كل شيء يمكن التغاضي عنه إلا اهمال واكثر من ذلك اهانة أهل العلم، لأن العلم والادب هما جناحا النهضة في كل زمان ومكان.. لقد حدث قبل مشاركة مكتبة الاسكندرية في الاحتفال العالمي بمئوية اينشتين في ابريل عام 5002 ان استدعي الدكتور اسماعيل سراج الدين قطبي النظرية النسبية في مصر وهما الدكتور ممدوح ونس استاذ النظرية النسبية بعلوم القاهرة والدكتور محمد عبدالمجيد استاذ النظرية النسبية بجامعة المنيا، وكان الدكتور صلاح حجاج استاذها في جامعة الازهر خارج البلاد وصاحب العالمين الكبيرين الدكتور مجد إلياس وهو من اوائل الحاصلين علي الدكتوراة في النظرية النسبية علي المكان الهامشي السلبي الذي اراد الدكتور اسماعيل سراج الدين وضعهما فيه في هذا الاحتفال، وقال لي الدكتور ممدوح ونس لقد اريد منا ان نقعد في مقاعد المتفرجين لنصفق مع المصفقين ولكن هذا ليس ابدا مكان ولا مكانة مصر، والمشاركون الدوليون يجب ان يعلموا ان مصر لا تخلو من علماء في النظرية النسبية الخاصة والعامة لهم اراؤهم واجتهاداتهم وحين حضرت الاحتفال المذكور الذي تغيب عنه الدكتور ونس والدكتور عبدالمجيد وجدت الدكتور اسماعيل يقدم بنفسه مفردات النظرية النسبية، وهي المفردات التي يعرفها الخاصة ويعرفها الكثيرون ممن يهتمون بها باعتبارها ثقافة ضرورية بما فيها المعادلات نفسها، كان عرض الدكتور اسماعيل عرضا عاديا لكنه مليء بالمؤثرات البصرية والسمعية التي لا تعني كثيرا اهل الخبرة، فهذه النظرية هوجمت بشدة في بدايتها ومازال هناك من ينتقدونها وكذلك من يحاولون تطويرها. وعز عليّ ألا يعرف الحاضرون من شتي بلاد الارض ان مصر تملك علماء افنوا عمرهم في هذا المجال، فكتبت مقالا في صفة الرأي للشعب بجريدة »الأخبار«، انتقد فيه موقف الدكتور اسماعيل سراج الدين وحرمانه علماء مصر المتخصصين من ان يدلوا بدلوهم في هذا المؤتمر لينفرد هو بمظهر العالم الوحيد في النظرية النسبية وهي بعيدة عن مجاله واهتمامه، وبعد عدة شهور تم تغيير اسم الصفحة بالأخبار إلي مساحة للرأي، وفي الثاني من يناير 6002 ظهر موضوع في الأخبار يحمل عنوان اللقاء السنوي بمكتبة الاسكندرية. جائزة نوبل ام نانسي عجرم؟ ذكر فيه الدكتور اسماعيل ان من قابلوه من اساتذة الجامعات المصرية في اطار الاستعداد للاحتفال بمئوية آينشتين اشترطوا ان يتناولوا غداء معينا! كما اشترطوا مشاركة نانسي عجرم التي ظنها واحدة من اهل العلم الكبار لكنه دهش عندما عرف الحقيقة!! وحملت كلام الدكتور اسماعيل إلي الدكتور ونس الذي وجدته في غاية الألم واخبرته انني ارسلت برد فوري ودعوت الدكتور ونس إلي الرد فاخبرني انه واثق من ان ردي عليه سيكون كافيا ومرت الايام والشهور .. واليوم بعد مرور ستة اعوام وحدوث زلزال 52 يناير طالعت بالأخبار تصريحا للدكتور اسماعيل سراج الدين يذكر فيه ان حسابات مكتبة الإسكندرية يراجعها الجهاز المركزي للمحاسبات وانه لا علم له بحسابات سوزان مبارك لكن الموضوع الذي ارجو ان يحاسب عليه الدكتور اسماعيل ليس المال بل ما هو اهم واخطر بكثير من اموال الدنيا، ذلك هو اهانته لعلماء مصر في اهم مجالات العلم الحديث بادعائه انهم طلبوا منه طعاما واشترطوا مشاركة نانسي عجرم في الاحتفال بمئوية اينشتاين هذا هو الحساب المهم حقا الذي لم يكن احد قادرا علي المطالبة به من قبل.. لقد كان مصير هذه المطالبة الالقاء في سلة المهملات بعد انتقادي لاهماله اقطاب النظرية النسبية المصريين اثناء الاحتفال بمئوية اينشتاين، اتمني ان يعتذر الدكتور اسماعيل علي الاقل عن اهانته هذه التي ماتزال جرحا في قلب الدكتور ممدوح ونس، هذا العالم الكبير الذي حملت تقريره عن بحثي الخاص بالتكافؤ بين الجاذبية والكهرومغناطيسية إلي امريكا منذ سنوات والذي ذكر فيه صحة حسابات واحد مثلي من اهل الادب وقع في هوي العلم، وقوبل هذا التقرير بتقدير عظيم من احد اقطاب النظرية النسبية في جامعة ميريلاند وهو الدكتور بريل الذي وصفه بانه صحيح جدا واستعار احدي عبارات الدكتور ونس في الفاكس الذي ارسله إلي حين كنت هناك بجامعة جورج تاون فقط اود من الدكتور اسماعيل سراج الدين ان يعتذر عن هذه الاهانة لقطبي النظرية النسبية في مصر وليرتفع من جديد قدر العلم والعلماء في هذا البلد ليأخذ مكانه اللائق به حقا بين بلاد العالم.