رئيس المجلس الفيدرالي: سد الألفية أساس التنمية المشتركة بين مصر وأثيوبيا السفير المصري: المجال لايزال مفتوحا لإعادة الثقة بين الشعبين التقي امس وفد الدبلوماسية الشعبية المصري برئيس البرلمان الاثيوبي ابدولا جمادا ونائبته شتايي منالي وتسفاي نابا احد اعضاء البرلمان الاثيوبي ضمن الجولة التي يقوم بها الوفد حاليا في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا لبحث اعادة العلاقات بين البلدين كما التقي الوفد بالسيد كاسا تكليبران رئيس مجلس الفيدراليات الاثيوبي. واكد محمود درير سفير اثيوبيا في مصر ان رئيسي البرلمان والمجلس الفيدرالي الغاء كافة ارتباطاتهما فور علمهما بزيارة الوفد المصري وابديا ترحيبهما الشديد واملهما في ان تكون الزيارة خطوة علي طريق اعادة العلاقات بين مصر واثيوبيا. وشدد درير علي الدور الريادي بين مصر واثيوبيا في القارة الافريقية بفضل الجهود التي قام بها في الماضي الزعيم الراحل جمال عبد الناصر والتي سيكون لها اثر كبير في اعادة العلاقات بين البلدين ومن جانبه اكد ابدولا جمادا رئيس البرلمان الاثيوبي علي ترحيبه الشديد بزيارة الوفد المصري مشيرا الي ان اثيوبيا لم تشهد من قبل علي مر تاريخها مع مصر وفدا بهذا الحجم والتنوع وهو ما يؤكد علي جدية الطرفين في اعادة العلاقات بين البلدين وقدم رئيس البرلمان تحياته وتهانيه الي الشعب المصري علي ثورته الكبري والتي قضت علي فترة صعبة وطويلة من حكم النظام السابق في مصر والتي وقفت دون تطور العلاقات بين مصر واثيوبيا وافريقيا بشكل عام والتي اساءت الي الجوار والتاريخ العريق بين الدول الافريقية كما قدم تحياته الي شباب مصر علي ما قدموه الي مصر بفضل ثورتهم العظيمة واكد انهم مستقبل العلاقات الناجحة بين مصر ودول افريقيا وفيما يتعلق ببعض المشروعات الاثيوبية والتي لها تأثير مباشر علي مصر ودول الجوار اكد ان اثيوبيا عندما اعتزمت بناء سد الالفية لم تقصد الحاق الضرر بمصر قدر ما ارادت تحقيق مصلحة عامة لدول حوض النيل مشيرا الي ان اقامة السد سيفيد كلا من مصر والسودان لان هناك فيضانات تؤدي الي نزوح الالاف من السودانيين بالاضافة الي مشكلة تراكم الطمي وان اثيوبيا تعرف جيدا احتياج مصر لنهر النيل ولا يمكن المساس بتلك المسألة وقال ان الفترة القادة سوف تشهد علاقات جديدة ومتميزة بين البلدين والتي تتطلب عدم الحاق الضرر بإحداهما من جانب الاخري مشيرا ان اثيوبيا تتفهم جيدا ان مصر بعد الثورة علي استعداد لفتح صفحة جديدة من العلاقات والصداقة والشراكة بين البلدين. واكد رئيس مجلس الفيدراليات ان وفد الدبلوماسية المصري الذي تكن له اثيوبيا كل الاحترام سيعزز العلاقة بين البلدين ويفتح صفحة جديدة من العلاقات مشيرا الي ان ارتباط مصر باثيوبيا من خلال نهر النيل هو رباط قوي ورباني من صنع الله ولم تتدخل اي قوي بشرية في صنع هذا الرباط الذي جمع مصر بأثيوبيا منذ ملايين السنين قبل ان تقوم الملكة حتشبسوت بزيارة الحبشة ومن خلال اساقفة الكنيسة الارثوذكسية الاثيوبية الذين كانوا يأتون من الاسكندرية. واضاف ان نهر النيل كان يجب ان يكون اساس التعاون بين البلدين وسمة العلاقة الاساسية الا ان الشكوك المتبادلة بين البلدين حالت دون ذلك بالاضافة الي نشاط المنظمات الارهابية والذي ادي الي توتر العلاقات التي يامل ان تكون جهود الوفد الدبلوماسي بادرة امل لإعادة الحياة للعلاقة بين البلدين وشدد علي ان اثيوبيا لا توجد نية لديها لإلحاق الضرر بمصر او السودان من خلال اقامة سد الالفية وانها علي يقين تام بأن السد سوف يعود بالنفع علي الجميع من خلال توليد الكهرباء التي ستنتشل اثيوبيا من حالة الفقر الذي تعيشه كما ستعمل علي الحفاظ علي البيئة من خلال خفض الانبعثات الكربونية الضارة بالصحة كما سيعمل علي تنظيم تدفق المياه لمصر و السودان وحل مشكلة الطمي المتراكم مشيرا الي ان سد اللفية سيكون اساس للتنمية بين مصر والسودان واثيوبيا. وقام الاعضاء بتعريف انفسهم خلال الاجتماع الذي استغرق اكثر من ساعة لممثلي البرلمان الاثيوبي وعبروا عن رغبتهم في اعادة العلاقات بين مصر واثيوبيا بعد فترة طويلة من الانقطاع والتوتر واشاروا الي ان مصر تغيرت كثيرا بعد ثورة 25 يناير التي قام بها الشعب المصري وعلي رأسه الشباب وانها ثورة شعبية بكل المقاييس ولم ولن يكون لها زعيما لانها ثورة قلوب وقد حماها الله سبحانه وتعالي وان الوقت الحالي يتطلب ان يكون العلماء في مقدمة صفوف العلاقة المصرية حتي يمكن الوقوف علي المعلومات المهمة والاساسية في المشروعات المتعلقة بالمصالح المشتركة بين البلدين وان الزيارة تهدف الي اعادة تأسيس العلاقة بين مصر واثيوبيا علي اساس الاحترام المتبادل والمنفعة العامة للبلدين من خلال الاستفادة من العلاقات التاريخية بين البلدين وفي نهاية اللقاء قام مصطفي الجندي منسق الرحلة وعضو الوفد الدبلوماسي بإهداء المسئولين الاثيوبيين درعا تذكارية تعبيرا عن تقدير الوفد المصري للحفاوة اللبالغة التي استقبلبت بها اثيوبيا المصريين كما قام الجانب الاثيوبي بإهداء الوفد لوحة تذكارية للتعبير عن سعادتهم بالزيارة. من جهة اخري اقامت السفارة المصرية في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا امس حفل عشاء تكريما لوفد الدبلوماسية الشعبية المصري الذي يزور اثيوبيا حاليا حيث كان علي رأس مستقبلي الوفد طارق غنيم سفير مصر في اثيوبيا ومحمود درير سفير اثيوبيا بالقاهرة وجميع العاملين بالسفارة. وخلال اللقاء اكد طارق غنيم انه يتوقع نجاح الزيارة التي يقوم بها الوفد المصري وذلك لانها تفتح مجالا جديدا للتواصل الشعبي والدبلوماسي بين البلدين واوضح انه من المهم وجود استثمارات مصرية في اثيوبيا وان كانت موجودة الان بشكل متواضع وان مصر لابد ان يكون لها دور كبير خاصة في تواجد ادوار قوية لدول متواجدة بقوة في اثيوبيا مثل تركيا والسعودية والهند والصين فمن الطبيعي هو وجود مصر وان المجال مازال مفتوحا لإعادة الثقة بين الشعبين من خلال التعاملات الاقتصادية والدبلوماسية واضاف ان مصر واثيوبيا قادرة علي اعادة التواصل بين الشعبين علي المستوي الشعبي والدبلوماسي مؤكدا علي الدورالمشترك للبلدين بإعتبارهما من دول حوض النيل واكد علي ان مصر بعد الثورة اصبحت ذات فكر وتوجه جديدين ويتحتم عليها اعادة العلاقات الافريقية. ومن جانبه اكد محمود درير سفير اثيوبيا في القاهرة انه لدي اثيوبيا الحكمة التي تمكنها من تجاوز الصفحة القديمة للعلاقة الوعرة وطيها وفتح صفحة جديدة من التعاون واعادة العلاقات الي طبيعتها بروح تبعث التفاؤل والسرور بعودة مصر الي تجديد علاقتها الافريقية القائمة علي الاحترام المتبادل بين البلدين واكد ان اثيوبيا ليس لديها نوايا للإضرار بمصر او اي دولة من دول حوض النيل في اي مجال وخاصة ما يخص مسألة السدود ودعا الي ضرورة وضع تحركات الوفد الشعبي في الاعتبار والعمل علي اعادة الحياة الي العلاقات بين مصر واثيوبيا بشكل خاص والقارة السمراء بشكل عام ، كما اثني علي ماقام به الشباب من ثورة ادت الي ان ينحني العالم تحية لمصر واشار الي الدور التاريخي لمصر من خلال منظمة الوحدة الافريقية التي تزعم قيامها الرئيس والزعيم الراحل جمال عبد الناصر اكد مصطفي الجندي منسق الرحلة و عضو الوفد الشعبي ان الكوكبة التي يتكون منها الوفد الشعبي اتفقت فيما بينها علي انهم اهل ثقة و اصحاب رسالة واحدة نابعة من احساسهم الوطني بواجبهم تجاه مصر مشيرا الي ان مصر دائما هي الدولة الام والمعلم الاول التي يجب ان يتبعها الجميع وهو ما اتفق معه السفير الاثيوبي وهو ما ادت اليه ثورة 25 يناير الشعبية التي لم يتزعمها احد لانها ثورة قلوب واعتبرها الجندي ثورة ربانية مباركة قضت علي الفساد والاستبداد وعدم وجود عدالة اجتماعية في توزيع اي مستحقات شعبية وهو المنهج الذي تتبعه البعثة الدبلوماسية الشعبية التي لم تأتي لمجر ان تتحدث او تتفاوض علي المياه والسدود فحسب ولكن من اجل وضع دستور دبلوماسي شعبي قائم علي الاحترام والمنفعة المتبادلة بين البلدين مشيرا الي انه ان الاوان لان نتقدم الي الجهات الاجنبية المساعدة والمانحة بمشروع واحد يتم تنفيذه في اكثر من دولة وهي خطوة ومسئولية كبيرة ولكنها دعوة الي التجميع والتوحيد عدم الفرقة بين دول القارة السمراء مشيرا الي ان هناك طرف ثالث في علاقة مصر بافريقيا يسعي دائما الي افساد العلاقة ، وشدد علي ان اي مواطن من اسكندرية الي جنجا وتانا من حقه في حصة عادلة من الماء وتوليد كهرباء وتنمية بلاده صناعيا وزراعيا واننا ننتظر ثورة في العلاقات المصرية الاثيوبية علي غرار ثورة 52يناير. و اشار المهندس عبد الحكيم عبد الناصر نجل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر الي ان مصر بعد الثورة ستعود لأحضان افريقيا بعد فترة غير طبيعية من تاريخ العلاقات المصرية الافريقية استمرت اكثر من 04 عاما وان العلاقات المصرية الاثيوبية لابد ان تقوم علي اساس النفع المتبادل مشيرا الي ضرورة الحصول علي المعلومات الكاملة من الجانب الاثيوبي تجاه المشروعات التي تقيمها اثيوبيا والتي تتعلق بمسائل مصيرية في مصر وعدم اهدار حق اي من الطرفين. ودعا المستشار هشام البسطويسي المرشح المحتمل لإنتخابات رئاسة الجمهورية الي ضرورة العمل علي انشاء كيان رسمي ومؤسسي يجمع كل دول حوض النيل وذلك من اجل وحدة هذه الدول وحتي لا يكون لدولة سلطان علي اخري واو يكون هناك تعدي علي اخري. واشار حمدين صباحي رئيس حزب الكرامة الي ان الامر المهم اعادة تأسيس العلاقة بين مصر واثيوبيا بعد فترة انهيار طويلة وعدم التدخل في تفصيلات قانونية او فنية تتعلق بالشئون الداخلية لاثيوبيا تجاه مشروعاتها القومية لان ذلك سيؤدي الي اتساع الفجوة بين البلدين ولابد من فتح حوار جاد يجمع الطرفين علي اساس المصلحة المتبادلة وعد الحاق الضرر بالاخر. واكد الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد ان مسالة اقامة سد الالفية امر محسوم من الجانب الاثيوبي وخاصة ان اثيوبيا حكومة وشعبا يعتبرون اقامة هذا السد مسالة مصيرية تتعلق بالتنمية الشاملة في اثيوبيا وان مصر لن يكون لديها القدرة علي التفاوض علي تلك المسألة الا من خلال وجود اوراق ضغط اقتصادية تقوي الجانب المصري في تفاوضه من اثيوبيا خاصة وان مصر لا تملك حق التفاوض في شأن داخلي لأثيوبيا في ظل عدم وجود اطار مؤسسي يحدد العلاقة بين البلدين. واكد عدد من شباب الثورة في الوفد الشعبي علي ضرورة ان يكون لمصر تواجد حول جميع الدول الافريقية لان ذلك سيجعلها في فترة من الفترات التي نعيشها الان والتي تواجه فيها مصر تحد صعبا لها الحق بمساعدة جميع الدول المتعاونة معها علي التفاوض في الشئون الداخلية لاحدي الدول خاصة وان تعارض ذلك مع الشأن الداخلي لدولة الخلاف كما اكد الشباب علي ضرورة توفير حرية تداول المعلومات بين دول حوض النيل بالاضافة الي تفعيل دور منظمات المجتمع المدني والحركات النشطة لتعميق العلاقات مع الدول الافريقية علي مستوي الشعوب والاجيال المتعاقبة وعدم ربط ذلك الامر بالحكومات والانظمة الحاكمة.