أشاد الخبراء العسكريون بحرص القيادة السياسية علي تحديث الجيش وتطوير قدراته العسكرية وفق أحدث المعايير العالمية، والذي تجسد في امتلاك مصر لأحدث الغواصات بالعالم وهي الغواصة الألمانية »42/209»، والتي تمثل إضافة نوعية كبيرة لقدرات البحرية المصرية. وأكد الخبراء أن تحديث قدرات القوات المسلحة، والحرص علي امتلاك أحدث الأسلحة يحقق نوعا من التوازن بالمنطقة، كما يعكس الرؤية الثاقبة بضرورة حماية الأمن القومي المصري، في ظل التحديات العديدة التي تشهدها المنطقة.واكد اللواء بحري اركان حرب محمد يوسف رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للنقل البحري والبري ان سلاح الغواصات يعد أحد أهم الأسلحة والقطع الهجومية في معظم الجيوش نظرا للمهام القتالية التي تستطيع تنفيذها دون أن يتم اكتشافها بسهولة ولقدراتها الكبيرة علي الاختفاء دون أن تلتقطها شاشات الردار كما يمكنها أن تظل لفترات طويلة تحت الماء تصل لعدة شهور في الغواصات النووية دون الحاجة للتزود بالوقود بالاضافة إلي قدراتها علي المناورة والاقتراب من أهداف العدو وتدميرها وتحطيم القطع البحرية بشكل مؤثر دون رصدها وأشار يوسف إلي أن وجهة النظر الاستراتيجية البحرية تؤكد أن الدول التي لديها بحريات قوية تضع الغواصات علي قمة أولويات الأسلحة المستخدمة لمواجهة التهديد، وتعمل لها ألف حساب وأوضح أن أهمية سلاح الغواصات تعود إلي استخدامها للابحار المستتر تحت سطح البحر، وهذه القدرات ليست متوفرة لأي نوعية أخري من الوحدات البحرية كما يمكن للغواصة الوصول إلي الموقع المناسب لمهاجمة العدو دون أن تكتشف في معظم الأحيان وتحمل أسلحة متعددة وقدرة علي إطلاق الصواريخ بعيدة المدي والطوربيدات وزرع الالغام البحرية. ويري القبطان بحري وسام حافظ الخبير العسكري واحد أبطال المجموعة 39 قتال خلال حربي الاستنزاف وأكتوبر ان سلاح الغواصات يعتبر من أهم الأسلحة داخل الجيوش ويلعب دورا هاما في حماية الأهداف والحدود البحرية والبرية وأشار إلي أن مصر في حرب أكتوبر 73 فرضت حصارا بحريا علي مضيق باب المندب من خلال المدمرات والغواصات ومنعت دخول النفط الإيراني إلي إسرائيل وعندما رفضت احدي سفن البترول التوقف واكملت طريقها بسرعة نحو احد الموانئ الإسرائيلية قامت غواصة مصرية بتدميرها بواسطة طوربيد لتغرق في المياه خلال لحظات وأشار إلي ان الغواصات تقوم بمهام كبيرة خلال فترات الحصار البحري وتأمين الأهداف المختلفة خاصة مع التطور الكبير الذي لحق بنظم تسليحها لذلك فان الحاجة إليها لا تأتي من باب الرفاهية. وأشار وسام الي أن الرئيس عبدالفتاح السيسي حريص علي إعادة التوازن العسكري لقواتنا المسلحة من خلال التعاقد علي صفقات أسلحة متطورة من الطائرات المقاتلة والفرقاطات وحاملات الطائرات وغيرها من الأسلحة ليضمن وجودا عسكريا مصريا فعالا في المنطقة العربية وأشار إلي أن إسرائيل كانت متفوقة في الغواصات ولديها ذات الطراز الذي حصلت عليه مصر من ألمانيا إلا أن الصفقة المصرية أعادت التوازن اما اللواء بحري عمر عز الدين الخبير في الشئون العسكرية والاستراتيجية يري أن تعاقد مصر علي الغواصات الألمانية وغيرها من الأسلحة المتطورة يعد نقلة نوعية في تطوير تسليح القوات المسلحة وتمنح مصر ثقلا سياسيا وسلاح ردع لحماية امننا القومي من منطلق اننا نمتلك قوة عسكرية قوية وقادرة وأوضح أن طبيعة مصر الجغرافية تجعلها دولة برمائية حيث تبلغ حدودنا البحرية 2376 كم من البحرين المتوسط والاحمر وخليج السويس بالإضافة إلي الموانئ البحرية وهو ما يتطلب يقظة تامة علي مدار 24 ساعة يوميا بجانب تأمين عبور السفن لقناة السويس وحقول البترول والغاز الاستراتيجية.