الفيوم ، واحة السياحة والطبيعة الخلابة و محميات يفوح منها عبق التاريخ و الحضارات القديمة , كانت في الماضي القريب قبلة لملوك الدول العربية و ملك مصر و السودان , و تربعت على عرش السياحة الداخلة لأكثر من قرن من الزمان حيث سحرت ضيوفها بعزوبة عيونها الطبيعية و دفأ جوها و مشاعر أهلها.. و أحد أهم معالم الفيوم السياحية التي كانت في برنامج جميع الرحلات السياحية الزائرة للمحافظة " الممشى السياحي الملكي " أو اللسان كما يطلق عليه أبناء منطقة بحيرة قارون أو الأهالي بالمحافظة , وموقعه يخترق منتصف بحيرة قارون , و ملاصق لفندق أوبرج الفيوم التابع للديوان العام و أنشئ عام 1946 و الذي يضم الجناح الملكي , مقر إقامة الملك فاروق وضيوفه عند زيارتهم لشاطئ بحيرة قارون , التي تجاور جزيرة القرن الذهبي. و يقول كميل جرجس رجل أعمال و مستثمر سياحي بالمحافظة , إن " الممشى الملكي أو اللسان " عبارة عن جسر مسافته حوالي 1000 متر و يخترق منتصف البحيرة بعرض 25 مترا , و أشار إلى إن المكان كان مفضلاً لتريض الملك حيث كان يشاهد المقربين لجلالته و هو يسير على الأقدام حتى وصوله إلى مكان اليخت من الناحية الشمالية للبحيرة و الذي ينقله إلى البر الثاني من البحيرة على بعد 4 كيلو مترات ليمارس هوايته في صيد الطيور. و أضاف , أن الملك فاروق ظل يأتي إلى المكان بصحبة ضيوفه وكان أشهرهم الجنرال تشرشل والملك عبد العزيز آل سعود ملك السعودية الأسبق وبعد ذلك كان يتوافد على هذا المكان كل من خالد وعبد الحكيم جمال عبد الناصر بصحبة أصدقائهما و أولاد الرئيس الراحل محمد أنور السادات. وقال , إن المكان الساحر و الجميل يواجهه مشكلة خطيرة تهدده و تهدد زوار و هي غمر مياه البحيرة في أشهر فصل الشتاء خاصة في أشهر يناير و فبراير مارس من كل عام , و تتدفق المياه للمكان من كل صوب و اتجاه و تغمر معدات المطبخ و الصالات و الطرقات و الممشى , و يبدو للزائرين أن مياه البحيرة تبتلع المكان بمنشئاته . و أوضح , أن المكان شهد تصوير العشرات من الأفلام العربية القديمة , منها على سبيل المثال و ليس الحصر , أفلام " المرأة التي هزت عرش مصر وهذا هو الحب لصباح" مسلسلات منها " أنا وهو وهى و كابتن هيما لأحمد رزق وجمال عبد الحميد " . و كشف المهندس محمد إسماعيل , أن محافظ الفيوم الحالي حازم عطية , كان يقيم بالفندق المجاور للممشى على بعد 100 متر , و كان يشاهد على الطبيعة المأساة حيث مياه البحيرة و هي تغمر المكان و لم تحرك الأجهزة التنفيذية " ساكناً " و لم تهتم بالكارثة الإنسانية رغم أن المكان يعد جزءا من تاريخ المحافظة . و أكد عماد أبو سريع مشرف أغذية , أن غرق الممشى السياحي و الفندق المجاور له و العديد من القرى المتاخمة للبحيرة , تتسبب في كوارث و تهدد الاستقرار الإجتماعى لأهالي المنطقة خاصة العاملين بقطاع السياحة , و يتضررون عندما يتم إلغاء حجوزات الأفواج السياحية بسبب غمر مياه البحيرة للفندق و الممشى الملكي.