لو كنت مسئولاوأشغل اي منصب قيادي. علي أي مستوي، في أي دولة عربية من الخليج الي المحيط - لو كنت كذلك لطلبت من سفارة دولتي في العاصمة الأمريكية الحصول علي نص الكلمة التي القاها يوم الخميس الماضي الجنرال جيمس جونز، مستشار الأمن القومي الأمريكي، أمام معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدني، وهي الكلمة التي تعرض فيها بالتفصيل للدور الخطير الذي تلعبه ايران في منطقتنا، وكيف أنها تستغل بعض الدول والتنظيمات العربية لخدمة مصالحها علي حساب المصلحة القومية العربية العامة والشاملة. وفي هذا السياق، وطبقا للقليل الذي نشرته الصحف عن هذه الكلمة التي القاها الجنرال جونز، فانه أكد خلالها انه في الوقت الذي يؤدي فيه التوصل الي سلام في منطقة الشرق الأوسط الي خدمة المصالح الفلسطينية، وجميع الدول العربية، الي جانب خدمة مصالح الولاياتالمتحدة وايضا اسرائيل، فان تحقيق هذا السلام سيؤدي في الوقت ذاته الي اخفاق ايران في تشتيت الانتباه عن برنامجها النووي والتملص من التزاماتها الشرعية دوليا واقليميا واضاف الجنرال جونز مؤكدا انه منذ بداية تولي الرئيس أوباما شئون الحكم تعهد بالعمل علي تحقيق حل الدولتين، دولة اسرائيل، جنبا الي جنب، مع دولة فلسطين المستقلة والتي تملك كل مقومات البقاء.. ومن ثم فان تحقيق هذا الهدف سيحرم ايران من تحقيق اهدافها الخبيثة لتحويل الانظار عن اخفاقاتها في الوفاء بالتزاماتها الدولية ومن بينها برنامجها النووي الذي تصمم واشنطن علي عدم نجاح هذا البرنامج عسكريا وعدم توصل ايران الي القنبلة النووية. كان هذا هو القليل الذي أذيع عن هذه الكلمة المهمة التي تمس أمن جميع دول المنطقة.. باستثناء ايران طبعا ! ولذلك يحسن اي مسئول لو أنه عمل علي الحصول علي نص هذه الكلمة، وتعميم نشرها حتي نلم بجميع وجهات النظر - ولا أقول الألتزام الأعمي - ونستشف حقيقة، وأبعاد، ونتائج ما يجري من أحداث عجيبة ومريبة.. حولنا، ومن بيننا!