حوار دار بيني وبين احد المسئولين بوزارة التربية والتعليم حول مشروع القرائية لمحو الأمية القرائية لدي تلاميذ المرحلة الابتدائية, وأكدت له ان المشروع إهدار للمال العام ولي مبرراتي وأسبابي فتعجب بشدة من جملة إهدار للمال العام فقمت بتفسير جملتي وأنا علي حق فيما اقول لكي أوضح من خلال السطور القادمة للقراء الاعزاء والمهتمين بقضايا التعليم. ان وجود اعادة التعليم مرة اخري لمن قامت الدولة بتعليمهم وإلحاقهم بالمدارس من خلال محو امية تلاميذ المدارس معناه ان الوزارة فشلت في رسالتها وأنفقت علي تعليم طفل واحد مرتين مرة أثناء إلحاقه بالمدرسة وبعد فشل دورها الاساسي في تعليمه وتحقيق الأهداف والرسالة من إنشاء المدارس وهو التربية والتعليم هل تنجح في إعادة تعليمه مرة أخري ؟ فكيف يحدث ذلك والأدوات واحدة في الحالتين واذا كانت المدرسة فاشلة في تنفيذ رسالتها فإغلاقها أفضل تقليلا للنفقات. وكان علي أصحاب فكرة القرائية ومحو الأمية بالمدارس الابتدائية ان يدرسوا أسباب فشل وزارة التربية والتعليم في رسالتها والعوامل التي أدت الي هذا الانهيار الذي اتي بنا الي ذيل ترتيب الدول تعليميا في العالم, وان يجدوا حلولا جذرية لتراجع التعليم بالمدارس الابتدائية وهل هو المعلم ام طرق التدريس ام الإدارة المدرسية والمناهج العقيمة ام المنظومة التعليمية والمجتمعية ككل؟, فنحن في أمس الحاجة الي دراسة حقيقية للوضع التعليمي التأسيسي للمرحلة الابتدائية التي يبني عليها بعد ذلك باقي المراحل التعليمية وحتي لا يسمح للطالب الذهاب الي الجامعة وهو يخطئ في الإملاء للغته التي يتحدث بها وهذا يتطلب أيضا خصم درجات أثناء تصحيح اوراق الإجابات لجميع المراحل التعليمية وليس المرحلة الابتدائية فقط وأتمني ألا يتم إلقاء العبء علي المعلم فقط, ولكن منظومة التعليم كاملة ابتداء من فشل الدولة في إيجاد إستراتيجية حقيقية للنهوض بالتعليم تكون مبنية علي الواقع يشارك فيها ولي الأمر الذي يعاني من كوارث التعليم يوميا وليس بأيدي أساتذة كليات التربية الذين لم يعملوا في حقل التدريس للتعليم قبل الجامعي حتي ان الجانب العملي لرسائلهم التعليمية جاء جزء كبير منه علي السمع, او من خلال استمارات يتم توزيعها علي المدارس للإجابة علي الأسئلة الموجودة بها. كما يتطلب ذلك دراسة الآراء التي تلقي بالعبء الاكبر لتراجع القراءة والكتابة الي عاملين مهمين جدا وهما إلغاء الكتاتيب التي كانت تعلم الطفل القراءة والكتابة وتحفيظه جزءا من كتاب الله المرجع الحقيقي والاصيل في تعليمه لغته الجميلة, وان تكون بشكل علمي وليس مبنيا علي آراء ومعلومات تم وضعها في الكراس وليس في الرأس اي في الكتب والمراجع والرسائل البحثية التي احيانا لاتمت للواقع بصلة. والامر الثاني إلغاء دار المعلمين والمعلمات والتي كانت تخرج معلمين للمرحلة الابتدائية يتدربون داخل الفصل ابتداء من الصف الثالث وحتي الخامس باعتبارها مؤهلا فوق المتوسط مدته خمس سنوات, وهل هذا يتطلب ان تقوم كليات التربية بإنشاء اقسام خاصة بالابتدائي فقط بدلا من التعليم الاساسي حيث يرفض العديد من خريجي كليات التعليم الاساسي العمل بالابتدائية وتفضيل العمل بالمرحلة الاعدادية منذ التخرج. كما أطالب بدراسة اعادة تقيم معلم المرحلة الابتدائية واختيار اعلي الكفاءات ومن لديه القدرة التدريسية والتربوية للتعامل مع المرحلة الابتدائية مع مضاعفة اجورهم ثلاث او اربع مرات من معلم المرحلة الاعدادية والثانوية ملوك الدروس الخصوصية, وان نوفر المبالغ التي تهدر من ميزانيات الدولة وتوجيهها في إعادة التعليم مرة اخري من خلال مشروع القرائية الذي اعتبره للمرة الثانية اهدارا للمال العام وكشف فشل منظومة التعليم في مصر في اداء رسالتها التي انشئت من اجلها.