في مثل هذه الأيام من شهر رمضان المبارك من كل عام، يجب علينا أن نتوقف بكل الاهتمام وكثير من الفخر أمام نصر العاشر من رمضان، الذي كان ولا يزال بحق نصرا عظيما وذكري وطنية خالدة ومتفردة، ستبقي راسخة في وجدان كل المصريين تحمل في طياتها عبق العبور وقهر الهزيمة واستعادة الكرامة وتحرير الأرض. ففي العاشر من رمضان الذي وافق الأمس، حدث العبور العظيم، والبدء في تحرير الأرض من رجس العدوان والاحتلال، وتطهيرها من ذل النكسة،...، وكان الموعد لابطال مصر من الجنود والضباط في قواتنا المسلحة، للانطلاق لخوض معركة التحدي والمصير لازالة العدوان واستعادة الأرض. ويخطئ من يظن أننا انتصرنا في العاشر من رمضان بالدعاء والصوم والتضرع إلي الله القوي القدير في هذا الشهر الفضيل، دون العمل والجهد وبذل أقصي ما نستطيع لتحقيق النصر الذي ننشده وتحرير الأرض التي نسعي لاستردادها وإعادتها إلي حضن الوطن. بل علي العكس من ذلك لقد بذلنا غاية الجهد وعملنا بكل العزم والاصرار والصدق لاستعادة حقوقنا المسلوبة وهزيمة عدونا الغدار واسترداد كرامتنا المهدرة،...، في ذات الوقت الذي كنا فيه ندعو الله عز وجل للوقوف معنا ومساندتنا لاسترداد حقنا. والحقيقة المؤكدة في معركة العاشر من رمضان، هي أن الله سبحانه قد وفقنا إلي النصر لأننا عملنا بما أمرنا به، وأعددنا للمعركة كل ما نستطيع من قوة وجهزنا للحرب عدتها وعتادها، واستعنا بالعلم والعمل والتدريب الشاق، وعزمنا علي التضحية بالروح فداء للوطن وتحريرا للأرض وتحقيقا للنصر ثم توكلنا علي الله فكان الله معنا. والمعني في ذلك واضح وهو أننا اليوم أيضا نستطيع تحقيق النصر علي الإرهاب وقوي الشر، والنصر في معركة التنمية والتحديث والتطوير، إذا ما عملنا وبذلنا غاية الجهد وتوكلنا علي الله عز وجل.