محلات مجهولة الهوية داخل الشوارع الفرعية والأزقة البعيدة عن أعين الرقابة تقوم بعرض الصابون السائل بأرخص الاسعار الذي تنتجه مصانع »بير السلم» غير المرخصة ،وشهدت منتجاتها رواجا كبيرا بين سيدات البيت بسبب سعره المنخفض ورغوته الكثيفة ،وهو مايشجع الكثيرات علي شرائه دون أن تعلم حجم الكارثة التي تدخلها إلي بيتها والخطر القاتل الذي قد يتسلل من يديها إلي خلايا جسمها وجسم كل من يستخدمه. وتعتبر شبرا الخيمة من أبرز المناطق الشعبية التي تنتشر فيها محلات تصنيع الصابون السائل والمنظفات الكيماوية التي تستخدم في تنظيف الأواني بشبرا الخيمة ،ولا تزيد مساحة المحل عن 4أمتار مربعة،وكما كان الحال في أحد تلك المحلات فقد كانت تنبعث منه رائحة الصودا الكاوية النفاذة وغيرها من المطهرات،بينما تستقبلك في المدخل براميل كبيرة زرقاء اللون تنبعث منها روائح عطره كالليمون والخوخ والفراولة وغيرها،ويقوم أحد العمال بتقليب ما بداخلها بعصا خشبية ضخمة،ثم يمسك بشفشق بلاستيكي ويقوم بتعبئة الأكياس البلاستيكية بمحتويات البرميل من الصابون السائل أصفر اللون أو المطهرات التي تستخدم في عملية التنظيف. وكما يقول لنا محمد فتحي 22سنة ،وهو عامل في المحل فسعر الكيلو الواحد 3 جنيهات ،وكما يؤكد لنا فصناعة الصابون سهلة ولا تحتاج لمجهود ،فبمجرد إضافة مادة »التكسابون» التي لا يعرف خطورتها إلي الصودا الكاوية بكميات كبيرة مع مادة »السلفونك» التي تنظف الاواني بشكل أسرع ،يتم اضافة الرائحة المطلوبة علي حسب الرغبة ،وأكثرها طلبا هي الليمون والخوخ ،وتبقي الخطوة الأخيرة في عملية التصنيع وهي إضافة اللون الأحمر أو الأصفر أو الأخضر ليضفي شكلا جذابا عليه بحيث يقترب من شكل العبوات الجاهزة الأصلية،وكما يؤكد فالاقبال عليهم لا يقتصر علي سيدات البيوت ومعهن المطاعم ومحلات غسيل وتنظيف السجاد.. قطعت حديثنا ياسمين فتحي 35سنة صاحبة مطعم وطلبت 3 كيلوات من الصابون السائل لتستخدمها في تنظيف الأواني والأطباق في مطعم زوجها ،باعتبارها التي تتولي يوميا مسئولية غسل كميات هائلة من الأطباق وسعر الصابون السائل يناسبها ويوفر الكثير للمطعم ،ولكنها كما تقول لنا قضت عاما ونصف العام في التردد علي عيادات الجلدية بعد أن أصابت التشققات والإلتهابات يدها ،وهو الأمر الذي دفعها لإرتداء القفازات أثناء عملية تنظيف الأواني وفق نصيحة الطبيب المعالج لها.. ونادت سيدة أخري البائع وطلبت لتر مطهر بسعر 10جنيهات و 2كيلو صابون سائل ب 6جنيهات ، وسألناها عن جودة الصابون ،فأجابتنا بسمة محمد ربة منزل بأنها تشتري من ذلك المحل نتيجة ارتفاع أسعار المنظفات لدي السوبر ماركت والبقالين حيث يبلغ سعر المطهر 70جنيها وسعر العبوة 3 لترات من سائل منظف الأطباق تبلغ 29جنيها،في حين أن الأسعار هنا أرخص لها ومناسبة لراتب زوجها »غفير العمارة»،وتشير إلي أنها تستخدم ذلك الصابون لتنظيف سجاد سكان العقار والحي لذا تلجأ لهذه النوعية من المنظفات، وتشكو بسمة هي الأخري من اصابتها بإلتهاب شديد وتشققات في يديها لدرجة جعلتها تبكي من الألم،وذهبت للعديد من أطباء الجلدية الذين نصحوها بعدم استخدام تلك المنظفات،، لكنها مضطرة إلي شرائها . وبدورها تحذر د. دعاء محمد المتخصصة في الأمراض الجلدية بمستشفي الحوض المرصود من إستخدام الصابون المغشوش لأنه يتسبب في الالتهابات الجلدية الشديدة، وتبدأ في صورة أكزيما والتهابات ،وقد تنتهي بالاصابة بسرطان الجلد علي المدي البعيد،وتلفت إلي خطورة الصودا الكاوية ومادة التكسابون التي تتسبب في تهييج البشرة وضعف الجهاز المناعي في الجسم. • سارة أحمد ورضوي حسني