مسح شامل للمواطنين ..والدولة تتحمل تكاليف العلاج تحد وإرادة قوية من الدولة المصرية جعلت مصر تحتل مصر المرتبة الأولي علي مستوي العالم في علاج مرضي فيروس سي، فعالجت 90% ممن تم علاجهم علي مستوي العالم في غضون عامين. عالجت مصر خلال العامين الماضيين مليونا و300 ألف مريض بنسبة نجاح 97 % وذلك علي نفقة الدولة أو التأمين الصحي بتكلفة 3.6 مليار جنيه، أو في مستشفيات القوات المسلحة والشرطة، بخلاف ما تم علاجهم علي حسابهم الخاص ويقارب عددهم 300 ألف مواطن. واعتمدت مصر في علاجها للمرضي بداية 2016 علي الدواء المصري، بتكلفة 1485 جنيها للمريض الواحد يتناول فيها 3 عبوات من العلاج علي مدار ثلاثة أشهر فقط بعدها يتخلص المريض من الفيروس، بنسبة 1% من قيمة تكلفة العلاج في الدول الأجنبية التي تبلغ 47 ألف دولار. وتعتمد الحكومة علي تقديم خدمة علاج الفيروس من خلال 164 مركزا علي مستوي الجمهورية. وأكد د. حسام عبد العزيز مدير معهد الكبد أن المعهد عالج 46 ألف مريض خلال العامين الماضي والحالي، ويعد أول مركز بدأ علاج فيروس سي في مصر علي نفقة الدولة. أضاف أن المريض له ملف ورقي وآخر إليكتروني في المعهد للمتابعة الجيدة معه، وإنشاء قاعدة بيانات لاتخاذ القرارات الصحيحة ولاتخاذ القرار، وإمكانية إدخال بحوث علمية عليهم تنشر دوليًا. وأوضح أن وجود عدد كبير من الشركات لإنتاج أدوية الفيروس أدي إلي انخفاض سعره حيث كان سعر الدواء المصري بعد إنتاجه مباشرة 2650 جنيها والآن وصل إلي 550 جنيها، وأدي ذلك إلي التخفيف من علي ميزانية الوزارة، وزيادة نسبة مبيعات المنتج المصري. وأكد أن إقبال المرضي علي المراكز الطبية للعلاج حاليا انخفض من 10 إلي 1%، حيث كان يتردد علي المعهد في بداية العلاج للفيروس 1000 مريض يوميًا. وأكد أن العلاج يكون في المعهد علي نفقة الدولة بالكامل ولا يتكلف المريض إلا 20 جنيها فقط لفتح ملف بالمعهد. وشرح مدير معهد الكبد خطوات العلاج قائلا: »في البداية يتم عمل تحليل للأجسام المضادة للفيروس ويكون المسح به، وإذا كانت النتيجة إيجابية، يتم إجراء تحليل الpcr ويشمل حصر أجسام الفيروس في الجسم، بعد عمل قرار علاج له ولتحاليل أخري لوظائف الكبد يستغرق أسبوعين، وإن كانت نتيجته إيجابية يتم عمل قرار علاج علي نفقة الدولة للمريض يستغرق أسبوعين ليكون الإجمالي شهرًا لاستلام الدواء». وأوضح أن بعد ذلك يتم صرف الدواء للمريض لمدة 3 أشهر، مدة الشهر 28 يومًا، وتعطي له كمية الدواء تكفيه شهرا وبعد انتهائها يسلم العلبة القديمة ويتسلم علبة أخري بعد تقديم التحاليل المطلوبة. وأضاف أن تجربة مصر في العلاح يحتذي بها في الخارج، وأشاد الكثير من المجلات العلمية بجهود مصر في علاج الفيروس. وأكد أن الدواء متوفر والإمكانيات متوفرة لكن المشكلة في اكتشاف المرضي بالفيروس، فالإقبال علي مراكز العلاج أصبح ضعيفًا، ولذلك بدأت الدولة تنفيذ المسح الشامل للمواطنين». وأكد أن لديهم علاجا يكفي 6 أضعاف الأعداد الحالية، والدواء ليست له آثار جانبية. وأوضح أن المريض المنتكس ينتظر 6 أشهر كاملة لصرف علاج آخر له غير العلاج الأول ويكون علي نفقة الدولة أيضا. وقال د. قدري السعيد المدير التنفيذي للجنة القومية لمعالجة الفيروسات الكبدية، إن مصر بدأت المرحلة الأصعب في علاج فيروس سي وهي المسح القومي الشامل للسكان لاكتشاف الفيروس، ويتم حاليا المسح ل6 فئات في المجتمع والمسح لسكان المحافظات فتم مسح 1000 قرية بمحافظات الصعيد. وأوضح أنه لا يوجد نقص في الأدوية حيث توجد لدي اللجنة أدوية تكفي ل110 آلاف مريض سددت وزارة الصحة ثمنها، وتسليم الأدوية للمريض يستغرق أسبوعين ما بين إجراء التحاليل واستصدار قرار العلاج علي نفقة الدولة. وأوضح أن تأخير بعض الحالات في استلام الدواء يرجع لوجود إعاقة في عمل تحليل pcr، وتأخر التحليل الخاص به نتيجة زيادة عدد المواطنين علي المراكز الطبية نتيجة المسح الشامل. وأشار إلي أن المواطن أمامه طريقان للعلاج إما الذهاب بالتحليل للمراكز الطبية للعلاج أو التسجيل علي الموقع الإليكتروني للجنة، ويتم توجيه لأقرب مكان لإجراء التحليل. أوضح أن الأدوية المعالجة للفيروس جميعها محلية الصنع والمريض يتناول منها دواءين أو ثلاثة علي أقصي تقدير، وتوجد 30 شركة تتنافس علي إنتاج الدواء منها 18 شركة تنتج السوفالدي و7 الديكالتز سبير، و5 شركات للريفيين. وأكد أن صندوق تحيا مصر تكفل بعلاج 100 ألف مريض، وأنه توجد شركات محلية تصدر علاج الفيروس للخارج، وبدأت الوزارة في تنفيذ مشروع السياحة العلاجية مع الدول الآسيوية والإفريقية والعربية، مع وجود بروتوكولات تعاون مع الدول العربية لتطبيق التجربة لديهم. وقال: » حاليًا يتم البحث عن 3,5 مليون من خلال المسح الشامل، وفِي ظرف عامين سيتم القضاء علي الفيروس نهائيا في مصر، ومصر عالجت 90 ٪ من الذين تم علاجهم علي مستوي العالم، ففي أكتوبر 2016 عقدت الأممالمتحدة مؤتمرًا في جنيف للإعلان عن نجاح علاج مليون مصاب بالفيروس، كانت مصر عالجت فيهم 836 ألف أي أكثر من 83٪، وعدد من تم علاجهم في مصر تضاعف حاليًا». وأرجع سبب نسبة العلاج المرتفعة في مصر إلي انتشار الفيروس في مصر بنسب مرتفعة وعدم وجود دولة تصدت للمشكلة مثل مصر، فتبلغ تكلفة العلاج في أمريكا 147 ألف دولار، ومصر 82 دولارا، أي 1485 جنيها لعلاج الفيروس علي مدار ثلاثة شهور، وحاليا أمريكا بها قوائم انتظار وأولوية للحجز. وأكد أن لدي الوزارة 164 مركزا لعلاج الفيروس تتبع التأمين الصحي أو العلاج علي نفقة الدولة، في كل المحافظات ماعدا الوادي الجديد، وفِي البحر الأحمر والغردقة وحدة علاج الفيروس لا يوجد بها مرضي لأن نسبة الإصابة منخفضة. أضاف أن هدفهم اكتشاف أكبر عدد من المصابين بالفيروس وتنفيذ برامج للوقاية من المرض والنزول للقري لعمل المسح للبسطاء. وعن أسباب نجاح الدولة في علاج المصابين بالفيروس قال إن أهمها إنشاء المراكز الطبية علي مستوي مصر، وإنشاء شبكة ربط بينها، وإنشاء الموقع الإليكتروني للجنة القومية علي الإنترنت، وإلغاء المركزية في إصدار قرارات العلاج، وإدخال البدائل المصرية للعلاج المستورد، وقيام قطاع الطب الوقائي بالإشراف علي المستشفيات لضمان وجود وحدات تعقيم وإجراءات مكافحة العدوي داخل المنشآت الطبية ونشر ثقافة الوعي الطبي لدي المواطن.