علق السفير السابق علي ماهر، مستشار إسماعيل سراج الدين حاليا، علي مقالتي السابقتين عن الفساد في مكتبة الإسكندرية في مجلة "الشباب" قائلا إن ما كتبته عبارة عن " حقد وغيرة. وأن من الواضح أن سمير غريب كانت له آمال وتطلعات بأن يكون من الأسماء التي تتولي المكتبة ومقاله مغرض ولا يستند علي بيانات صحيحة". معركتي ليست مع السفير السابق الذي كنت أحترمه، وعزمني علي العشاء في بيته في باريس عندما كان سفيرا هناك، وقضي معي يوما خصيصا في إحدي المدن الفرنسية بمناسبة مشاركة وزارة الثقافة في مهرجان بها. ومعركتي ليست حتي مع سراج الدين. وأود أن أؤكد هنا أنني لم أفكر يوما في تولي إدارة مكتبة الإسكندرية، وأنني لن أوافق علي توليها لو عرضت علي بعد أن توليت دار الكتب والوثائق القومية. وعلي المستشار ماهر أن يثبت أن معلومة مما نشرته ليست صحيحة. أما الكلام عن الحقد والغيرة فيذكرني بطريقة تفكير كثير من بائعي البطاطا. ولن أنشر ما يتقاضاه سيادته شهريا من المكتبة حتي لا يعود إلي حكاية الحقد والغيرة ربنا يزيده. وبالمناسبة أريد أن أحيي هنا الموقف الذي اتخذه بلا حقد أو غيرة الأمين العام الجديد للمجلس الأعلي للثقافة الدكتور عز الدين شكري من الدكتور سراج الدين ورفضه لإدارته حوارا في المجلس (راجع صحف الأسبوع الماضي ). كتبت هنا من قبل وأكرر اليوم أنني لم أكتب في حياتي لغرض شخصي. ومن يثبت العكس فعليه بنشر ما لديه علنا. وأنوه إلي أن إدارة المكتبة قامت في رد فعل علي ما كتبته بإزالة كل ما يتعلق بمجلسي الرعاة والأمناء والمستشارين من علي موقع المكتبة الإلكتروني، مع ذلك فلقد سبق السيف العزل. أعود إلي اجتماع مجلس الأمناء الذي قرر المد لسراج الدين وزيادة راتبه بالدولار وأطالب إعمالا للشفافية بنشر محضره، المكتوب أصلا بلغة الاجتماع الرسمية وهي الإنجليزية، لمعرفة هل اكتمل نصابه القانوني أصلا؟ وأتساءل : كيف يعطي قانون المكتبة والقرار الجمهوري الفاسدان إدارة المكتبة لمجلس رعاة يجتمع كل 3 سنوات، ومجلس أمناء يجتمع مرة واحدة في السنة؟ ويا ليت أعضاء المجلس مصريون أو مقيمون في مصر حتي يسهل جمعهم مرة أخري استثناء. بل إن ثلاثة أرباعهم أجانب ومقيمون في الخارج كما أوضحت في مقالتي السابقة. ولكي يجتمعوا في الشاطبي " تتحمل المكتبة نفقات وبدلات حضور الاجتماعات واللجان المنبثقة ". وانبثقي يا لجان. لن أنشر هنا جملة المصروفات التي تتحملها المكتبة مقابل النفقات والبدلات المذكورة بالعملات الصعبة وليس بالجنيه المصري وسأترك هذه المهمة لإدارة المكتبة؟ وإن لم ترد فللجهاز المركزي للمحاسبات إن كان يحاسب إدارة المكتبة؟ وإن لم يكن فسأساعد القراء الأعزاء علي الحساب: أعضاء مجلس الأمناء الأجانب، وكلهم أفاضل وشخصيات محترمة، يأتون من الدول الآتية التي أقربها السودان : المغرب، المكسيك، سويسرا، هولندا، بريطانيا، اليابان، بلجيكا، باكستان، فرنسا، جنوب أفريقيا، لبنان، النرويج، الأردن وخمسة من الولاياتالمتحدةالأمريكية طبعا! واحسبوا كم تتكلف تذاكر سفرهم بالدرجة الأولي وبدلاتهم وإقامتهم كاملة ومواصلاتهم الداخلية؟ أضف إلي ذلك تكاليف البنود ذاتها لمن يدعوهم سراج الدين من الأشخاص والمعارف والعلاقات، وكلهم أفاضل وشخصيات محترمة، من شتي أنحاء العالم ليشاركوا في أنشطة المكتبة سنويا. ثم تكاليف سفر الدكتور بذات نفسه إلي الخارج. إذ يسافر سيادته مرتين علي الأقل كل شهر خارج مصر. حتي يمكن القول إنه مدير زائر للمكتبة علي غرار أستاذ زائر. بينما يجبر القانون كل موظفي وقيادات الدولة علي السفر علي خطوط مصر للطيران إلا أن الدكتور يفضل السفر علي الخطوط الأجنبية لماذا؟ لأن الطيران المصري ليس عليه إنترنت!! كما أخبرني أحد العاملين معه. بينما يجبر القانون كل قيادات الدولة، باستثناء الوزراء علي السفر علي الدرجة السياحية، ينص البند الرابع من العقد المبرم مع مدير المكتبة علي السفر بدرجة رجال الأعمال، فيقوم بالسفر علي الدرجة الأولي إن وجدت. (وهذا من قبيل الحقد والغيرة)! أخبرني صديقي وزميلي الدكتور صابر عرب رئيس دار الكتب والوثائق القومية أنه كان في مؤتمر لرؤساء المكتبات الوطنية في العالم عقد في باريس. خصصت إدارة المؤتمر أتوبيسا لتنقلات الرؤساء كانوا يركبونه ومعهم رئيس مكتبة الكونجرس الأمريكي. بينما كانت سيارة مرسيدس فاخرة لها سائق يرتدي الزي الرسمي يفتح الباب للدكتور سراج الدين علي حساب مكتبة الإسكندرية! فكم بلغت تكاليف سفريات الدكتور علي حساب المكتبة منذ تولاها من فضلكم؟ وكم بلغت مصروفات سفر المحظوظين من العاملين في المكتبة خارج مصر في الفترة نفسها علي حساب المكتبة. ومنهم من أوفدته المكتبة إلي لندن لثلاثة أشهر. لماذا؟ لتعلم اللغة الإنجليزية!! ولماذا اشترت المكتبة في العام الماضي سيارة مرسيدس E300 بالأمر المباشر ثمنها 730250 جنيها علي الرغم من وجود سيارة أخري مرسيدس أيضا لمدير المكتبة؟ الإجابة لأن السيارة الأخري موديل E240 وهل صحيح أن المكتبة باعت السيارة الأخري لمعرض سيارات في سموحة؟ كله من الحقد والغيرة.. والبقية في الحلقة الجاية.