بقلم : ابتسام حبيب [email protected] نهارك سعيد - سعيدة - يسعد مساك، تحيات السعادة المصرية الحميمة التي انطوت بداخل علب افلامنا المصرية القديمة، فعندما ارجع بذاكرتي الي زمان حيث كنا نشكر الله في كلمات عميقة ومتنوعة فتجد كلمة الف شكر ليك يارب، نحمد الله ونشكر فضله في زمن (كان للاف جنيه قيمة). هذا الوقت عندما كنت تسأل أحدا علي حالته المادية؟ كان يجيبك بقوله الحمد لله القشية معدن (أي معدن لا يشترط أن يكون ذهبا كان أو ماسا) وعندما تسأله عن صحته؟ يجيبك مبتسما الصحة عال العال، كما كنا دائماً ما نجد الكل يستقبل يومه داعين المولي بقولهم (يافتاح يا عليم يارزاق ياكريم، واصطبحنا وأصطبح الملك لله) أما الآن تجد العبارة التي تعني (أغرب عن وجهي الان) ، فأدعوكم أن تنظروا مثلاً في كل صباح بمترو الانفاق ولتتأملوا معظم وجوه المصريين فتجدهم عابسين، زهقانين، وطبعاً مخنوقين. سافرت الي بعض بلاد الدنيا وسرت في شوارعها فلم أجد الا بشرا منورين والدموية تقفز من وجوههم، مبتسمين لبعضهم البعض والبشاشة تعلو ملامحهم، هذا المشهد جعلني اتساءل هل هم بشر بلا مشاكل؟ فرادتني الاجابة سريعا بالطبع »لا« فكل البشر لديهم العديد والعديد من المشاكل فنحن نعيش علي أرض المتاعب والضيقات. أذن أين ذهبت تلك العبارات من هذا الزمن الجميل؟ ولماذا لم يتبق سوي السلبي، فان حدث بيومنا هذا (وداس احدهم قدم الآخر) يكون رد فعله سريعا بكلمة (معلش) تلك الكلمة التي بحثت عنها بكل معاجم اللغة العربية فلم أجد لها تعريفا او مثيلا، فإن كانت تعني الاعتذار فمن المعقول ان يقول (أنا أسف) والتي يقابلها بالانجليزية (NO problem) أي لا مشكلة هذا المسطلح الذي يحمل بداخله طاقة تعني سامح الخطا وسوف تحل المشكلة، أما نحن فنعيش ثقافة (معلش) كدعوة للتهوين والتهاون، أما عن (اللا مؤخذة) أي لا محاسبة عن الخطأ فالكلمة تعني بداخلها (لا قانون ولا تصحيح). أنني لا أقصد أن انعطف الي نظرة السوداء وأردد كلمات فشل وإحباط فإذا سألت أحدا عن حاله ستكون أكثر الكلمات تأدبا وإيجابية هي (اهي ماشية، نهايته...) كل هذا وبكثير من ألوان السواد والنغمة الحزينة، إنني لا أكرر السلبيات والضغط علي من حولنا ولكن.. إذا رجعنا قليلا للوراء وتساءلنا هل كانت حياة من عاشوا في هذا الزمن الجميل (سمن علي عسل)؟ ام أن عدوي عدم الرضا والتأفف وعدم القناعة سريعة الانتشار كأقوي الفيروسات؟ وهل كان إيمان هؤلاء مبني علي يقين تام بأن الله هو المعين والملجأ والشافي والرازق وان مقاديرهم بيديه؟ ام أن سلامهم يرجع إلي بكورية مشاعرهم جذورها فلاح العقل البسيط؟ وهل كانوا يعلمون ان المريض إذا ما ردد بصوت (انا اتعافي، انا استقبل الشفاء) كان بتلك الكلمات المنطوقة قوتها علي جسده ونفسه؟ لذا فأرجوكم،،،، اعيدوا عبارات السعادة وزودوها واطلقوا انفسكم والآخرين لها، وأدعوكم أن تنظروا الي نصف الكوب المملوء والذي يبدو من غضبنا قد حطمناه فلم نجد الآن ما ننظره سواء الفارغ أو الممتليء. كما ادعوكم ألا تقلقوا وان لا تتحملوا تعب يومين معاً (بل دع الغد يهتم لنفسه) وأعطوا لانفسكم لحظات سكون ليدخل السلام الي نفوسكم، وأخرجوا من حلقات السباق المادية التي تعدون بها تعدادا، وإنعموا بالراحة كي ما تأدوا عملكم بفرح وجدية) فبكثرة (لقمة) خير وسلام هي أفضل من أطعمة فاخرة ومعها خصام. كما ادعوكم بالنظر للاشياء المادية دون تضخيم، بل انظروا بنظرة بيضاء إلي الاشياء التي لا تري فهي دائماً ما تكون روحانية وأبدية، لكي ما نعود بكل فرح وسلام ونقولها »نهارك سعيد يامصر«.