كشفت مصادر دبلوماسية عن محاولات قطرية وصفتها ب»الخبيثة» تهدف لإفشال المصالحة الفلسطينية التي تمت برعاية القاهرة الفترة الماضية، وتعمل علي تعطيل خارطة الطريق التي تم الإتفاق عليها بين حركتي فتح وحماس لإنجاز كافة الملفات العالقة بينهما قبل تاريخ لقاء الفصائل الفلسطينية الموسع في القاهرة نوفمبر المقبل. أشارت المصادر إلي أن قطر تسعي لإفشال المصالحة الفلسطينية لتحقيق أهدافها الإقليمية في المنطقة، خاصة وأن قناة »الجزيرة» بثت تقارير وجهت فيها الاتهامات للسلطة الفلسطينية ومصر والإمارات، بالمشاركة في حصار وخنق قطاع غزة، في محاولة منها لإفشال المصالحة وهي رسالة واضحة عبرت فيها عن غضبها من استغناء حركتي فتح وحماس عن دورها في ملف المصالحة والعودة للرعاية المصرية لهذا الملف الذي احتضنته منذ عشر سنوات. وأكدت المصادر أن القطري محمد العمادي رئيس لجنة اعادة اعمار غزة هو مسئول هذا الملف خاصة وأنه سبق وأكد في أكثرمن مناسبة أن علاقاته مع المسئولين الاسرائيليين ممتازة وأنه الوسيط القطري بين دولة اسرائيل وحركة حماس ودائم الاتصال بالمسئولين الاسرائيليين وهو ما تبلور أمس بعد أن سمحت تل أبيب له بدخول قطاع غزة عبر معبر »إيريز» مصطحبًا مبلغ 14 مليون دولار أمريكي في حقائب، لتسليمها إلي التنظيمات المتطرفة بهدف تعطيل المصالحة. ويشير رصد تحركات العمادي إلي أن الدوحة تستثمر وجوده في قطاع غزة بهدف ضرب عدة عصافير بحجر واحد فهو يشرف علي مهمة اعادة إعمار غزة والمشروعات التي تقيمها قطر ومن ناحية أخري يمثل جسر التواصل مع حركة حماس ويلعب دورسفير لقطر في غزة واثار الجدل من قبل بعد تدشين الدوحة لمبني علي انه سفارة، ونفي العمادي ذلك وقال انه يخص بناء مقر للجنة القطرية لإعادة إعمار غزة وبالإضافة إلي ذلك فإن الدور الاهم هو عمله كسفير للدوحة في تل ابيب فكل تنقلاته تتم عبر مطار بن جوريون وسط تسهيلات اسرائيلة إلي معبر اريتز الذي يربط اسرائيل بالقطاع مما يتيح له الاجتماع ولقاء شخصيات إسرائيليه بصفة دائمة وفي مقدمتهم منسق شئون الحكومة الإسرائيلية يواف مردخاي. وأصبح العمادي مؤخرا جزء من الصراع السياسي القائم في القطاع بل دخل طرفا في لعبة المحاور الحزبية في غزة وهناك انقسام شديد ظهر خلال الأسابيع الماضية علي دوره وحقيقته واتهامه بخروجه من دائرة إعادة الأعمار إلي لعبة السياسة من خلال الاجتماعات التي يدعو اليها ممثلي التيارات السياسية والجماعات في قطر بهدف الثأثير علي القرارات الحزبية في القطاع مستغلا أموال الدوحة. وانتقدت السلطة الفلسطينية بشدة مواقف رجل قطر العمادي في أكثر من مناسبة بعد ان عقد اجتماعات مع قادة الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة واتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء رامي حمد الله بالمسئولية عن عرقلة الجهود القطرية لحل ازمة انقطاع الكهرباء في غزة لم يكتف العمادي بذلك بل طالب رموز الفصائل بالخروج في مظاهرات تنديدا بموقف السلطة وللضغط عليها للتعاون في هذا المجال. وقالت: »نحن نستغرب سلوك بعض الأطراف الإقليمية التي تجاوزت من خلالها مع سبق الإصرار السلطة الفلسطينية » كما يلعب العمادي دور »المخرب» للجهود المصرية التي بذلت لإنجاح المصالحة الفلسطينية بعد أن وصل إلي قطاع غزة أول أمس بحجة إستمرار مهمة عمله وتفقده مشاريع الإعمار والبني التحتية التي تنفذها بلاده في القطاع عبر معبر بيت حانون »إيرز» علي الرغم من أن زيارته تهدف في المقام الأول محاولة دفع الجماعات المتطرفة في القطاع لرفض المصالحة وإثارة الأزمات ودفعها للقيام بزيادة دعمها لمثيلاتها في سيناء لخلق حالة من عدم الإستقرار الأمني لتعطيل عملية المصالحة، وهي الزيارة التي تؤكد استمرار نهج الدوحة في إدخال مبالغ المالية ضخمة إلي غزة تحت غطاء إعادة الإعمار، في حين يتم توجيه الجانب الأكبر من تلك الأموال لصالح التنظيمات المتطرفة التي تستهدف أمن سيناء. وتستفيد قطر من تميز علاقتها مع إسرائيل التي تسمح لمسؤوليها بدخول القطاع من خلال معبر »إيريز» الذي تم فتحه في غير أوقات العمل بشكل خاص لمحمد العمادي، حاملًا المبالغ المالية النقدية، بما يخالف القانون وبدون أي اعتراض أو الخضوع للإجراءات المعتادة، وذلك تزامنا مع تواصل قناة »الجزيرة» القطرية هجومها المزعوم علي إسرائيل لتغطية التفاهمات غير المعلنة بين الدوحة وتل أبيب.