أكد زعيم يمني معارض أن ستة اشخاص علي الأقل قتلوا بالرصاص في اشتباكات بين موالين للحكومة اليمنية ومسلحين من قبيلة حاشد في العاصمة صنعاء أمس. وذكر قادة المعارضة أن القتلي الستة حراس لصادق الأحمر شيخ قبيلة حاشد. وشهدت منطقة الحصبة بالعاصمة صنعاء تطورات عنف متلاحقة أمس بعد هدوء نسبي شهدته المنطقة أمس الأول نتيجة وساطة لوقف المواجهات بين القوات الحكومية وبين عناصر مسلحة موالية لشيخ مشايخ قبائل حاشد أكبر القبائل اليمنية. يأتي ذلك في الوقت الذي يسمع فيه دوي إطلاق الرصاص لأعيرة نارية مختلفة علي فترات متقطعة أمس في المنطقة المحيطة بساحة التغيير أمام جامعة صنعاء, وسط أنباء رسمية عن فرار أغلب المعتصمين من الشباب في هذه المنطقة. وتعلق بعض مصادر المعارضة اليمنية علي أحداث العنف التي تشهدها منطقة الحصبة منذ أمس الأول, فتقول إن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وجد نفسه في مأزق بعد قرار مجلس التعاون الخليجي تعليق المبادرة الخليجية بشأن حل الأزمة اليمنية, وأنه بهذا التصعيد يسعي إلي إخراج ثورة الشباب السلمية عن أسلوبها السلمي وجرها إلي مربع العنف الذي قد يؤدي إلي حرب أهلية.وقد اتهمت هذه المصادر القوات الحكومية بأنها أطلقت النيران علي منزل الشيخ صادق عبد الله الأحمر شيخ مشايخ حاشد أثناء وجود بعض مشايخ القبائل وعدد من المسئولين بالمنزل حيث كانوا يبذلون جهود وساطة من أجل وقف المواجهات بين القوات الحكومية وبين العناصر المسلحة الموالية للشيخ صادق. غير أن المصادر الرسمية تؤكد أنه لم يتم قصف المنزل, وأن القوات الحكومية كانت ترد علي القصف الذي تقوم به العناصر الموالية للأحمر. وفي تداعيات أحداث منطقة الحصبة بصنعاء توافد علي صنعاء أمس الباكر عدد من شيوخ القبائل من المناطق المجاورة للعاصمة خاصة محافظة عمران شمال صنعاء للتعبير عن تضامنها مع الشيخ صادق شيخ مشايخ قبائل حاشد. ويري العديد من المراقبين أن التصعيد الذي تشهده منطقة الحصبة يعكس محاولة الرئيس صالح لإثبات أنه مازال يمسك بزمام الأمور في العاصمة, ولتأكيد ما قاله قبل يومين من أنه مستعد لكل الاحتمالات وفي أي مكان, وأنه إذا كانوا يريدون- في إشارة لتحالف أحزاب اللقاء المشترك المعارض حربا أهلية فإنهم يتحملون مسئولية الدماء التي ستسفك من أبناء الشعب اليمني. ويؤكد هؤلاء أن صنعاء قد تشهد تطورات خطيرة خلال الأيام القليلة المقبلة إذا لم تنجح جهود الوساطة بين السلطة والقوات الحكومية من جهة وبين شيخ مشايخ قبيلة حاشد من جهة أخري. ويشيرون إلي أن هذه التطورات قد تشهدها صنعاء فقط دون المحافظات الأخري نتيجة سيطرة الرئيس صالح علي الحرس الجمهوري والقوات الموالية له في العاصمة دون هذه المحافظات التي تشهد انشقاقات كبيرة في صفوف هذه القوات حسب المراقبين. وعلي الصعيد الميداني تؤكد ثورة الشباب السلمية باليمن أنها ستواصل احتجاجاتها السلمية علي النظام, وتؤكد أنها تنجر إلي مربع العنف الذي يراهن عليه النظام الحاكم باليمن حسب كثير من النشطاء في ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء. وعلي الصعيد الرسمي نفي نائب وزير الإعلام اليمني عبده الجندي في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط أن تكون القوات الحكومية قد قصفت منزل شيخ مشايخ قبيلة حاشد في صنعاء, وأكد أن هذه القوات كانت ترد علي إطلاق النيران من قبل العناصر المسلحة الموالية للشيخ صادق. وأوضح أن العناصر المسلحة كانت تحاول اقتحام عدد من المنشآت الحكومية المجاورة لمنزل الشيخ صادق, ومنها مقر مدرسة الرماح ولا يمكن أن تقف القوات الحكومية موقف المتفرج لأنها مكلفة بحماية كل المنشآت الحكومية, كما أكد الجندي أنه لم يحدث اقتحام للمنزل أو حتي محاولة الاقتحام كما رددت بعض وسائل الإعلام والفضائيات أمس. أادانت بريطانيا أمس رفض صالح المتكرر التوقيع علي اتفاق مع أطياف المعارضة في البلاد لنقل السلطة الذي يرعاه مجلس التعاون الخليجي. وقال الوزير بوزارة الخارجية لشئون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا اليستر برت إن الرئيس صالح يتعرض الآن للانعزال عن زعماء حزبه والمعارضة والذين أبدوا استعدادا لانتقال سلمي للسلطة في البلاد. وأضاف: تعد المبادرة التي تقدم بها مجلس التعاون الخليجي أفضل فرصة لتحقيق حل سلمي للأزمة السياسية في اليمن.