فرحة كوبر التاريخية مع لاعبيه والجماهير بالتأهل للمونديال، كان المعلم حسن شحاتة قريبا منها بل كان قاب قوسين أو أدني من تحقيقها لولا أخطاء كثيرة وأسباب عديدة، وبرغم نجاحه في تحقيق الفوز الثلاثي بكأس الأمم وتقديمه عروضا رائعة في القارات، ظل الاخفاق في التأهل لكأس العالم صدمة للمعلم.. والأن..وحسن شحاتة عايش الفرحة مع كل المصريين، كيف ينظر المعلم لما تحقق مع كوبر، وما هي وجهات نظره في أداء المنتخب وطريقة إعداده لبطولة العالم، وبماذا ينصح كوبر ومعاونيه.. وكيف يري أسباب إخفاقه هو.. علامات استفهام كثيرة طرحناها علي مائدة الحوار مع الكابتن حسن شحاتة في حوار ما بين قمة الفرحة وذكري الصدمة !. كيف رأيت هذا الانجاز بعد تأهل منتخبنا للمونديال؟ - في البداية نبارك للشعب المصري بأكمله، واللاعبين والجهاز الفني واتحاد الكرة وكل من له علاقة بمنظومة كرة القدم المصرية علي تحقيق حلم المصريين بالتأهل لمونديال روسيا 2018، فهو الحلم الذي حلمت بتحقيقه وسعيت إليه كثيرا، لكن الحمد لله جاء الآن. كيف كانت مشاعرك خلال المباراة ؟ - مشاعري اختلفت كثيرا من دقيقة لدقيقة خلال اللقاء، خاصة بعد هدف محمد صلاح الأول الذي فرحت به بقوة، وذلك بعد أن كنا نتصور أن منتخب الكونغو ضعيف ولا يلعب كرة جيده، وكنت أجلس وقتها مع زملائي في الاستوديو التحليلي ونصور كواليس الفرحة بالتأهل، وعقب هدف تعادل منتخب الكونغو الذي نزل علينا كالصاعقة، خرجت من الغرفة وجلست بمفردي وهمرتني الدموع وبكيت بشدة خوفا من ضياع الحلم مجددا، وظل البكاء مستمرا حتي جاءت ضربة الجزاء، وحضر إلي كل أصدقائي لتهنئتي لكنني رغم ذلك طلبت منهم الانتظار لحين التأكد من تسجيل الهدف، وبعدها كانت فرحتنا كلنا لا توصف. ماذا تقول عن هذا التأهل في هذا التوقيت ؟ - بالطبع كنت أسعد انسان علي وجه الأرض بهذا التأهل الذي كان بالنسبة لي أمنية شخصية وبعدها أمنية شعب بأكمله يريد أن يفرح، وان سيناريو الفوز بالمباراة يؤكد ان الله أراد عدم كسر فرحة ملايين المصريين الذين كانوا يتابعون المباراة سواء في ستاد برج العرب أو في البيوت والكافيهات، خاصة ان المصريين كانوا في حاجة لفرحة كبيرة مثل فرحة التأهل للمونديال التي غابت عنا كثيرا، لذا لابد أن نبارك لكل اللاعبين والجهاز الفني واتحاد الكرة. وكيف تري تكريم الرئيس السيسي للمنتخب عقب التأهل ؟ شئ أكثر من رائع، وهذا هو الوضع الطبيعي فالدولة بعد تحقيق المنتخب لهذا الانجاز من الطبيعي أن تقدر ابناءها المخلصين، خاصة ان هذا الانجاز مختلف تماما عن جميع الانجازات السابقة، وأطالب اللاعبين والجهاز الفني بعدم الالتفات إلي كلام ناس هدامة بشأن تكريم الرئيس لهم واهتمام القيادة السياسية بهم، فكانوا علي أيامنا يتهكمون علي مقابلة الرئيس لنا عقب تحقيق أي انجاز وعلي اعطائنا للأوسمة الرياضية وتكريمنا، وأعتقد ان هذا مطلوب في الفترة الحالية لتشجيع اللاعبين علي تقديم أداء جيد خلال مباريات المونديال، بدلا من الاستماع لهؤلاء الجبابرة الذين لا يهدأون ويحاولون احباط أي نجاح، خاصة ان هذا الحدث في أي دولة في العالم يتم استغلاله الاستغلال الأمثل سواء علي المستوي الاعلامي أو السياحي أو التسويقي. هل كان جيل المنتخب الذي دربته أحق بالتأهل من المنتخب الحالي ؟ - سيبك من كل الكلام الذي يقال حاليا، المهم اننا تأهلنا وللعلم منتخبنا تأهل بالفعل لكأس العالم عام 2010 فكان مستواه رائعا بشهادة الجميع ونجح في تحقيق الكثير من الانجازات، ولكن تم اللعب في لائحة التأهل في اخر لحظة، والبهوات عندنا في اتحاد الكرة كانو نايمين في العسل في الوقت الذي أنهي فيه مسئولو الاتحاد الجزائري الأمر وطلبوا اقامة مباراة فاصلة بعد اللعب في اللائحة، وذلك رغم تأهلنا بعد الفوز بهدفين نظيفين، والدليل علي ذلك هي فرحتنا بالتأهل عقب المباراة التي أقيمت باستاد القاهرة، وحزنهم في الملعب علي عدم التأهل. ولكن شكل الفريق لا يرضي الكثيرين رغم التأهل؟ - حللنا كثيرا شكل الفريق فنيا وطريقة لعبه، التي تعتمد علي الله ثم محمد صلاح، وأطلقوا عليه المصريين منتخب اللاعب الواحد، ولكن في النهاية ربنا كرم صلاح وكرمنا معاه وكرم المصريين جميعا بالتأهل للمونديال، لكن علي الجهاز الفني خلال الفترة القادمة تصحيح الأوضاع وإعادة تأهيل المنتخب بالشكل الجيد. هل كنت تتمني ضم لاعب مثل صلاح للمنتخب في عهدك؟ - الجميع يعلم أنني كنت أضم اللاعبين الجيدين المنتمين لبلادهم أولا، والمنتظمين في تدريباتهم والذين يريدون أن يحققوا انجازا لبلادهم، ومحمد صلاح تنطبق عليه كل هذه الشروط فهو رجل ينتمي لبلده بشكل كبير ولديه كافة المقومات التي تجعله نجما في منتخب بلاده وتجعل أي مدرب يختاره في الفريق، كما انني سعيد بوجود 4 من الجيل السابق ضمن تشكيلة المنتخب الحالي وهم عصام الحضري وأحمد فتحي ومحمد عبد الشافي وأحمد المحمدي. الحضري حالة خاصة كيف رأيت فرحة الحضري وإصراره علي تأهلنا للمونديال ؟ - الحضري حالة خاصة تستحق الدراسة، فهو لديه عزيمة غير عادية علي تحقيق نجاحاته وانه كان يريد أن يصنع مجدا لنفسه، لذلك ربنا وفقه بشكل كبير حتي استطاع أن يفعل انجازات لا تنسي، فهو من اللاعبين المخلصين، وكانت لديه أمنية يريد تحقيقها وهي أن يشارك في بطولة كأس العالم، وربنا كرمه في النهاية لأنه اجتهد وأصر علي تحقيقها بشكل كبير جداً. وكيف كان شعورك عندما تصدي الحضري لتسديدة مهاجم الكونغو؟ »يا خبر أسود».. كانت صدمة، هذه الكرة لو دخلت المرمي كانت ستغير كثيرا من شكل المباراة، وتضعنا في أزمة كبيرة، لكن الحضري نجح في التصدي لها بشكل أكثر من رائع وأنقذ المنتخب. وهل بهذا التأهل نعتبر قضينا علي الهدف الأسطوري لمجدي عبد الغني؟! رد ضاحكا: بالطبع لا، الأسطورة والعقدة لن تنتهي الا باحرازنا لهدف في مونديال روسيا باذن الله، لكن لو لم نستطع لا قدر الله سيظل مجدي عبد الغني هو صاحب هدف كأس العالم. وهل تتوقع أن يقدم هذا المنتخب مستوي جيدا في المونديال ؟ - بهذا الشكل.. لا أظن، مطلوب الكثير من كوبر، فلابد من أن يتغير تفكير الجهاز الفني واللاعبين بشكل كامل في طريقة اللعب وتطوير مستوي الأداء، وأن الفترة القادمة تحتاج لبرامج إعداد مختلفة واستعدادات جيدة وخوض مجموعة كبيرة من المباريات الودية مع منتخبات أوروبية، فالفريق يحتاج لشغل كثير حتي يستطيع أن يظهر بمستوي معقول، لكن لو ذهبنا للمونديال للمشاركة فقط والعودة بدون أي مكسب فليس له أي فائدة. ما هي المنتخبات التي تتمني تواجدها معنا في المجموعة ؟ - بدلا من البحث والتمني بتواجد فرق ضعيفة معنا في المجموعة، لابد من الإعداد الجيد مثلما قلت، بحيث نذهب إلي روسيا ونحن لا يفرق معنا الفرق التي نواجهها، دون أن نتخوف من أي منتخب، فمازال أمامنا 8 أشهر نستطيع خلالها تجهيز المنتخب علي الشكل الأمثل.