لن أناقش مدي صحة خبر اغتيال زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن من عدمه. ولن أتناول تأثير هذا الحدث علي الأوضاع العالمية حتي أتيقن من صدق الخبر. فقد عودتنا الإدارة الأمريكية علي مثل هذه الأخبار التي ماتلبث ان يتأكد انها لم تكن سوي فقاقيع إعلامية تلهي بها الرأي العام العالمي عن أمور أكثر جسامة، أو ربما للاستهلاك المحلي داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية. لكن مايلفت الانتباه هو تلك الصورة التي طيرتها وكالات الأنباء بالأمس كدليل علي صحة نبأ مقتل بن لادن هذه المرة.وهي التي ادعوكم لقراءتها معي ومقارنتها بصورة أخري تبدو هي الأصل. القراءة والمقارنة تفضحان التلاعب التقني الذي طرأ عليها فخرجت الصورة الدليل علي النحو المنشور. المدقق في الصورتين سيلحظ من فوره ان وضعية الرأس وزاوية الميل فيهما واحدة وأن فتحة الفم والخطين المحيطين بالأنف متطابقان بل ولون الشعر أيضا. أكثر من هذا فإن ما يبدو في الصورة من تركز الإصابة علي العينين بحيث ضاعت بسببها المعالم الرئيسية لهما ومعروف ان العيون من أهم المحددات للهوية رغم ما قد يطرأ عليهما من تغيير متعمد في لونها مثلا باستخدام العدسات اللاصقة عند التخفي، إلا ان خطوط تحديد العيون ورسمها من أهم علامات التمييز وتحديد الهوية وبما أن معالم عيون بن لادن في الصورة قد ضاعت بفعل الإصابة فكان من الضروري كي يقتنع المشاهد والمحقق فيها بأن الصورة لابن لادن فعلا الإبقاء علي خطوط أخري تثبت نسبتها اليه وفي حالة هذه الصورة كان خطا الوجنتين وشكل الفم والأسنان هي تلك الأدلة المطلوبة. لكن من ناحية أخري اعتقد ان " معالج" الصورة أخفق في إقناعنا بصدقيتها لأن شعر الذقن مثلا لم تصبه شائبة او شرارة حرق او لسعة من جراء الإصابة الحارقة التي أودت بملامح عيون بن لادن وكأن لهيب الإصابة وقف عند حد النصف الأعلي من وجه بن لادن، إلا من دكنة لون علي الجلد الظاهر من الوجنتين وهو اسلوب معروف عند إجراء الرتوش في الصور عن طريق برنامج الفوتوشوب الشهير يستطيع أصغر فتي في مراحل تعلمه الأولي اللعب بواسطته بمهارة شديدةص