المهندس عبد الصادق الشوربجى: صحافة قوية فى مواجهة التحديات    بعد عطل شبكة فودافون.. مواطنون: رقم خدمة العملاء مرفوع مؤقتًا من الخدمة- صور    قوات الاحتلال تعتقل 60 فلسطينيا خلال حملة في المنطقة الشرقية (فيديو)    طلب جديد لإيقاف القيد.. محامي حسام حسن يكشف تفاصيل صادمة بشأن أزمة المصري    بدء تشغيل شادر نجع حمادي الجديد في قنا بتكلفة 40 مليون جنيه    أطفال التوحد خارج مقاعد الدراسة..والأصحاء مكدسين فوق بعض بمدارس "المزور"    تحالف الأحزاب المصرية ينعى اللواء رؤوف السيد رئيس حزب الحركة الوطنية    "زيلينسكي" يؤكد أنه سيعرض على الرئيس الأمريكي "خطة النصر الأوكرانية"    ماكرون: على أوروبا إعادة النظر في علاقاتها مع روسيا    نائب رئيس البرلمان الألماني يتنبأ بتفكك الائتلاف الحاكم بسبب خلافات الاقتصاد والهجرة    وفاة اللواء رؤوف السيد رئيس حزب الحركة الوطنية    ملف يلا كورة.. منافس الأهلي.. مدرب المنتخب.. وموعد قرعة دوري الأبطال    "بالتوفيق يا فليبو".. صلاح يوجه رسالة لأحمد فتحي بعد اعتزاله    انتشال جثة عامل غرق بترعة الإبراهيمية في سوهاج    180 ألف راكب دراجات نارية يتجمعون عند ضريح فاطيما لمباركة خوذاتهم في البرتغال (فيديو)    أول تعليق من سامو زين بعد تعرضه لوعكة صحية    عرض «كاسبر» يناقش القضية الفلسطينية في مهرجان الإسكندرية المسرحي الدولي ال14    رئيس غرفة صناعة الدواء: كل الأدوية تحتاج تعديل أسعارها بعد تعويم الجنيه    شعبة الأدوية توضح كيفية الحصول على الدواء الناقص بالأسواق    عاجل.. آخر تطورات إصابة تير شتيجن    برلمانية أوكرانية: خسارة أوكرانيا لمدينة أوجليدار مسألة وقت    «البحوث الزراعية» تكشف أسباب ارتفاع أسعار الطماطم والبطاطس (فيديو)    القبض على شخص قاد سيارته داخل مياه البحر في دهب    ارتفاع درجات الحرارة وأمطار.. الأرصاد تكشف تفاصيل طقس اليوم الإثنين    «بسبب علامة غريبة على وجه ابنته».. زوج يتخلص من زوجته لشكه في سلوكها بمنطقة بدر    اقتحامات واشتباكات وإصابات.. ماذا يحدث في الضفة الغربية؟    بالمدفعية.. حزب الله يستهدف جنود إسرائيليين في موقع جل العلام    رانيا يوسف: فيلم التاروت لم يكن يوما ممنوعا.. وحصل على موافقة الرقابة    رامي صبري يطرح أغنية «أهلي أهلي» تتر «تيتا زوزو» بطولة إسعاد يونس (فيديو)    «مراتي بقت خطيبتي».. أحمد سعد يعلق على عودته ل علياء بسيوني (تفاصيل)    صراع ثلاثي على ضم لاعب الزمالك هذا الصيف (تفاصيل)    جدول مواعيد مباريات اليوم الإثنين والقنوات الناقلة    وفاة والد الإعلامي أحمد عبدون    ملف رياضة مصراوي.. قميص الزمالك الجديد.. مدرب منتخب مصر للشباب.. منافس الأهلي في إنتركونتيننتال    الأزهر يُعلن تكفله بكافة مصروفات الدراسة للطلاب الفلسطينيين بمصر    اليوم.. فصل الكهرباء عن 5 قرى بمدينة نقادة بقنا    مصدر مطلع: مؤتمر صحفي لوزير الصحة من أسوان الاثنين    ماذا سيعلن وزير الصحة من مؤتمره الصحفى بأسوان اليوم؟.. تفاصيل    نائب رئيس جامعة الزقازيق يشهد افتتاح مهرجان حصاد أرز الجفاف"عرابي 3"    ميلان يحسم ديربي الغضب بفوز قاتل على الإنتر    هل يلوث مصنع كيما مياه النيل؟.. محافظ أسوان يجيب    تحذير بشأن حالة الطقس اليوم الإثنين: ظاهرة جوية وصفتها الأرصاد ب «الخطيرة»    محمد عدوية وحمادة الليثي.. نجوم الفن الشعبي يقدمون واجب العزاء في نجل إسماعيل الليثي    أحمد نبيل باكيا: "تعرضت لأزمة وربنا رضاني بصلاة الفجر"    انتداب المعمل الجنائي لفحص آثار حريق منزل بالجيزة    رسميا بعد الارتفاع.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 23 سبتمبر 2024    عيار 21 الآن بعد الارتفاع الأخير.. سعر الذهب اليوم الإثنين «بيع وشراء» بالمصنعية (تفاصيل)    وكيل «صحة الشرقية» يجتمع بمديري المستشفيات لمناقشة خطط العمل    حملة 100 يوم صحة تقدم أكثر من 82 مليونا و359 ألف خدمة مجانية في 52 يوما    هل يجوز قضاء الصلوات الفائتة جماعة مع زوجي؟.. سيدة تسأل والإفتاء تجيب    بالصور .. الأنبا مقار يشارك بمؤتمر السلام العالمي في فرنسا    محمود سعد: الصوفية ليست حكراً على "التيجانية" وتعميم العقاب ظلم    بالفيديو.. خالد الجندي يرد على منكرى "حياة النبي فى قبره" بمفأجاة من دار الإفتاء    استبعاد مديري مدرستين بمنطقة بحر البقر في بورسعيد    الجامع الأزهر يتدبر معاني سورة الشرح بلغة الإشارة    النواب يترقب قرارا جمهوريا بالدعوة للانعقاد في الدور الخامس والأخير    "كلامه منافي للشرع".. أول تعليق من على جمعة على تصريحات شيخ الطريقة الخليلية    اللهم آمين | دعاء فك الكرب وسعة الرزق    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الخبير الأمني اللواء رفعت عبد الحميد:مطلوب فورا مجلس قومي للأمن المصري
رجال الشرطة يحتاجون لثقة الشعب وهم لا يقصرون في حماية المجتمع
نشر في الأخبار يوم 09 - 05 - 2011

حتي نشر موضوعي" قراءة في صورة مفبركة" عن الصورة التي طيرتها وكالات الأنباء كدليل علي مقتل بن لادن كنت أظن انني اجتهد في قراءة صورة مستندة الي بعض الخبرة التقنية ، الي ان فاجأني اللواء رفعت عبد الحميد خبير العلوم الجنائية ومسرح الجريمة باتصاله ليؤكد لي أن قراءة الصور الجنائية علم "غويط" له قواعده، وليؤكد صحة ما ذهبت اليه من فبركة صورة بن لادن واستحالة كونها الدليل علي مقتله في الظروف والملابسات التي اعلنتها الولايات المتحدة - علي الأقل - وليضيف الي قراءتي العفوية المزيد من تفاصيل القراءة العلمية الاحترافية لصور نشرت بالصحف للمتهمين بالفساد.
ولم أكن لأفوت الفرصة دون ان استزيد من رأي خبير جنائي في قراءة المشهد الأمني الحالي وكيفية الخروج من حالة الانفلات الأمني واستعادة الأمان للمجتمع المصري . كيف قرأت صورة بن لادن؟
بصمة الأذن في الصورة تختلف عن الحقيقية حيث إن ملامح وجه الانسان تتغير في جميع المراحل العمرية عدا شكل وبصمة الأذن فلا تتغير ولاتتطابق مع البشر منذ الميلاد حتي الوفاة وهنا واضح التغيير في بصمة الأذن بما يؤكد فبركة الصورة.كذلك، ويوجد شد لجلد فروة الرأس من الناحية اليسري جذب معه الحاجب لأعلي وواضح عظمة العين خلف الجلد من أعلي ، يوجد تمشيط الي أعلي بالحاجب الأيمن يختلف عن الصورة الحقيقية ولايتفق مع إزهاق الروح والهبوط الحاد بالدورة الدموية . شعر الرأس في الصورة المفبركة أسود داكن في حين شعر أسامة بن لادن شايب وكذا الذقن والشارب حيث إنه مواليد 1956 شعر الرأس في الصورة المفبركة مبلل بالدماء من الجانب الأيسر ولايوجد آثار لتلك الدماء علي الشارب والذقن ذات اللحية البيضاء فيما يسمي بالتجلط الظاهر.
هل بدت لك الصورة ملائمة لشكل شخص ميت؟
الصورة واضح بها مدي حيوية الوجه وطلاقه الشفاه وحركية الحواجب المرفوعة مما يخالف إزهاق الروح رمياً بالرصاص وانعدام الزرقة في الوجه للهبوط الحاد في الدورة الدموية ولاتوجد ثمة شحوب أو انتفاخ بالوجه . الشفاه السفلية والعلوية بهما حيوية ونشاط والعلوية مرفوعة بمعني أن هناك إرادة وأعصابا وترجمة للمخ لانسان حي وليس ميتاً.
الجثة في الصورة المفتعلة شبه عارية الكتفين وظاهر حمالات الفانلة الداخلية من الناحية اليسري وتوجد كمية هائلة من القطن الطبي النظيف خلف الأذن اليسري وبجوار الرأس ولايعقل تواجدها في مكان الحادث سواء مع الكوماندز أو المجني عليه حيث إن الأمر مأمورية انتحارية للكوماندز وليست مهمة تصويرية طبية وكان بالإمكان التصوير بعد خطف الجثة داخل الهليوكوبتر وقبل القول المزعوم بالتخلص منها في مياه البحر بعيداً عن مسرح الجريمة. كما لاتوجد آثار للمقاومة - كما زعمت الرواية الأمريكية - أو دماء علي الحوائط تشير الي ذلك، فهل قُتل وهو نائم وأين بركة الدماء له ورفاقه؟ فلاتوجد بقع في الأرض تشبه ثمرة الكمثري تحدد الاتجاهات أثناء المقاومة ولابقع دماء علي الأرض مثل شعاع الشمس تحدد ارتفاع المجني عليه فهل تم القتل وهو واقف أم جالس؟ فالبقع الدموية تحدد ذلك.
هل توحي لك الصورة تشريحيا بحدوث الفبركة؟
مؤكد ففي حالة إزهاق الروح بالرصاص الحي علي الرأس من مسافات قصيرة يحدث تهتك وكسر واضح بعظام الجمجمة وانفجار للعين وخروج سوائلها وتصبح منفذاً للدماء السائلة علي الوجه واللحية والأنف والشارب والفم وهذا غير موجود،كما لاتوجد أية آثار لنمش بارودي في منطقة فتحة الدخول علاوة علي سلامة الجمجمة في الجانب الأيسر والأيمن منها وحالة الوجه كاملة بها حيوية لسلامة الدورة الدموية في الجسم.
بالنسبة للاسنان في الصورة المفتعلة واضح بالفك العلوي بأن الأنياب طويلة عن الطبيعية والقواطع العلوية والسفلية تختلف عن المجني عليه ومن الملاحظ أن القواطع السفلية لايوجد فيها ثمة مهارة الفوتوشوب حيث إنها مُتراصة مثل الأسنان الصناعية .
كيف يتم التصوير داخل مسرح الجريمة المغلق وهو الشاهد الأبكم... في مكان خارج الولايات المتحدة وغير آمن وتوجد مقاومة من المجني عليه ومرافقيه والعملية كلها أستغرقت 40 دقيقة وتلك المدة طويلة في مثل تلك الحالات وأين ملابسه التي كان يرتديها قبل الحادث ومتعلقاته الشخصية؟ وأركز علي ميقات إزهاق الروح 40دقيقة فيشير الي فشل العملية ومن المحتمل أنه تم اصطحابه حياً أو مصاباً فقط وتوفي منهم في عملية النقل الي أمريكا وتورطوا في تنفيذ المخطط المتفق عليه سياسياً سلفاً فالصورة شئ وصحة الاغتيال شيء آخر .
الفاصل»ملاية«
التقطت الكاميرات صوراً مثيرة ل »د.فتحي سرور وزكريا عزمي وصفوت الشريف« أثناء دلوفهم الي ادارة الكسب غير المشروع ونزولهم من سيارات الترحيلات لتجديد حبسهم الاحتياطي وهم محتجبون وراء ملاءات بيضاء أو الجاكيت هل لديك قراءة لهذه الصور؟
هذه الصور اثبتت الرغبة في حماية المتهمين أثناء عرضهم لتجديد حبسهم وتمكن المصورون من التقاط تلك الصور باحتراف وبجوارهم سيارات الشرطة الناقلة للمتهمين من محبسهم الي الجهة المناط بها تجديد الحبس .هذه الصور تؤكد حدوث اختراق أمني خطير فبحصر عدد الأفراد المحيطين بالمتهم الواحد من ذويه وأصدقائه كما جاء بالصور المنشورة يزيد بكثير عن أفراد الأمن المكلفين بحراستهم وخاصة المتواجدين علي سلالم المبني لمرافقة المتهم رافعين الملاية أو الجاكت لإخفاء الوجه والقيد الحديدي ولم يمنعهم الحرس الأمني من القيام بالإخفاء وأحدثت الملاية فاصلا في الدائرة الأمنية لشقين أحدهما أمام الملاية والآخر خلفها وكلاهما لايري شيئاً .
وما الخطورة في ذلك؟ اعتبره محاولة لحماية سمعة المتهم فهو بريء حتي تثبت إدانته؟
الخطورة هي ان المنطقة التي تم بها استخدام الملاية أو الجاكت تقع خارج نطاق مكان تجديد الحبس وهي المسافة بين نزول المتهمين من سيارة الترحيلات الي مدخل المبني وهي طريق عام لايتم تفتيشهم ذاتياً ولاتوجد بوابات اليكترونية أو كاميرات مراقبة فيسهل مقاومة رجال الحراسة وحدوث ما لايحمد عقباه سواء باغتيال المتهم أو تهريبه في إحدي السيارات القريبة أو استبداله بآخر .وحال وضع الملاية لن تستطيع المجموعات المناط بها الحراسة السيطرة علي الموقف في حالة الهروب أو الاغتيال العلني ومن الممكن استخدام الأسلحة الآلية بطريقة عشوائية وسقوط ضحايا وقد يقتل الأمن أقرانه كما يقتل الموالون زملاءهم نظراً لحجب الرؤية "والفاصل ملاية" والكل يحمل أسلحة آلية وذخائر.
كأنك تتحدث عن مؤامرة؟ هل هناك تواطؤ مثلا من قوة الأمن او تعاطف ما؟
لا تواطؤ ولا تعاطف لكني اتحدث عما نسميه بالاختراق الأمني نتيجة عدم خبرة قوة الأمن بكيفية تأمين المتهمين ، فالصورة تبين تمكن "المجموعات الموالية" التي ترفع الملاية من التفكير الجيد في أسلوب الإخفاء تماماً مما يشير الي اختراقها الخدمات الأمنية المرافقة للمتهمين وأصبحت تلك المجموعات لصيقة جداً بالهدف ومسيطرة علي المجموعات الأمنية لضيق المكان وبالتأكيد منعت الرؤية المباشرة والاتصال المباشر بين قائد قوة الحراسة ومرءوسيه فلن يستطيع أن يصدر لهم أمراً يحقق به الأمن حتي للمتهمين. فمن الممكن حدوث ما لايحمد عقباه من المتهمين أو عليهم في حالة انتهاء وتجديد الحبس أثناء الخروج من المبني وقبل ركوب سيارة الترحيلات نظراً للإعياء الشديد علي أطقم الحراسة وخاصة أن تلك المأموريات تتواجد مبكراً أمام محبسهم .التواطؤ ممكن حدوثه مع قائد سيارة الترحيلات بمعرفة الموالين للمتهمين لتغيير خط سيره بإحدي الطرق السريعة قبل الوصول الي سجن مزرعة طرة وتمكين هروب أوتنفيذ اغتيال.كذلك صورة نقل المتهمين عهدي فضلي وحبيب العادلي وهما يلبسان القيد في يد واحدة دون الأخري هذا يعتبر في رأيي قصوار امنيا شديدا. فالمنهم طبقا للقانون لابد ان يكون مقيد اليدين ومسئولية رجل الأمن المصاحب هي ضمان توصيل المتهم مؤمناً الي الشرطة او النيابة او المحكمة. هذه الصور مثلا تشي بقصور امني خطير.. ألا يجوز ان يتمكن المتهم من ضرب حارسه بيده الطليقة؟
حديثك عن الاختراق الأمني يوحي بأنه لم يكن من المفترض وضع هذه الحواجز رغم ضعفها؟
فعلا فعملية الإخفاء بالملاية في حد ذاتها مخالفة للقانون ويجرمها حيث إنه لايجوز في الأماكن العامة أو الخاصة وضع سواتر أو أية أدوات تحجب الرؤية عن العامة مهما كان الغرض منها وذلك للصالح العام وخاصة وأن من حق المواطنين العاديين أن يتحركوا بحرية كاملة ورؤية كاملة دون أية عوائق غير قانونية تعوق رؤيتهم أو حركتهم .
تدين زائف
وما رأيك في الصور التي التقطت لتفاصيل حياة المتهمين الكبار داخل سجن طرة من كبار رجال النظام السابق وركز العديد منها علي" صفوت الشريف " إماما للمصلين في سجن طرة ... وإسداء الموعظة للسجناء وآخر لايترك المصحف من يده وهكذا ؟
هذا التصرف مألوف من جميع نزلاء السجون المصرية سواء كانوا في الحبس الاحتياطي أوتنفيذاً لأحكام قضائية فقد اختلفت الأسباب والدوافع والزنزانة واحدة. ما يفعله المتهم صفوت الشريف من " إمامة المصلين بسجن مزرعة طرة " لم يكن أمراً عادياً كان يتبعه قبل التحقيق وقبل الدلوف الي سجن المزرعة إنما له في رأيي هدف خاف لاستفادة لاحقة لإخلاء سبيله أو حال تنفيذه الحكم الصادر ضده إنها مرحلة دفاعية لا يمر بها المحكوم عليهم بأحكام بسيطة قصيرة المدة كأحكام النفقة والمخالفات والقتل الخطأ.
في المراجع الجنائية ستجدين أن هذا التدين المفاجئ ليس في سجن طرة لاند فقط بل هي حالة قديمة ومتبعة في كافة السجون المصرية بنسبة تزيد عن المتوسط العام خارج السجون، ولها هدف يسعي اليه النزلاء في الجنايات والجنح المهمة ولم يقتصر هذا الأمر علي السجون المصرية فقط أو طرة بالتحديد بل امتدت يد الباحثين والعلماء في علم الاجرام والعقاب الي التدين المفاجئ في سجون الولايات المتحدة الأمريكية ففي بعض الدراسات زادت نسبة المتدينين داخل السجون الأمريكية بأكثر من 50٪ علي المتوسط العام للمتدينين بالولايات المتحدة الأمريكية خارج السجون .
وقد انتهي العلماء بأنه لاتوجد نتيجة واضحة محددة عن أثر التدين علي ظاهرة الإجرام والمجرم وأن هناك عوامل أخري تمارس تأثيرها علي المجرم فاعتناق الأديان أو الإمامة ليس دليلاً علي البراءة أو سبباً لتخفيف العقوبة .
ولماذا لا تعتبر أن هول صدمة الحبس كان قاسيا علي هؤلاء المسئولين السابقين ؟ نحن بشر وفي الأزمات نلجأ لله سبحانه وتعالي؟
حين قام المتهم "صفوت الشريف" بإمامة المصلين في سجن طرة، فقد انتهج نفس النهج المحلي والعالمي لنزلاء السجون الأخري وقد انتهت الدراسات والأبحاث الي رأي واحد في ظاهرة " تدين نزلاء السجون " بأن هذا التدين أمر لاحق لقرارات الحبس الاحتياطي ويستمر معهم ويلازمهم في حالة تواجدهم تنفيذاً لأحكام السجن وأن الهدف الرئيسي لهذا الأمر ( التدين المفاجئ) ليس التدين في حد ذاته ولكن بغية الفوز بمميزات معينة ومنح نص عليها قانون الإجراءات الجنائية المصري وهو التمتع " بالافراج الشرطي " لحسن السير والسلوك بعد انقضاء نصف المدة المقررة في العقوبة وهي شهادة رسمية يفتعلها المسجون ويصنعها بنفسه صنعاً ويختلقها اختلاقاً للفوز بهذه المميزات قبل انقضاء مدة العقوبة المقررة .
وبمراجعتنا لكتاب أد.فتوح الشاذلي أستاذ القانون الجنائي بجامعة الأسكندرية عام 2011 ص239 في علم الإجرام والعقاب مُتضمناً أنه من الممكن وجود أسباب لاحقة علي ارتكاب الجريمة هي التي تفسر ممارسة المسجونين للشعائر الدينية داخل السجن علي الرغم من أنهم كانوا أبعد الناس عن الدين قبل دخولهم السجن فاحتمال الحصول علي مزايا من التدين داخل السجن لاسيما الاستفادة من الإفراج الشرطي قد يكون هو العامل الاساسي الذي يدفع الي ممارسة الشعائر وليس الايمان الحقيقي.
وفي رأيي ان التدين المفاجئ لنزلاء سجن طرة عقب التحقيقات الجنائية وقرارات النيابة العامة بالحبس الاحتياطي ليس واقعة فردية شخصية ولكنه ظاهرة ليست محلية الصنع إنما ظاهرة عالمية في جميع سجون العالم ومنها أمريكا.
وأري أن التدين المفتعل قرينة لاستعطاف العدالة للخروج المبكر من السجن أو لإخلاء السبيل في الحبس الاحتياطي بكفالة وليس مؤشراً علي التوبة وإن كان يُشير بالجزم عن صحة الوقائع المؤثمة التي ارتكبها المتهم فهي قرينة ضده وليست في صالحه.
وماذا عن البكاء والانطواء ورفض الطعام؟
البكاء والانطواء ورفض الطعام ومحاسبة النفس وعدم الخروج من الزنزانة والمثول لتعليمات ادارة السجن كلها أمور طبيعية داخلية لكل من يشعر بالخطيئة، وهي إفرازات تلقائية للركن المعنوي للجريمة وهي النية الإجرامية المخزونة في النفس البشرية للمتهمين فهي أمور لايصنعها المتهم صنعاً ولم يخلقها خلقاً ولكنه الإعجاز الإلهي يوضح لنا فيها بأن الضمير أفاق من غيبوبته ويحاسب نفسه .
جرائم مابعد الثورات
نترك علم النفس الجنائي وقراءة الصور الجنائية لنتأمل المشهد الأمني العام فوضي وانفلات أمني وبلطجة وضعف الشرطة. ماتقييمك؟
أولا هذه ظاهرة عالمية معروفة تنتشر بعد الثورات والانقلابات والحروب والتغييرات السياسية الحادة، ونسميها في العلوم الجنائية "جرائم مابعد الثورات. تتميز بانتشار الفوضي وأعمال البلطجة. في هذه المرحلة مابعد الثورات تنشأ نوعية جديدة من الجرائم ويظهر جناة جدد غير البلطجي التقليدي المعروف،ظهور الجناة الجدد يكون مرجعه في الغالب عدم الخوف من الردع، أو بالأحري نتيجة غياب القانون.أي غياب الردع العام والردع الخاص. ونحن نشهد الآن هذه الظاهرة لأننا نعيش مرحلة "الحالة الجنائية المستمرة" وفيها يكون التتابع الزمني سريعا ومتلاحقا. هذا أمر طبيعي، لكنه سينقشع بمجرد استقرار الأوضاع وانتخاب رئيس للبلاد وتعيين مجلس وزراء ومحافظين.
ما أهم المخاطر التي تراها ماثلة في الفترة الراهنة؟
كل ما اخشاه ان يتسبب استمرار حالة الفوضي وشيوع جرائم مابعد الثورات في ان ننتقل الي عصر جديد هو عصر الجريمة المنظمة! حين يحدث التزاوج بين "ذوي الياقات البيضاء" اي المثقفين والمتعلمين مع البلطجية، وهذه الجريمة شهدنا نموذجا لها في موقعة الجمل. فمن استأجر البلطجية كانوا أعضاء الحزب الوطني من أصحاب السطوة والنفوذ وقدر من التعليم والأثرياء.
لكن الي ان تستقر الأوضاع هناك خطورة من الانفلات الأمني. كيف تري الحل؟
انا لا أسميه انفلاتا أمنياً بل هو انفلات أخلاقي. ما حدث مثلا في محكمة جنوب القاهر في وجود القاضي وفي محكمة طنطا حين قام المحامون باحتجاجات عنيفة انفلات اخلاقي. وما حدث في قسم الساحل ودكرنس او لمأمور قسم الموسكي الذي تعرض للضرب في الشارع ومع ذلك أمسك بالبلطجية وهو مصاب. ليس قصورا من اجهزة الأمن ولا ضعفا منها لكن يمكن تسميته فجوة أمنية. بدليل ان قوات الشرطة موجودة في كل السجون وأقسام الشرطة وقاعات المحاكم. لكنهم يعملون تحت ضغوط شديدة فحين اعتدت عناصر الثورة المضادة علي الأقسام والسجون وحطمتها ولم تعد مبانيها صالحة للاستعمال اضطرت الأجهزة الأمنية لتجميع المساجين في الاماكن الصالحة مما أدي الي كثافة تواجد المحبوسين والمجرمين وأصبحت أماكن الحجز تعمل فوق طاقتها.
الحل في رأيي هو انشاء مجلس قومي للأمن المصري يعمل تحت اشراف وزير الداخلية منصور عيسوي ويضم خبراء في الأمن وفي حقوق الإنسان وعلماء وخبراء في علم النفس الجنائي من المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية لدراسة الظواهر الإجرامية والسلوك الإجرامي والبحث عن بواعث ودوافع الجريمة بعد الثورة. والي ان يتم تكوين هذا المجلس فإن الحل الفوري والسريع يكمن في وجود قانون حازم ويتم تنفيذه بقوة.
مع ذلك ماتزال هناك ازمة ثقة بين المواطن ورجل الشرطة أدت لنقص عدد قوات الأمن وبالتالي نقص الإحساس بالأمان؟
- يجب استعادة هيبة الشرطي. فلا يصح ان ينزل للشارع ضابط او شرطي ويتعرض لإهانة او سب. حين يتم تنفيذ القانون بحزم ستعود الثقة ورجل الشرطة يجب ان يشعر بالاحترام فالمصلحة بينه وبين المواطن متبادلة . المواطن يحتاج للشعور بأنه يأمن علي نفسه وعلي بيته والشرطي يحتاج للشعور بالاحترام ولو بكلمة طيبة.الحل هو ان نترك ثورة 25 يناير ونتحول لإجراء ثورة بداخلنا ان نمنع السلوكيات المعوجة ونصدر الأحكام السريعة ونعالج العوار التشريعي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.