المصريون القُدماء كانوا أول من أبرموا مُعاهدات سلام مع أعدائهم بعد انتصارهم عليهم، في دلالة واضحة وقوية علي عظمة وقوة الجيش المصري منذ قديم الأزل،، يسجل التاريخ القديم أول وأهم وأشهر مُعاهدة سلام»، والتي تم توقيعها بين الملك الفرعوني العظيم» رمسيس الثاني»، وملك» الحيثيين» ذلك في أعقاب خوض معركة »قادش» الشهيرة، وتشير الآثرية ناجية نجيب كبير أمناء المتحف المصري بالتحرير إلي أن تلك المُعاهدة مسجلة بالكتابة »الهيروغليفية» علي جدران معبد »الكرنك» بالبر الشرقي بالأقصر، ومعبد »الرامسيوم» بالبر الغربي بالأقصر، كما تم تسجيلها علي لوح باللغة »الحيثية»، ويتم عرضها بمتحف الآثار في »إسطنبول»، وتوجد نُسخة طبق الأصل منها في مقر الأممالمتحدة باعتبارها أول معاهدة سلام مكتوبة وموثقة في التاريخ. وتلفت الآثرية ناجية نجيب إلي أن الملك »رمسيس الثاني» كان قد خاض حروباً قاسية ضد »الحيثيين»، بعد أن فرضوا نفوذهم علي حلفاء الدولة »الفرعونية» في آسيا، وقاد في العام الخامس من حُكمه حملة عسكرية وصلت إلي »قادش» في شمال تركيا، وبالرغم من أن جيش »رمسيس»، شهد خسائر كبيرة في صفوفه إثر خدعة تعرض لها من جواسيس »الحيثيين»، إلا أنه استطاع أن يَحسم المعركة لصالحه ما دفع جنود »الحيثيين»، إلي ترك عرباتهم الحربية، والسباحة في نهر »العاصي» خوفاً من جيش الفراعنة. وتوضح أن بنود تلك المُعاهدة سجلت التأكيد علي أهمية إقامة علاقات جيدة بين الدولتين، والسعي إلي إحلال سلام أساسه احترام سيادة أراضي الدولتين، والتعهد بعدم تحضير الجيوش لمهاجمة الطرف الآخر، وإقامة تحالف وقوة دفاعية مشتركة، واحترام الرُسل والمبعوثين بين الدولتين لأهمية دورهم في تفعيل السياسة الخارجية، واللجوء إلي لعنة الآلهة كضمانة لهذه المعاهدة ومعاقبة الناكث بها»، وتشير إلي أنه بحسب كتابات »رمسيس الثاني، فكان ملك» الحيثيين »هو الذي طلب الصُلح مع الفراعنة كما هو موجود في نقوش صروح» معبد الأقصر وأبو سمبل،، التي سردت البطولات التي حققها الجيش الفرعوني ضد »الحيثيين»، وتوضح الجداريات أن الملك »رمسيس الثاني»، قبل بمعاهدة السلام ب»رأس مرفوعة»، جعلت منه »أول بطل للحرب والسلام» في تاريخ البشرية. يذكر أن الحيثيين شعب »هندو أوروبي»، سكن في آسيا الصغري، وشمال بلاد الشام منذ ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد، وشملت مملكتهم الأناضول، وجزءا كبيرا من شمال غرب شمال غرب الهلال الخصيب، في العهد الحيثي التي تعرف باسم »ختي».