امير الكويت لدى وصوله الى مدينة ميلانو الايطالية وصل امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح امس الي مطار مدينة ميلانو في جمهورية ايطاليا وذلك في زيارة خاصة،يرافقه نائب رئيس الحرس الوطني الشيخ مشعل الاحمد الجابر الصباح والوفد الرسمي المرافق له وكان في استقباله سفير دولة الكويت لدي جمهورية ايطاليا الشيخ جابر الدعيج الابراهيم الصباح وقنصل عام دولة الكويت لدي ميلانو سامي عبدالعزيز الحمد. من جانبه اكد وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني اهتمام قيادة بلاده الكبير بزيارة امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح تقديرا للدور الرئيسي للكويت في استقرار المنطقة والعالم واثقا ان الزيارة تمثل دفعة قوية في العلاقات الثنائية والأوروبية الخليجية. الغزو العراقي واستهل الوزير فراتيني حديثه لوكالة الانباء الكويتية (كونا) امس بالتشديد علي عمق أواصر الصداقة والتضامن التي تربط ايطاليا بالكويت تقليديا مذكرا بدعم بلاده الدائم والقوي لدولة الكويت وسيادتها الذي تمثل من خلال الدفاع عن سيادة الكويت ابان غزو النظام العراقي البائد واليوم نشهد مرحلة تحول العراق فيها الي عامل مطمئن ولايشكل خطرا علي الكويت. واوضح فراتيني ان ايطاليا عملت علي المساهمة في هذا الاستقرار "وعلي ان اقول ان علاقتنا بالكويت كانت دائما علاقات هامة" واستذكر زيارته الاخيرة للكويت عام 2003 مؤكدا انه سيعود اليها بكل سرور في اطار ما شهدته علاقاتنا في الاشهر الاخيرة من تسارع كبير. ولفت في هذا الصدد الي الزيارة الهامة لسمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الاحمد الجابر الصباح في اواخر نوفمبر الماضي علي راس وفد كبير ضم مجموعة من أعضاء حكومته سبقتها في سبتمبر الماضي زيارة رئيس الهيئة العامة للاستثمار الكويتية..وقال فراتيني "اننا في ايطاليا الان علي ارفع مستوي نستعد للترحيب بامير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح الذي نحمل له تقديرا كبيرا ذاكرين له عمله العظيم علي رأس دبلوماسية بلاده حيث كان مهندس التواجد والحضور الكويتي علي الساحة الدولية وترؤسه الدورة الحالية لمجلس التعاون لدول الخليج العربي والذي قامت ايطاليا بتعزيز علاقاتها بقوة معه" مشيرا الي استضافتها للاسبوع الخليجي الذي عقد بروما في اكتوبر الماضي. واكد مجددا ان حضور امير دولة الكويت الي روما بعد ايام سوف يتسم باهمية خاصة من اجل اعطاء دفعة قوية للعلاقات الثنائية سواء علي المستوي الاقتصادي والسياسي مشددا علي تثمين ايطاليا وتقديرها الكبير لدور الكويت في مختلف القضايا المتعلقة باستقرار المنطقة بما فيها قضية الشرق الاوسط. دور الكويت المحوري وحول دور الكويت المحوري في المنطقة قال فراتيني اننا نري اسهاما كبيرا للكويت في المقام الاول باعطاء قوة اكبر لمجلس التعاون لدول الخليج وعلي سبيل المثال في مفاوضات التجارة الحرة مع الاتحاد الاوروبي التي يتعين ان تختتم في اقرب وقت ممكن حيث استغرقت المفاوضات اعواما طويلة وحان الوقت حتي يوقع هذا الاتفاق بين الجانبين مشيرا الي ان الاسهام الذي يمكن ان تقدمه الكويت بما تتحلي به من اعتدال ومعرفة عميقة سيكون شديد الاهمية. مكافحة الارهاب وبشان الملف الامني ومكافحة الارهاب نوه فراتيني بدور الكويت باعتبارها بلدا محوريا في المنطقة في هذا الملف وقال انه سيجتمع في هذا الاطار بوزير خارجية اليمن ابوبكر القربي محمد حيث كانت ايطاليا من الداعين لاقامة مجموعة أصدقاء اليمن. واوضح ان استقرار اليمن يعني استقرارا كاملا لشبه الجزيرة العربية بل ويعني أيضا الحيلولة دون تجول المجموعات المتطرفة التي للاسف تنتقل الي الصومال ثم تعود الي اليمن لتخلق شريطا فعليا من الرعب الذي يلف للاسف كل الشمال الافريقي. وبينما لفت فراتيني الذي عني شخصيا بمساعدة الصومال الي ما يمثله وجود 600 ألف لاجئ صومالي يقيمون في اليمن كسبب للقلق في ظل وجود مشكلات مثل القرصنة في خليج عدن قال "علينا لهذا العمل مع بلدان مثل الكويت التي أظهرت دوما صرامة في التصدي للارهاب وتعاونت دوما في هذا الملف الأساسي مع المجتمع الدولي والغرب". وأضاف وزير الخارجية الايطالي ان ملف السياسة الخارجية الثالث الذي سيعرض علي طاولة الحوار خلال زيارة سمو امير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح لايطاليا هو عملية السلام في الشرق الاوسط بالاضافة الي الملف النووي الايراني. واوضح قائلا "ان لدي الكويت باعتبارها احد البلدان المسالمة نفس ما لدينا من قلق ازاء حصول ايران علي قنبلة نووية وهو ما قد يمثل عنصر زعزعة للاستقرار في سائر الاقليم وقد تدفع دولا أخري للتسلح النووي"..وفي الوقت الذي شدد علي ضرورة الصرامة ازاء هذه المخاطر قال يجب علينا ان نصل الي السلام في الشرق الاوسط من اجل ضمان التعايش بين دولتين فلسطينية واسرائيلية للحيلولة دون تسلل الخلايا المتطرفة مشيرا الي ما اثير حول امكانية تسلل خلايا تنظيم القاعدة الي قطاع غزة للتحضير لاعمال ارهابية ضمن استراتيجية للاعتداءات الارهابية.. وقال فراتيني ان تسلل هذه الخلايا يمثل عنصر زعزعة للاستقرار ونحن نعمل في هذه الساعات من اجل استئناف عاجل للمفاوضات مشيرا الي المساعدة الكبيرة التي تقدمها ايطاليا بالتعاون مع المبعوث الأمريكي للمنطقة السيناتور جورج ميتشيل في اطار دورها الهام في هذه الجهود..واضاف ان رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو بيرلسكوني هو الزعيم الغربي الوحيد الذي دعي للمشاركة في مؤتمر القمة العربية الاخير الذي عقد في مدينة سرت الليبية وشدد في كلمته الهامة امام جميع الزعماء العرب في هذا الاتجاه علي الحاجة الي السلام وأن علي اسرائيل القبول بوقف الاستيطان الذي يشكل عائقا أمام عملية السلام وذلك رغم علاقات الصداقة المخلصة التي تربطنا باسرائيل. وبشأن النتائج المرجوة من زيارة امير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح لايطاليا قال فراتيني "اننا بالفعل نسعي الي اتمام بعض المبادرات الهامة مثل التعاون بين الهيئة العامة للاستثمار الكويتية ومصرف الأعمال وخزينة الودائع والقروض الايطالي (لا كاسا ديبوزيتي اي بريستيتي)" مؤكدا اهتمام حكومته الخاص بثلاثة قطاعات يمكن للنظام الصناعي الايطالي التعاون خلالها مع الكويت وهي قطاعات البني التحتية المدنية والبنية التحتية النفطية وتقنيات الأمن والدفاع. تطوير الطاقة المتجددة واكد الاهتمام بتطوير الطاقة المتجددة مذكرا بان الكويت بما لديها من موارد كبيرة لانتاج الطاقة فعليها التفكير علي المديين المتوسط والبعيد في استخدام الطاقة المتجددة والتي يمكن ان تسهم بها التكنولوجيا الايطالية في اطار التعاون الثنائي الذي يتطلب بلا شك زيادة التعريف بايطاليا في الكويت مع مزيد من التواجد الكويتي هنا وهو ما يدخل في العمل المزدوج الذي بدأناه بالفعل..وشدد الوزير فراتيني علي أهمية التمكن خلال زيارة سمو امير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح من انجاز اتفاقيات حتي "آفاقية" لتعاون أكثر هيكلية معربا عن اعتقاده "بتوافر الشروط اللازمة لذلك" بعد أن أبدي مسؤول الهيئة العامة للاستثمار الكويتية استعداده للعودة لبحث مشروعات محددة بينما قامت ايطاليا بتقديم قائمة بستة مشروعات هامة للبنية التحتية التي يمكن أن تمثل النواة الأولي لهذا التعاون الهيكلي. وفي هذا السياق أكد رغبة ايطاليا العمل كثيرا في قطاعات هامة والمساهمة بنشاط في الخطة الاستراتيجية الكبيرة لاعادة اطلاق مدينة الكويت كمركز مالي وتجاري عالمي اعتمادا علي موقعها ومكانتها الاستراتيجية. الاقتصاد الكويتي وحول ما يمكن أن تسهم به ايطاليا لتنويع الاقتصاد الكويتي وتطوير القطاعات الانتاجية المحلية قال فراتيني ان منظومة الشركات المتوسطة والصغيرة التي تتفرد بها بلاده حملت هذا النموذج الايطالي الناجح للتنمية الي بلدان عديدة. وأشار الي امكانية أن تساهم شبكة من الشركات الصغيرة والمتوسطة في عملية كبيرة لاعادة اطلاق البنية التحتية بجانب الشركات الحرفية المتميزة وغيرها من الشركات اللازمة لخلق نظام اقتصادي لا يقتصر علي نسبة ضخمة من العاملين في قطاعات الدولة مؤكدا قدرة ايطاليا المتوفرة في تطوير وتحقيق خطط التنويع الاقتصادي. وخلص وزير الخارجية ومهندس السياسة الخارجية الايطالية فرانكو فراتيني بالقول "اننا نعتقد بأن زيارة سمو الامير ستمثل نقلة نوعية في العلاقات الراسخة بين ايطاليا والكويت وأن تختتم مسيرة من العمل جهزنا لها في الأشهر الماضية لتبلغ بشكل ما ذروتها في لقاء سموه برئيس الدولة ورئيس الوزراء الايطاليين". تنفيذ مشروعات استثمارية وأضاف موضحا "اننا من الواضح نعتقد بأن هذه الاجتماعات الرفيعة سوف تبلور رغبة مشتركة لكلا البلدين من أجل العمل علي المستوي الثنائي لتكثيف التبادل الاقتصادي ومن أجل تنفيذ مشروعات استثمارية كبري وعلي المستوي السياسي التأكيد من جانب ايطاليا علي دورها الايجابي النشيط في الخليج من أجل الاستقرار ومكافحة الارهاب ولصالح السلام في الشرق الأوسط واحتواء الدور الايراني"..واختتم فراتيني المقابلة التي أجراها في مكتبه الخاص بالتأكيد علي "أن كل ما قامت به الكويت دائما في السياسة الخارجية يجد في ايطاليا شريكا ومحاورا طبيعيا فايطاليا بالفعل تتمتع بميزة خاصة هي صداقتها الكبيرة للعالم العربي بجانب صداقتها لاسرائيل وهو ما يمكننا أن نحمل رسالة العالم العربي لاسرائيل التي تصغي لنا بالطبع".