قبليون مسلحون فى اليمن يأخذون مواقعهم خلال اشتباكات متقطعة تشهدها العاصمة ساد هدوء حذر في منطقة شمال صنعاء امس حيث تتقاتل القوات الموالية لصالح مع حرس وأنصار قبيلة "حاشد" أكبر القبائل اليمنية منذ الإثنين الماضي، وسط أنباء عن قرب وصول الطرفين الي اتفاق هدنة. ونقلت أسوشيتد برس عن "وسيط" أن الطرفين بدأوا امس مناقشات حول شروط الهدنة والتي بموجبها سينسحب أنصار "حاشد" من تسع مقار حكومية علي الأقل كانوا احتلوها خلال المعارك. وأسفرت الاشتباكات الأخيرة عن مقتل 18 من أنصار القبيلة بعدما هاجموا قاعدة لقوات الحرس الجمهوري التي يقودها نجل الرئيس، وقتلوا عددا من الجنود بينهم قائد القاعدة. واثر الهجوم قامت طائرات حربية بقصف المكان كما اشتبكت القوات الأمنية مع القبليين المسلحين، مما أدي لمعارك امتدت لخارج المدينة مع انضمام قبائل أخري الي صفوف أنصار "حاشد". وارتفع بذلك عدد قتلي الاشتباكات الممتدة منذ نحو اسبوع الي 124 قتيلا. وألقي الشيخ "صادق الأحمر" زعيم القبيلة باللوم علي صالح، قائلا "نحن نريد ان نظل سلميين، لكن اذا ما أراد صالح الحرب فنحن مستعدون لمواجهته ومن حوله". ولم يلق صالح كلمة كما اعتاد كل جمعة أمام حشد من انصاره لأسباب أرجعتها مصادر الي "محاذير أمنية". وأشار تقرير لأسوشيتد برس ان العرف القبلي في اليمن قد يقتضي ان يعلن زعماء القبائل حالة تعبئة في صفوفهم بحيث تحل "القبيلة" محل "الدولة" كجهة الولاء الأولي، وهو ما يعتقد مراقبون من انه لو حدث، فسيغادر الجنود والعناصر الأمنية من أبناء كل قبيلة وحداتهم العسكرية ليأتمروا بإرشاد زعمائهم. علي جانب اخر قتل سبعة جنود ومدني في سلسلة هجمات منفصلة شنها مسلحون امس الأول في زنجبار عاصمة محافظة أبين جنوب البلاد ونسبتها قوات الأمن إلي عناصر من تنظيم القاعدة المنتشرين في هذه المنطقة من البلاد. من جانب اخر اعتبر وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي ان الغرب الذي يدعو الرئيس علي عبد الله صالح الي التنحي "ليس علي اطلاع بتعقيدات الوضع في اليمن".