الذي لا يريد أن يفهمه إسماعيل سراج الدين ولا المدافعون عنه ، أنني لا أكتب لهدم كل جميل ومهاجمة كل ناجح وتدمير كل صالح كما جاء في كلمة علي ماهر مستشار مكتبة الإسكندرية التي نشرتها له جريدة "الأخبار" يوم الأربعاء الماضي. أنا أكتب عن وقائع محددة إما أن تكون صحيحة أو غير صحيحة وليس فيها ما بين بين . فإذا كانت صحيحة يجب محاسبة المسئول عنها سواء كان سراج الدين الحاصل علي دكتوراة من جامعة هارفارد و"عشرميت" دكتوراة فخرية حول العالم أو كان موظفا صغيرا. بل في حالة واحد مثل سراج الدين يكون الحساب أشد للأسباب ذاتها التي يفتخر بها. والذي لا يفهمه سراج الدين ولا المدافعون عنه أنه لا حصانة لأحد فوق مبادئ الحق والعدالة والقانون حتي وإن فتح قانون مكتبة الإسكندرية الباب لمخالفة المكتبة للقوانين المعمول بها في مصر . فالله وصف سيدنا محمد بأنه بشر مثلنا، وقال عمر بن الخطاب "إذا رأيتم مني إعوجاجا فقوموه". لكن سراج الدين والمدافعين عنه يريدونه خالدا لا يمس يدير المكتبة إلي آخر العمر، ويحصل علي ما لا يحصل عليه باقي خلق الله في مصر لأنهم يصطفونه دون خلق الله في مصر. أو أن سراج الدين والمدافعين عنه من موظفي المكتبة يفهمون كل ما أقول ولكنهم يدافعون عن مصالحهم الشخصية ، وطز في المصلحة العامة. لم يجد سراج الدين من يدافع عنه سوي من يقبضون من مكتبة الإسكندرية الأموال الطائلة. كان دفاعهم سيكون ذا مصداقية لو لم يكونوا يعملون مستشارين لسراج الدين وموظفين في المكتبة ويقبض الواحد منهم آلاف الجنيهات شهريا. هذه حقيقة أيضا وليس هجوما علي أحد. سراج الدين نفسه لا يرد، أولا لأنه غير موجود في مصر معظم الأوقات، وثانيا لأنه يدفع أموالا طائلة من أموال الدولة، وليس من جيبه الخاص، لإناس لكي يردوا نيابة عنه. ليس ذلك فقط، فسراج الدين يدفع أموالا من أموال الدولة لعشرات من الصحفيين والنقاد والكتاب والفنانين والإعلاميين بحجة تعيينهم مستشارين أو أعضاء في لجان المكتبة المتنوعة. كانوا يعيبون علي فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق أنه عمل حظيرة للمثقفين. ولا أحد يتحدث عن حظيرة سراج الدين. أنا أطالب هنا أن ينشر سراج الدين كشوف رواتب ومكافآت كل من حصلوا عليها تحت مسميات مستشار أو رئيس أو عضو لجنة من لجان المكتبة العديدة. أتحدث عن معلومات وليس عن حقد وغيرة وهدم وما إلي ذلك من مصطلحات. هذه الأوضاع كانت موجودة قبل 25 يناير ولا تزال موجودة بعده . والخطأ خطأ سواء كان قبل الثورة أوبعدها. الذي تغير أنه لم يكن ممكنا الكشف عنه قبل الثورة نظرا لما كانت تتمتع به المكتبة من حصانة بسبب رئاسة السيدة سوزان مبارك لها فعليا. لكن لا عذر لأحد بعد أن زالت هذه الحصانة. أرسل يحي منصور رئيس القطاع المالي والإداري للمكتبة ردا علي المقالة الثالثة التي كتبتها في هذه السلسلة يدافع فيها عن المكتبة وينكر أنها أخفت ما يتعلق بمجلسي الأمناء والرعاة والمستشارين من علي موقع المكتبة الإلكتروني. ويقول أن مجلس الأمناء الأخير، الذي زاد راتب سراج الدين خمسة آلاف دولار شهريا ومنحه مكافأة قدرها عشرون ألف دولار، اكتمل نصابه القانوني. لكنه لم يفسر كيف رأسه الدكتور عبد العزيز حجازي بالمخالفة لقانون المكتبة؟ وقال يحي منصور أن أعضاء المجلس لا يتقاضون بدلات سفر من المكتبة وأن إسماعيل سراج الدين أصر علي تعطيل هذا النص في القرار الجمهوري كي يكون عملهم تطوعيا. ياسلام " جت علي دي "!! . منصور لا يفهم ما هو المسيء في كثرة سفريات مديره؟ ويقول :"خاصة أن تلك السفريات هي في صالح المؤسسة ولخدمة أهدافها ، وليست للفسحة أو الترفيه . وقد نجح سراج الدين خلال عدد من هذه السفريات في تدبير مبلغ 127 مليون جنيه ممولة من جهات خارجية لمشاريع مشتركة مع المكتبة ، وهو مبلغ يفوق الهبة الوقفية التي منحتها الحكومة المصرية للمكتبة بمقدار 27 مليون جنيه . كما أن سراج الدين لا يحصل علي بدلات سفر ، فضلا عن أنه في بعض الأحيان يكون مدعوا من جهات دولية تتحمل إقامته وتذاكر سفره. منصور يؤكد في رده أنني جانبني الصواب وأن " المكتبة ليس لديها ما تخفيه " . لذا أرجو أن يوضح لنا كم تحملت المكتبة في سفريات مديرها منذ أن تولاها طالما هو لايحصل علي بدلات سفر ؟ ويحي محمد صبحي أحمد منصور رئيس القطاع المالي الذي رد نيابة عن سراج الدين يحصل علي راتب شهري 34500 جنيه غير المكافآت والبدلات. وأرجو أن يفهمني سيادته كيف يحصل رئيس القطاع المالي بمكتبة الإسكندرية علي راتب أكبر من راتب وزير مالية مصر؟ وأرجو أن يفهمني السفير السابق مستشار سراج الدين ما علاقة هذه الأوضاع بهدم الجميل ومهاجمة النجاح والادعاءات والافتراءات؟ وأخيرا يكرر يحي منصور ما لا يمل سراج الدين من تكراره وهو أن المكتبة يزورها سنويا قرابة مليون و ألف زائر ويعقد بها 700 حدث ثقافي كل عام ويبلغ زوار قاعة الإطلاع سنويا أكثر من 600 ألف قارئ. وقد تعرضت لمثل هذه المعلومات منذ عدة سنوات في مقالتي هنا ويمكن الرجوع إليها. وعلي فرض صحة هذه الأرقام فما علاقتها بالوقائع المحددة التي ذكرتها في هذه السلسلة من المقالات؟؟