ليس مجرد سفير لدولته في مصر ولكنه عاشق لتراب هذا البلد واهله وشعبه العطوف وهو مهندس العلاقات المصرية الاثيوبية من الجانب الاثيوبي خلال فترة ما بعد الثورة ، ولايدخر جهدا في تقديم يد المساعدة الي كل من يرغب في فتح مجالات تعاون جديدة بين البلدين ، انه السفير محمود درير غيدي سفير اثيوبيا بالقاهرة الذي اختص الاخبار بحوار لاينقصه الصراحة عن مستقبل العلاقات الاثيوبية المصرية في الفترة القادمة ورؤيته عن الزيارات التي قامت بها الدبلوماسية الشعبية ومن بعدها الدبلوماسية الرسمية وكان لنا معه هذا الحوار. ماهي اهم نتائج الزيارتين اللتين قام بهما وفد الدبلوماسية الشعبية المصري ومن بعده الوفد الرسمي برئاسة الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء؟ يجب ان يتم التنويه الي ان زيارة وفد الدبلوماسية الشعبية المصري مهدت الطريق لزيارة الدكتور عصام شرف حيث ضم الوفد عددا كبيرا من اصحاب الثقل السياسي ومرشحي الرئاسة ورؤساء الاحزاب والذين جاءوا بنية حسنة وطيبة لاعادة العلاقات بين مصر واثيوبيا الي طبيعتها وكانت هذه النية الطيبة هي الاساس لنجاح الزيارات واعادة التفهم بين مصر واثيوبيا وهو مادفع رئيس الوزراء الاثيوبي الي التجاوب والايجابية مع الوفد والاستجابة الي مطالبهم بتأجيل التصديق علي الاتفاقية الاطارية الشاملة لدول حوض النيل والسماح بتداول المعلومات بين مصر واثيوبيا والسودان حول سد الالفية الاثيوبي .. كما ان اثيوبيا علي يقين تام بأن السد لن يضر بمصلحة مصر وامنها المائي بل سيعود بالنفع علي مصر من خلال مواجهة تبخر المياه والذي يؤدي الي اهدار جزء كبير من المياه حيث ان المناخ الاثيوبي لايسمح بذلك كما انه سيمنع تراكم الطمي عند السدود وكذلك المساهمة في مشروعات الري ونتمني ان يكون السد فاتحة خير لمشروعات تنموية بين مصر والسودان واثيوبيا. هل سيتم ترجمة الزيارات المصرية الي اثيوبيا الي مشروعات تنموية وآفاق تعاون بين البلدين؟ الزيارات تم تفعيلها وترجمتها الي واقع من خلال اللجنة الوزارية المصرية الاثيوبية والتي ستعقد عددا من الاجتماعات في القاهرة واديس ابابا للنظر في تنفيذ عدد من المشروعات التنموية بين البلدين وهذا نتج من المصداقية التي اتسمت بها الزيارات المصرية الي اثيوبيا. ما هي اكثر المجالات التي يمكن ان تقام من خلالها مشروعات مشتركة بين مصر واثيوبيا؟ العلاقة بين مصر واثيوبيا ليست من خلال مياه النيل فقط ولكن هناك العديد من الجوانب المهمة في مجالات التجارة والاستثمار والتي يجب تفعيلها بين الجانبين لتحقيق الاستفادة المشتركة ومن اهمها ان اثيوبيا تمتلك ثروة حيوانية هائلة علي المستوي الافريقي والشرق الاوسط تتميز بمواصفات وجودة عالية تتماشي مع السوق المصري والتي من الاولي لمصر ان تستفيد بها بدلا من الذهاب الي دول امريكا اللاتينية بالاضافة الي المشروعات الزراعية والتي استفادت منها المملكة العربية السعودية وحققت نجاحات ومكاسب كبيرة للمستثمرين السعوديين وكذلك مشروعات تصنيع الادوية والكيماويات والغزل والنسيج والتي استغلتها الامارات وتركيا والصين والهند بشكل كبير. ما هو حجم الاستثمارات المصرية في اثيوبيا؟ الاستثمارات المصرية في اثيوبيا لا تتجاوز 2٪ من حجم الواردات والصادرات الاثيوبية وهو ما لا يليق بمصر كدولة افريقية شقيقة تتمني اثيوبيا ان تكون في صدارة الدول المستفيدة من الاستثمارات فيها وان السماء لا تتسع لافاق التنمية بين مصر واثيوبيا طالما توافرت المصداقية وحسن النية فمصر مهمة لدي اثيوبيا في ان تكون في المرتبة الاولي للدول المستثمرة في اثيوبيا والتي تحتلها الان الصين والهند باستثمارات ضخمة. ما مدي تفهم الحكومة الاثيوبية لمرحلة العلاقات الجديدة بين مصر واثيوبيا؟ انا من المتفائلين الذين يقولون ان العلاقة عادت الي مجراها الطبيعي وتجاوزت فترة الغيوم وفتحت صفحة جديدة للعلاقات تعتمد علي حسن النية ونبذ الخلافات واعلاء المصلحة العامة والخروج من المتاهات الي مشروعات التكامل والتعاون الاقتصادي الذي يعود بالنفع العام وباختصار (مصر واثيوبيا ايد واحدة). ما حقيقة التصريحات الحادة لرئيس الوزراء الاثيوبي التي تتناقلها وسائل الاعلام في موقف اثيوبيا تجاه مصر رغم الحفاوة البالغة التي استقبل بها المصريين؟ اعتقد ان علي الاعلام المصري الرسمي والاثيوبي ان يفتحا مجالات للتعاون بينهما في ظل المرحلة الجديدة بين البلدين التي تتيح توافر المعلومات حول المصالح المشتركة وان يعملا معا علي اعلاء مفاهيم الصداقة والاخوة بعيدا عن الاثارة والعودة الي مرحلة الشكوك والخلافات التي فرضها النظام السابق في المواقف المشتركة بين البلدين ويجب ان يعملا معا علي تجاوز مرحلة الشكوك والتاكيد علي انه لا مصلحة لاثيوبيا في الحاق الضرر بمصر واعتقد ان ما سيجمع مصر واثيوبيا في الفترة المقبلة اكبر مما سيفرقهما واشكر جريدة الاخبار والتي احرص علي متابعتها بشكل دائم علي تناولها المحترم والصادق لكافة الموضوعات وخاصة التي تخص علاقة مصر و اثيوبيا واهتمامها الشديد بإبراز تفاصيل زيارة الدبلوماسية الشعبية الي اثيوبيا وحرصها علي التناول الموضعي لكل ما دار في الزيارة دون تزييف او اهدار للحقوق او تلوين للحقائق. هل ستكون هناك زيارة لرئيس الوزراء الاثيوبي الي مصر خلال الفترة القادمة؟ رئيس الوزراء الاثيوبي قرر تلبية دعوة الدكتور عصام شرف له لزيارة مصر خلال الفترة القادمة ولكن لم يتم تحديد موعد للزيارة وحتي يتم ذلك كلف زيناوي اللجنة الوزارية المشتركة لبحث مجالات التعاون بين البلدين. ما هو تقييمك للثورة المصرية وما وصلت اليه من نتائج تتعلق بمصر واثيوبيا؟ الثورة المصرية ثورة محبة وانسانية استهدفت تجاوز الظلم وكشف الفساد وعظمتها جاءت لأنها ثورة قلوب ولم يكن لها قائد او محرك رئيسي ولكن انطلقت من دافع حب مصر والرغبة في النهوض بها واخراجها من مرحلة مظلمة سادت فيها المصالح الشخصية علي المصلحة العامة وميدان التحرير اصبح قبلة لكل ثوار العالم واصبح الساحة الاشهر علي مستوي الدول لاحتضانه ثورة سيتحدث عنها العالم لاعوام قادمة وعودت العلاقات المصرية الاثيوبية الي مجراها الطبيعي من اهم نتائج الثورة التي افرزت وفدا للدبلوماسية الشعبية مهد الطريق للدبلوماسية الشعبية لاصلاح ما افسده النظام السابق الذي لا نريد العودة الي صفحته المنطوية ولكن ننظر الي مستقبل مشرق من العلاقات الطيبة واني اتحدث بتسع لغات مختلفة ولا اجد تعبيرا ينطبق علي الشعب المصري غير انه شعب طيب وعطوف ومسالم.