في غمضة عين انتشرت مُركبات كيميائية مجهولة المصدر وأدوية فاسدة يعاد تعبئتها بمصانع بير السلم ومستحضرات تجميل مسرطنة ومبيدات قاتلة للإنسان قبل الحشرات ومنظفات حارقة وعلاجات للسمنة والنحافة تسبب العمي. الغريب أن تلك المنتجات لاقت إقبالاً شديداً من البسطاء لرخص أسعارها وطريقة عرضها وآلية توزيعها ولم تكلف وزارة الصحة خاطرها بالبحث عن مصدر تلك الأدوية والكيماويات واكتفت بالتقارير التي لا تسمن ولا تغني من جوع. منظفات حارقة تقول مريم محمد قمت بشراء مجموعة من المنظفات الصناعية من أحد المحلات بشارع مستشفي الصدر بالعمرانية عبارة عن ثلاثة أكياس بلاستيكية وضع بداخلها كيلو من مادة تنعم الملابس وكيلو ديتول مطهر وكيلو كلوركس ألوان وفواحة معطرة وذلك بثلاثة جنيهات وعندما قمت باستعمالها شممت رائحة ماء النار والصودا الكاوية ذات الرائحة النفاذة وشعرت بالاختناق والتهاب بالعينين ولم أستطع تحملها لذلك قمت بالتخلص منها علي الفور. تلتقط طرف الحديث مني عبدالملاك "موظفة": إن هذه المحلات تلقي إقبالاً كبيراً من ربات المنازل وأصحاب الدخل البسيط بسبب رخص ثمنها مقارنة بالمنتجات الأصلية المصنعة بشركات مرخصة ومعروفة فعلي سبيل المثال كيلو منظف الأطباق الأصلي المضمون يباع ب 10 جنيهات بينما مجهول الصنع يباع بجنيه واحد فقط وهذا السعر يغري الكثيرات من السيدات في ظل الظروف المعيشية الصعبة. تقول أم أشرف علي "ربة منزل": كنت أقوم بشراء عجينة للقضاء علي الصراصير من الصيدليات بسعر 8 جنيهات كانت تقضي تماماً علي جميع حشرات المنزل ولكن نصحتني إحدي الجارات بشرائها من محل منظفات بسعر أرخص من الصيدلية بعد توزيعها بأركان البيت جفت العجينة وتضاعفت الحشرات وزاد عددها فأدركت أنها مغشوشة. كريم لتسقيط الشعر بينما هند السيد طالبة ثانوي قامت بشراء عبوة كرياتين لفرد الشعر وكريم لتفتيح الجسم بسعر 20 جنيهاً ولكنها بعد استعماله فوجئت أنه عبارة عن مادة دهنية أشبه بالسمن الصناعي مضاف إليها مادة كاوية "البوتاس" لفرد الشعر وبعد وضعه علي شعري من أول مرة فوجئت بالتهاب حاد بفروة الرأس وسقوط الشعر بغزارة ومازالت حتي الآن أعالج من آثاره أما كريم التفتيح فرائحته تشبه رائحة زيت عباد الشمس ولم ينجح في تفتيح الجلد كما يروِّج هؤلاء النصابون. وتوكد أم هاني رجب أن غياب الرقابة علي الأسواق جعل أصحاب مصانع بير السلم يتجرأون ويعرضون منتجاتهم بمحلات كبري بشوارع رئيسية مما أدي لانتشارها بكثافة في العديد من الأحياء الشعبية مستغلين سكان هذه المناطق وبساطتهم وعدم قدرتهم علي التمييز بين الجيد والرديء ولهفتهم علي شراء مستحضرات تجميل وأدوية تخسيس أسوة بالمعلن عنها في الفضائيات ولكن بسعر أرخص. طفح جلدي تقول سهير محمود ربة منزل أصبت بخشونة الركبتين وذهبت لطبيب العظام ولكنني مازلت أعاني من ألم حاد فقمت بشراء عبوة من إحدي المحلات التي تقوم ببيع مستحضرات التجميل بسعر 22 جنيهاً وكان مدوناً علي العبوة انها تستطيع القضاء علي آلام خشونة الركبتين في ثلاثة أيام فقط ولكن بعد وضع المستحضر حدث إحمرار بالجلد والتهاب وتدهورت حالتي الصحية. وتروي سوزان سيد مدرسة إعدادي مأساتها مع المستحضرات المضروبة قائلة: حاولت عدة مرات المتابعة مع الأطباء واتباع نظام غذائي لإنقاص الوزن دون جدوي وكنت لا أطيق تعليمات الأطباء أكثر من شهر وقمت بشراء الكثير من الأدوية التي تعمل علي إذابة الدهون بأسعار مرتفعة جداً سواء المعلن عنها بالقنوات الفضائية ووصفات العطارين وأخيراً قمت بتجربة مستحضر لتخسيس الكرش يباع بإحدي محلات المنظفات الصناعية وأقنعني صاحب المحل أنه ينقص ما بين 5 إلي 8 كيلو من وزني شهرياً وأن الكثيرين قاموا باستعماله وجاء بنتائج مذهلة ويباع ب 24 جنيهاً فقط ولكن بعد تناوله لعدة أيام زادت شهيتي لتناول الطعام لأنن بعد تناوله أشعر بدوار وهبوط حاد مما جعلني أقبل علي تناول السكريات بكميات كبيرة. أضرار صحية الدكتور مدحت فؤاد استشاري الأمراض الجلدية يري أن المئات من المستحضرات مجهولة المصدر توزع حالياً بالأسواق منها منظفات صناعية ومستحضرات تجميل وأدوية مغشوشة والتي يتم تسويقها من خلال الإعلانات الفضائية وعرضها بالمحلات التجارية وعلي الأرصفة بالرغم من كونها مستحضرات مجهولة المصدر من مركبات وهمية غير فعالة تحدث أضراراً بالغة علي البشرة والشعر بداية من الالتهابات وتشققات بالجلد وسقوط الشعر قد تصل إلي السرطان فهي لم تخضع للرقابة من وزارة الصحة وما تتركه من آثار مدمرة يحتاج لفترات علاج طويلة حيث إن المركبات الكيميائية للمستحضر الأصلي سعرها يفوق ما تباع به هذه المنتجات وعلي سبيل المثال يتم بيع لوشن الحماية من الشمس ب 10 جنيهات في حين أن التركيبة الفعلية للمستحضر الأصلي عشرة أضعاف هذا السعر مما يعد نصباً واحتيال علي المواطنين لتحقيق عائد مرتفع لذلك أناشد المواطنين بشراء المنتجات المضمونة التي تباع بالصيدليات والمدون عليها ترخيص وزارة الصحة حفاظاً علي سلامتهم.