مات زوجها فقررت ألا تتوقف الحياة.. لم يعد لها مصدر رزق تنفق منه علي ابنتها، قررت ان تخوض غمار العمل بنفسها دون تردد.. تستيقظ كل صباح مبكرا لتبدأ الأعمال الشاقة بالذهاب إلي تاجر الثلج وتشتري منه عشرات الألواح ثم تحملها فوق كتفيها لتتقدم نحو حامل الثلج لترص فوقه الألواح وتذهب بها لمحلات العصائر والمقاهي.. تغرقها المياه وتبلل ملابسها فلا تهتم.. يقع أحد الألواح فوق قدميها فيصيبها بكسور فلا تعبأ.. المهم أن تصل الطلبية لأصحابها.. عرفت الابتسامة لأول مرة حينما التحقت ابنتها الكبري بالجامعة من الجنيهات القليلة التي تتكسبها الأم.. لكنها ابتسامة لم تكتمل لأن ابنتها الثانية في الشهادة الثانوية العامة، ومع ذلك تواصل الست أم هالة ليلها بنهارها وهي تحمل ألواح ثلج يتجاوز وزنها 60 كيلوجراما.. كل شيء يهون من أجل عيون بناتها.. تقول لنا: لم يبق لي من الحياة سوي أن أعيش حتي تدخل ابنتي الثانية الجامعة وأراهما معا في عش الزوجية. حقا.. إنها امرأة بقوة مائة رجل!