمد عز، أم المهندس المصري الطيب نجيب ساويريس؟ أم مَن؟ عموما : رقم موبايل بيل جيتس هو: 016444444444& أما وارن بافيت فرقمه هو 012777777777، لمن يحب من أثريائنا أن يتأكد من الخبر. فإن ثبت خطأ الأرقام فليستشيروا «سيدنا جوجل» رضي الله عنه، فهو مشارك أساسي في «عهد العطاء» بثروة المعلومات التي يتيحها لنا مجانا.