رسالة نيويورك : ثناء يوسف اكد الجنرال جيمس جونز مستشار الامن الامريكي ان الولاياتالمتحدة ستعلن خلال الاسابيع القادمة استراتيجية الامن القومي الجديدة والتي ستبلور اسلوب الرئيس اوباما في التعامل مع القضايا العالمية وفقا للمصالح القومية الامريكية. واوضح في خطاب مهم امام معهد سياسة الشرق الادني ان مصالح بلاده تتلخص في اربع نقاط هي: - امن الولاياتالمتحدة وشعبها وحلفاؤها وشركاؤها. - الرفاهية بما يضمن نمو الاقتصاد الامريكي في اطار نظام اقتصادي عالمي يوفر فرص التقدم. - الحفاظ علي القيم العالمية. - الالتزام بنظام عالمي يدعم السلام والأمن والفرص من خلال تعاون وثيق لمواجهة التحديات الشاملة. وفي اطار حديثه عن التحديات ابرز ضرورة العمل علي حل قضية الشرق الاوسط والتوصل الي حل شامل للقضية الفلسطينية ولكنه وقبل ان يتطرق الي ذلك اكد علي ان واشنطن ملتزمة بمنع ايران من حيازة السلاح النووي لتفادي سباق للتسلح النووي في المنطقة وحظر انتشار السلاح النووي ووصول التكنولوجيا النووية الي الجماعات الارهابية. واذا كان مستشار الامن القومي الامريكي قد ربط فيما بين قضية الشرق الاوسط وبين تحدي امتلاك ايران لسلاح نووي.. فان اولوية التعامل مع القضيتين مازالت غير محددة. فمن المعروف ان اسرائيل تريد للتعامل مع التسلح النووي اولا قبل تسوية قضية الشرق الاوسط.. وما طرحه مستشار الامن القومي لا يحدد هذه الاولوية ولكنه اكد ان ايران تستغل استمرار الصراع العربي- الاسرائيلي لفرض نفوذها في المنطقة. واوضح ان التوصل الي سلام اسرائيلي فلسطيني واقامة دولة فلسطينية مستقلة سيحرم ايران واعوانها في حزب الله من حجتهم كما ستتيح لشركاء واشنطن في المنطقة بالتفرغ لبناء دولهم.. وحرص الجنرال جونز علي ان يؤكد التزام الرئيس اوباما بحل يقوم علي اساس دولة اسرائيلية ودولة فلسطينية تعيشان جنبا الي جنب في امن وسلام. وقال: ان هذا الحل في مصلحة الولاياتالمتحدة وفي مصلحة اسرائيل وفي مصلحة الشعب الفلسطيني وفي مصلحة العالم العربي بل وفي مصلحة العالم كله. ونظرا لان خطاب جونز كان امام معهد متعاطف مع اسرائيل فقد اكد ان العلاقة الامريكية- الاسرائيلية علاقة لن تندثر لانها تقوم علي اسس مشيدا بالتعاون الوثيق بين البلدين.. واشار الي ان بلاده تشارك اسرائيل وتستفيد منها في المجال العسكري والاستخباري بل تتعلم من خبراتها في مكافحة الارهاب..! واذا كان مستشار الامن القومي الامريكي قد ذكر ان السلام لا يمكن ان يفرض فقد اكد ان الوضع الحالي لا يمكن استمراره.. فهو يشكل خطرا علي هوية اسرائيل كدولة يهودية آمنة كما ان هذا الوضع لا يمكن قبوله لتعارضه مع تطلعات الشعب الفلسطيني نحو قيام دولته المستقلة. واوضح ان الوضع الحالي يهدد المنطقة كذلك حيث انه يدعم ويقوي الرافضين للسلام ويضعف من مركز الراغبين في العيش في سلام. وفي الوقت الذي ابدي فيه استعداد واشنطن لبذل كل ما لديها من جهود ونفوذ لتجاوز الخلافات وبناء الثقة التي تسمح بتقديم تنازلات من اجل السلام اكد ان الجانب الامريكي سيساند جهود السلطة الفلسطينية لبناء مؤسساتها ودعا باقي دول المنطقة الي مساندة الجانب الفلسطيني كذلك. كما حرص علي ان يؤكد مطالبة اسرائيل بتفادي اعمالها الاستفزازية في القدسالشرقية ومطالبة الفلسطينيين بالابتعاد عن الاعمال التي تثير الشكوك بدلا من دعم الثقة. وقد جاءت مطالبة جونز بوضع نهاية لمسببات توقف التفاوض في وقت اشارت فيه التقارير الي الاتصالات الامريكية- الاسرائيلية قد نشطت خلال الايام الماضية من اجل التوصل الي ارضية مشتركة مقبولة لاستئناف التفاوض الاسرائيلي- الفلسطيني علي اساس تقديم اسرائيل لبعض الاجراءات الخاصة بدعم الثقة بالافراج عن بعض المسجونين الفلسطينيين وتخفيف الحصار علي قطاع غزة وربما لاحقا وقف البناء في القدسالشرقية. وقد ذكرت مصادر مطلعة ان اسرائيل تنقل اراءها للادارة الامريكية عبر مستشار الرئيس اوباما دنيس روس الذي يحظي بقبول من الجانب الاسرائيلي لانه يدعو الي مزيد من التفاهم مع بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل.. وهكذا ستقوم اسرائيل باسلوب غير مباشر بابعاد المبعوث الامريكي الخاص للرئيس وهو السناتور جورج ميتشل بعد ان اختارت مبعوثها الخاص لدي واشنطن دنيس روس. وكان مستشار الامن القومي قد اختتم حديثه باقتباس من كلمة الرئيس اوباما عند حصوله علي جائزة نوبل للسلام في اوسلو بوصف ما يجري بانه »لحظة التحدي« فان الشرق الاوسط يضع واشنطن في مواجهات »لحظات من التحدي«.