المعالم السياحية والتاريخية بمحافظة الفيوم ظلت ولسنوات طويلة تعاني الاهمال نتيجة لتقاعس الجهات المعنية أو لنقص الاعتمادات المالية لاعمال الاحلال والتطوير ولكن في الاونة الاخيرة تغير الوضع تماما وعادت الكثير من هذه المعالم الي سابق عهدها بعد ان اولتها القيادة السياسية اهتمامها ووفرت لها كل المستلزمات اللازمة لذلك.. ولعل أبرز ما تغير الممشي واللسان الذي أنشأه الملك فاروق علي ضفاف قارون الساحرة ليكون استراحته للاستجمام وممارسة هوايته المفضلة في صيد الطيور المهاجرة ومكان تنزهه خلال فترة حكمه ولم يقتصر اللسان علي الملك فقط بل تحول فيما بعد الي مقر لاجتماعات مجلس قيادة ثورة 1952 بزعامة اللواء محمد نجيب والرئيس جمال عبدالناصر.. وبعد ذلك تحولت الاستراحة الي منتجع سياحي اطلق عليه اللسان وكان قبله للعديد من الزعماء العرب والاجانب الي جانب المنتجين السينمائيين لتصوير افلامهم.. كما اصبح مكانا يرتاده ابناء الفيوم والمحافظات الاخري ومع مرور الوقت وارتفاع منسوب المياه في البحيرة اختفي اللسان تماما تحت المياه بالرغم من كونه معلما اثريا وجزءا من تاريخ مصر قبل الثورة حتي شهد منذ فترة اعمال ترميم وانتشال أجزائه من المياه ليعود كما كان.. يقول عماد عبدالحميد احد العاملين في مجال السياحة: كان اللسان في عهد الملك فاروق هو الممشي الملكي ويقع بالقرب من فندق أو برج الفيوم الشهير الذي انشئ عام 1946 والمجاور للجناح الملكي بالدور الثالث الذي كان يقيم به الملك وضيوفه علي شاطيء بحيرة قارون في مواجهة جزيرة القرن الذهبي، واللسان عبارة عن مدق يقبع وسط مياه بحيرة قارون بدايته علي بعد 100 متر من مدخل الاوبرج ويمتد لمسافة 750 مترا داخلها بعرض 25 مترا وكان المكان المفضل لتريض الملك سيرا علي الاقدام حتي وصوله الي مكان اليخت الذي ينقله الي البر الثاني من البحيرة علي بعد 4 كيلو مترات ليمارس هوايته في صيد الطيور. وظل الملك يزور المكان بصحبة ضيوفه وكان اشهرهم تشرشل والملك عبدالعزيز آل سعود وبعد ذلك كان يتوافد عليه كل من خالد وعبدالحكيم جمال عبدالناصر بصحبة اصدقائه من اسرة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، واستقبل المكان العديد من المخرجين والمنتجين لتصوير الافلام السينمائية والمسلسلات منها فيلم المرأة التي هزت عرش مصر، وهذا هو الحب لصباح، وأنا وهو وهي، إضافة الي عشرات الافلام الاخري، ولا يقل اهمية عن جاره الفندق التاريخي خاصة انه جزء منه، مشيرا الي انه شهد إهمالا جسيما حتي تم اعادته للحياة ليصبح مزارا سياحيا في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، والمحافظ الدكتور جمال سامي. ويري محمود عبدالهادي من الأهالي، أن المحافظة خلال السنوات الماضية تجاهلت المكان الاثري واهملته تماما وتفاقمت مشاكله، وغرق تحت مياه البحيرة، مشيرا الي ان المحافظ الاسبق احمد علي، قرر إعادة ترميم المكان من الداخل بعد تضرره من ازدياد منسوب مياه البحيرة، علي ان يتم رفع حوامل اللسان ليعود الي الظهور فوق صفحة المياه، الا ان القرار حفظ في الادراج بعد رحيله، بقرار من حكومة الإخوان وقتها، حتي قام المحافظ الحالي بإدراجه في خطة التطوير وتم رفع اللسان ليحيا المكان التاريخي والذي عاد من جديد قبلة للسائحين، ويرتاده مواطنو الفيوم للاستمتاع به. وتشير فوزية عبدالعزيز »مهندسة» إلي انها لم تكن تتوقع ان يتم تطوير اللسان بهذا الشكل بعد ان كان مهملا تماما وغارقا في المياه، موضحة انه في ظل القيادة السياسية الحالية التي أهتمت بكل كبيرة وصغيرة عاد اللسان مرة أخري للحياة، واصبح مكانا يرتاده الجميع. ويضيف محمد أحمد »تاجر» ان سعادته لا توصف بالتطوير الذي شهده اللسان باعتباره منطقة تاريخية، مشيرا الي ان المياه قد اخفته وتهالك، واصبح الان في حالة افضل مما كان عليه سابقا، وهو ما يدلل علي ان مصر بقيادتها السياسية، تهتم بعودة تاريخنا الي افضل وابهي صورة، لافتا الي انه دائم التردد علي الممشي بصحبة اسرته عقب تطويره.