لا أثق في تصريحات الرئيس الأفغاني حامد قرضاي بأن الولاياتالمتحدة والحكومة الأفغانية أجريا محادثات مع مبعوثين من طالبان من أجل الوصول الي تسوية سلمية تنهي الحرب »01 سنوات« وتتيح انسحاب القوات الامريكية وقوات الحلفاء من البلاد. لا أعتقد أن طالبان ستتفاوض أبدا مع قوة أجنبية تحتل بلادها. لقد أعلنت مرارا وتكرارا من قبل أن لا تفاوض مع المحتل وأن التفاوض يبدأ بعد انسحاب القوات المحتلة ويكون مع الحكومة الأفغانية. مؤخرا جري تسريب أخبار عن لقاءات بين ممثلين عن طالبان وعن الولاياتالمتحدة في ألمانيا وقطر.. إلا أن احد الدبلوماسيين اعلن انه ليس هناك اساس من الصحة لما ذكرته وسائل الاعلام عن محادثات امريكية مع طالبان تستضيفها ألمانيا.. وأميل الي تصديق تصريحاته.. فالتسريبات المستمرة من شهور طويلة لم تفض الي مفاوضات جادة حتي الآن.. أو الي الوصول الي حوار حقيقي.. فلم يعرف من هم المتفاوضون وهل يتحدثون مع وسيط مخول بسلطات من قيادات طالبان؟ وحول ماذا تحاورا؟.. ربما هي محادثات حول المحادثات.. وفي خيال امريكا فقط.. ولكن هناك بعض التغيير الذي طرأ علي الطرفين. طالبان أصبحت اكثر استعدادا الي فك ارتباطها بالقاعدة.. فقد صرح مسئول في طالبان بأنهم لن يسمحوا باستخدام افغانستان في الهجوم علي دول أخري. إشارة هنا وإشارة هناك تنم عن محاولات للتقارب مثل سعي امريكا من أجل تشجيع طالبان علي التفاوض لفصل طالبان عن القاعدة في قائمة الاممالمتحدة للمقاطعة.. ووضع قائمة جديدة لطالبان مع رفع اسماء بعض قياداتها، المفروض عليهم العقوبات والمجمدة أموالهم.. والموضوعين علي قائمة الممنوعين من السفر. تصريحات جيتس وزير الدفاع الامريكي تؤكد شكوكي فيما أعلنه قرضاي.. جيتس أعلن وهو علي أبواب ترك منصبه، انه قد تكون هناك محادثات سياسية مع طالبان بنهاية العام.. وهذا يؤكد عدم اجراء محادثات رسمية امريكية مع طالبان. تعمد تسريب تقارير عن اللقاءات بين الامريكيين و»طيب أغا« سكرتير الملا عمر هو جزء من استراتيجية ادارة أوباما للضغط علي قيادات طالبان وبث الفرقة وزرع الشكوك بين الحليفين: »طالبان وباكستان«. بالاضافة الي انه يؤدي لمساندة الامريكيين لأوباما وهو علي اعتاب انتخابات فترة رئاسية جديدة. وتجعله في موقف قوي بعد ان اجبر اعداء اشداء علي التفاوض معه. فامريكا ترغب في استبعاد باكستان من العملية الدبلوماسية وابعاد أي نفوذ لها عن أي تسوية مع طالبان.. فوجود طالبان علي الأراضي الباكستانية يضعها في موقع قوي للعب دور اساسي والتأثير علي مجري اي محادثات للسلام. وكان مسئولون امريكيون وألمان قد صرحوا بأنهم التقوا 3 مرات في قطر والمانيا خلال شهر واحد مع »طيب أغا« سكرتير الملا عمر. وتم اطلاع قرضاي علي نتائج اللقاء بينما لم يتم ابلاغ الباكستانيين بهذه اللقاءات. وبينما تستعد امريكا لسحب جزء من قواتها من افغانستان الشهر القادم (01 آلاف جندي) بدأت بالفعل محادثات سرية مع حكومة قرضاي في محاولة للحصول علي اتفاق أمني طويل المدي يسمح للقوات الامريكية وعملاء مخابراتها بالاستمرار في التواجد لعشرين عاما علي الاقل في افغانستان بعد انسحابها نهائيا في 4102 من افغانستان »يوجد 031 الفا من القوات الامريكية وقوات الحلفاء«. هذه المفاوضات تثير قلق جيران أفغانستانايران وروسيا وباكستان والصين الذين لا يشعرون براحة لوجود امريكي علي حدودهم.. علما بأنه توجد 5 قواعد عسكرية امريكية في افغانستان. أصبح واضحا أن أهداف واشنطن وطالبان علي نقيض وهما متباعدتان تماما. واشنطن تريد البقاء بعد انسحابها وطالبان تريد خروج كل القوات المحتلة. واشنطن تعمل علي أن تصبح طالبان جزءا من عملية سياسية واسعة في افغانستان وطالبان ستعمل علي اسقاط من تصفهم بالخونة والفاسدين والمتعاونين مع الاحتلال.