بقلم : ابتسام حبيب [email protected] تساؤل دائما ما يأتي بذهني كثيرا ألا وهو »ليه بنحبك يا مصر« ؟ هل من اجل طقسك الرائع الذي لا يماثله الكثير من بلدان الدنيا؟ أم من اجل حضارتك العملاقة المليئة بالكنوز والتراث التي تحكي لنا تاريخ احقاب وأزمنة مديدة؟ أم من أجل نيلك الذي يجود دائما بالخير لأبنائك؟ أم لشعبك الطيب، السمح، الودود، خفيف الظل، ذلك الشعب الخلوق ذات القيم والمباديء الاخلاقية الكريمة؟ ام لاسباب اخري أري ان السطور لا تكفي لسردها؟ انه بالفعل الانتماء الذي يجري في عروق كل المصريين، فدائما ما نجد المصري مهما ذهب أو مكث بكل بقاع الدنيا تجده مشتاقا لتراب هذا الوطن العزيز، ومن هنا اود ان اعرف المعني الحقيقي للانتماء وهو ان لكل انسان له كيان يؤمن به ويعمل من اجله، كما انه عطاء قبل ان يكون اخذا، بمعني العطاء دون انتظار المقابل. واذكر من هذا التعريف بعض المقولات لشخصيات لها ثقل وطني لم ولن تمحو من ذاكرة التاريخ الوطني امثال الزعيم الراحل مصطفي كامل حين قال »لو لم اكن مصريا لوددت ان اكون مصريا«، والمجاهد الوطني الكبير مكرم عبيد حين قال »هاكم وطنيتنا نحن في الوطن والوطن فينا شعارا وشعورا«، وايضا مقولة صاحب الغبطة قداسة البابا شنودة الثالث متعه الله بالصحة والعافية حينما قال »ان مصر ليست وطنا نعيش فيه ولكنه وطن يعيش فينا«. ولكن ما يثير انتباهي في الآونة الاخيرة هو وجود بعض من ضعاف النفوس الذين يسعون ويضحون بمستقبلهم بل وبحياتهم من اجل ترك هذا الوطن الغالي من اجل ثراء سريع زائل، فمنذ فترة قريبة بدأنا نسمع بأن هناك بعضا من الشباب اتخذوا قرارا بالسفر في رحلة أراها رحلة انتحارية لما تحمله من مخاطر ومتاعب غير مبالين الي اسرهم أو ذويهم، وذلك من اجل حلم تحقيق هذا الثراء الكاذب غير مدركين ان بسفرهم سوف يلاقون الكثير والكثير من صور التعب والاهانة بل الي الموت في كثير من الاحيان. وها هي الكارثة الحقيقية. كم انني في أشد حزني علي هؤلاء الاصاغر من جهة تفكيرهم، والذين لا يتأنون فيما هم مقبلون إليه ولو لحظات ليكتشفوا ما يخبيء لهم القدر، وايضا مدي ألمي علي ضياع قيمة الانتماء والوطنية التي كانت سمة من سمات المواطن المصري الأصيل. لذا أرجو من هذه الفئة سواء شبابا أو بالغين أو حتي متقدمين بالعمر ان يقفوا للحظات ويتأملوا كم العطاءات التي منحتها لهم بلادهم، هذا الكم الذي لا يقدر بمقدار أيا كان نوعه ماديا أو معنويا ليدركوا انهم سوف يخسرون الكثير الذي لا يعوض بمال. أعلم أن هناك الكثير من المتعبين وثقيلي الاحمال، ولكنني أؤكد لهم اننا نعيش علي أرض التعب والضيقات ولا نعيش بجنة الله علي الأرض، واختم كلماتي بآية لها اثر عميق بقلبي »ماذا لو ربح الانسان العالم كله وخسر نفسه«.