أثار مشروع تطوير التعليم الذي أعلن عنه وزير التربية والتعليم، الجدل بين الخبراء، ولأنني لست متخصصا في مجال التعليم، أطرح فقط بعض الأسئلة، كيف نبدأ عملية التطوير من القمة، أيهما أوقع أن نبدأ التطوير من المرحلة الثانوية أم من المرحلة الابتدائية؟ مشروع التطوير يتم من خلاله توزيع تابلت مجاني علي الطلاب، كيف يمكن ذلك، في ظل الخلل الذي كشفته وأعلنت عنه وزارة التربية والتعليم بنفسها، وهو أن هناك مليونا و200 ألف تلميذ في المرحلة الابتدائية لا يجيدون القراءة والكتابة، ومن أجل ذلك كان مشروع القرائية، طلاب بهذا المستوي كيف يستوعبون التعامل مع التكنولوجيا؟ كما أن أي شيء يتم توزيعه بالمجان يتم التعامل معه باستهانة، قضية أخري يجب أن نلتفت إليها، وهي الاعتراف بأن التعليم أصبح تجارة، والتجارة يحكمها العرض والطلب، والمدارس الخاصة أصبح الطلب عليها كبيرا، والأسباب كثيرة، لايهم مستوي التعليم، فالحال من بعضه في التعليم الحكومي أو الخاص، ففي كليهما يتوكأ الطالب علي الدروس الخصوصية، ومهما قيل من أن النظام الجديد سيمنع ذلك كله، نسأل ماهو الدليل؟ وحتي تستقيم الأمور، لا بد من الإجابة عن تساؤل يفرض نفسه هل سيتم توزيع التابلت علي المدارس الخاصة مثل المدارس الحكومية؟ هل النظام الجديد سيحد من الدروس الخصوصية أم سيفاقمها؟ هل إلغاء الامتحان القومي سيصعب أو يسهل من تعاطي الطالب مع الامتحان، في ظل ثقافة تحتاج إلي وقت وجهد لتغييرها، وهي هيمنة المدرسين علي مقدرات الطلاب طالما أن الدرجات بأيديهم، فلا يمكن أن ننكر أن هذه ثقافة سائدة وإلي أن يتم محوها، الخبراء تساءلوا أيضا هل المدارس مهيأة لمواكبة التكنولوجيا ؟ وهل المدرسون أيضا وبعضهم لايهمه ذلك، فهم كثير منهم في المقام الأول مضاعفة دخله بأي وسيلة، كيف سيتم التعامل مع أعطال التابلت وأعطال الواي فاي إن وجد؟ لست ضد التطوير ولا يوجد مصري ضد التطوير ولكن كيف؟ فالكل يؤمن بأن ازدهار التعليم يعني ازدهار الدولة، والكل يؤمن بأن التعليم الجيد أساس كل تغيير، ولكن كيف؟