هي زوجة مصرية من الزمن الجميل .. هادئة .. بسيطة .. "روحها حلوة" .. تكره الاعلام والاضواء و هو ما جعلها تتردد كثيرا قبل اجراء هذا الحوار . تري ان دورها الرئيسي في بيتها .. وتؤمن ان زوجة اي رئيس عليها ان تدعم زوجها دون ظهور او شهرة.. وحكمتها في ذلك ان الشعب لم يشارك في اختيار زوجة الرئيس فلماذا تفرض نفسها عليه .. هي السيدة الفت صلاح السهلي زوجة المستشار هشام البسطويسي المرشح لرئاسة الجمهورية . حول افكارها ومعالم رحلتها مع شريك الحياه ورؤيتها لكل الاحداث الراهنة كزوجة لمرشح رئاسي .. كان " للاخبار" معها هذا الحوار . في البداية .. كيف كان التعارف بينكما ؟ عرفته وعمري 18 عاما .. كنت في السنة الاولي بتجارة القاهرة وكان هو قد بدأ تدريبه في مكتب والدي المحامي صلاح السهلي، وبمجرد تعارفنا بهرتني شخصيته واخلاقه وجديته في العمل . وكان والدي يعتبره ابنه . وبصراحة انا الذي "خطفته"، ورغم انني كنت اعيش وادرس في القاهرة بينما جاء تعيينه في نيابة الجمرك بالاسكندرية الا انني لم اتردد في الزواج منه فورا والسفر معه الي الاسكندرية وتحويل اوراقي الي تجارة الاسكندرية حيث استكملت دراستي هناك . اكره الشهرة هل جربت الخروج للعمل ؟ انا بطبيعتي افضل المنزل، ولم تخطر علي بالي فكرة العمل رغم انه ترك لي حرية هذا القرار والحقيقة انني الآن اشعر بالملل بعد ان كبر اولادي الثلاثة محمد واحمد ومصطفي وتزوج احدهم الا انني لازلت افضل المنزل . وليس معني ذلك انني ضد عمل المرأة بل العكس تماما فأنا اؤيد عمل المرأة لكنها طبيعتي الخاصة التي ارتبطت بظروفي وتجربتي . من وجهة نظرك .. ما هي حدود الدور الذي يجب ان تمارسه زوجة رئيس مصر ؟ انا شخصيا اري ان حرم الرئيس لم يخترها الشعب وبالتالي يجب ألا تفرض نفسها علي الناس، اما اذا كان لديها عمل او انشطة خاصة قبل تولي زوجها للمنصب فمن حقها الاستمرار فيها بشرط ان تتواري تماما عن الاضواء والاعلام لان الاعلام والشهرة والاضواء كثيرا ما تغير شخصية الانسان . وانا بطبيعتي لا احب الظهور او الشهرة، بل احب ان اعيش علي طبيعتي واكره التكلف، واكثر ما يخيفني هو الرسميات والبروتوكولات . من هي في رأيك النموذج المثالي لزوجة الرئيس علي المستوي العربي او العالمي ؟ تبتسم قائلة : النموذج المثالي في رأيي من مصر، وهي السيدة تحية زوجة عبد الناصر والتي كان دورها يقتصر علي المنزل والوقوف بجانب زوجها . طابور الرخصة ! هل كنت تتابعين نشاط زوجة الرئيس السابق وماذا كان رأيك ؟ كنت اشعر بالدهشة مثل كل المصريين حينما أراها ترأس اجتماعات للوزراء وتعطيهم تكليفات وتوجيهات ، وكنت اتساءل مثل الجميع ما هي صفتها الرسمية لتفعل ذلك . واعتقد ان السبب في هذه التجاوزات هو السلطة المطلقة التي منحت للرئيس وعائلته واعطاء الشعب هالة كبير للرئيس تفوق حجمه لأن نفاق المحيطين يصيب صاحبه بالغرور بمرور الوقت، وانا اتمني الا ينافق الشعب اي رئيس قادم حتي لو كان زوجي . كيف تقيمين وضع المرأة وما حصلت عليه من حقوق خلال فترة النظام السابق ؟ اري ان المرأة كانت تعيش في وهم كبير فكل الحقوق التي حصلت عليها كانت شكلية، المجلس القومي للمرأة لم يقدم اي انجاز وتعيين المرأة في القضاء لم يستكمل وقانون الرؤية ظالم للطرف غير الحاضن، بل اننا نلاحظ الآن ان هناك رجعية في النظرة لدور المرأة ومشاركتها، ونفس الشئ ايضا بالنسبة للطفولة فلم يحصل الطفل علي اي حقوق سواء في التعليم او الصحة وحتي اطفال الشوارع زاد عددهم . ما هي علاقتك بعمل زوجك ؟ انا بطبيعتي احب المنزل والاهتمام بالبيت والابناء ولا يستهويني الحديث مع زوجي في مجال عمله ولكن زوجك كانت له مواقف ثورية كثيرة .. فماذا كان موقفك تجاهها؟ انا دائما اثق في مواقفه وقراراته واؤيده فيها لاني اعلم انها لا تهدف الا لتحقيق العدل . وتبتسم قائلة : هناك اشياء كانت تغضبني منه في البداية لكني بعد ذلك اصبحت مقتنعة ومعجبة بها جدا .. فزوجي مثلا يرفض اي نوع من انواع الوساطة في اي شئ، وانا واولادي مثل الجميع نقف في الطابور سنويا لتجديد رخصة السيارة, واذا تم سحب رخصة القيادة يتركنا لنمر بكافة الاجراءات مهما طالت المدة . ماذا عن الابناء ؟ لدينا ثلاثة احمد مهندس مدني ومتزوج حديثا واحمد وكيل نيابة في الاقصر ومصطفي يعمل في بنك . الجولات الانتخابية هل ترافقين زوجك في جولاته الانتخابية ؟ لم أرافقه في أي جولة ولا أنوي ذلك فالشعب لديه صورة ذهنية سيئة تجاه عائلة الرئيس، وانعكس ذلك علي المرشحين، وفي اول جولات زوجي الانتخابية رافقه ابناؤنا الثلاثة في احدي القري ولكننا فوجئنا بعدم ارتياح بعض الاهالي لذلك ، كما انني ظهرت مرة في برنامج تليفزيوني ففوجئت علي موقعه الالكتروني بتعليقات تعكس عدم الترحيب بظهور زوجته مبكرا ، ومن وقتها قررنا ان نتركه وان نكتفي بمساندته ودعمه وترتيب اعماله واستقبال ضيوفه دون اي ظهور اعلامي خاصة اننا لا نهوي ذلك . مواقف نضالية كيف بدأت قصة ترشيحه ؟ زوجي له تاريخ مشرف في مجال القضاء داخل مصر وخارجها ففي التسعينات أعير للعمل في الإمارات، وهناك قاد أول إضراب للقضاة المصريين احتجاجاً علي وقف قاض مصري عن العمل، وشاركه في الإضراب صديقه المستشار محمود مكي ورغم كل الضغوط رفضوا فض الإضراب إلا بعد إعادة القاضي المصري إلي العمل، وبعد أشهر قليلة من الأزمة كان يحقق في واقعة سكر في الطريق العام " وعندما تدخل الأمير للعفو عن المتهم رفض زوجي وكتب علي أمر العفو العالي كلمة الحق (لا شفاعة في حد) . بعدها استقال وعاد لمصر ليخوض مع بعض زملائه القضاة معارك عديدة ضد النظام السابق فيما عرف باسم أزمة القضاة في مصر عام 2006 بسبب اعتراضه علي التزوير الذي حدث في بعض الدوائر الانتخابات البرلمانية لعام 2005 ومناداته باستقلال السلطة القضائية . وقد أصيب بأزمة قلبية عام 2006, وفي ذلك الوقت التف حوله الكثيرون وخاصة من الشباب وزارته شخصيات عامة كبيرة وطالبته بترشيح نفسه لكنه رفض وقتها لثقته في عدم وجود نزاهة في الانتخابات، بعدها تعرض لاضطهاد كبير في عمله حيث منعته الحكومة السابقة من السفر عدة مرات، منها حرمانه من السفر والمشاركة في محاكمة شعبية في بروكسل لمجرمي الحرب في اسرائيل باعتباره ممثلا عن افريقيا، وظل كرسي القاضي الافريقي خالي اثناء المحاكمة، كما رفضت الحكومة اعطاءه تصريحا لتلبية دعوة من البرلمان الاوربي، وامام هذا الاضطهاد سافر للكويت وظل هناك حتي قيام الثورة حيث اتصل به الشباب وطلبوا رجوعه وترشيحه للرئاسة فجاء يوم 10 فبراير علي ميدان التحرير وقال كلمة في الميدان ثم قام بتصفية اعماله والعودة نهائيا وعرض علي الاسرة امر ترشيحه للرئاسة فوافقنا جميعا ماعدا ابننا الاكبر محمد الذي يخشي عليه من هذه التجربة في هذا الوقت مهمة صعبة وانت ألا تشعرين ان مهمة الرئيس القادم صعبة ؟ اعلم ان الرئيس القادم سيواجه اصعب المراحل لانه تحت الميكروسكوب من الجميع، كما ان هناك امورا كثيرة تحتاج الي اصلاح لكني اري في نفس الوقت ان الدولة يجب ان تكون دولة مؤسسات بحق والا يصبح الرئيس هو كل شئ او هو الذي يأمر فيطاع والا يكون هو المسئول وحده عن كل شئ بل تكون هناك خبرات تتولي المسئولية الحقيقية في كافة المجالات . كما اتمني الا يأخذ الشعب الرئيس القادم باخطاء من سبقوه بل يعطيه الفرصة ويسانده في حدود الدستور ويراقب اداءه ايضا . وما هو اول ملف تري ضرورة البدء به ؟ اري ان ملفا الصحة والتعليم هي ملفات لا تحتمل الانتظار, لاننا نعاني قصورا شديدا في الرعاية الصحية والتعليم . حالة مؤقتة هل تتابعين ما يحدث حاليا من اضرابات واعتصامات ومصادمات هنا وهناك ؟ اعتقد ان ما يحدث هو حالة مؤقتة لان الفساد كان شديدا والمشاكل كثيرة و الناس كانت مكبوتة وفجأة اصبح الشعب قادرا علي ان يطالب ويعبر ويعترض ، وامام كثرة المشاكل فلا زالت الاغلبية غير قادرة علي ترتيب اولوياتها ويريدون كل شئ مرة واحدة .ولكننا الآن يجب ان نلتفت للعمل حتي تعود عجلة الانتاج. واعتقد ان د. عصام شرف يبذل جهدا كبيرا في تحسين العلاقات مع دول افريقيا والخليج وايران وعلينا الاهتمام بالشئون الداخلية اكثر. هل تشعرين ان فرصة نجاح زوجك كبيرة ؟ نعم فالناس هم الذين طالبوه بالترشيح منذ اكثر من خمسة اعوام نتيجة مواقفه النزيهة المعروفة للجميع وهو رجل معروف بالصدق والامانة والعدل والنزاهة كما ان لديه رؤية ورغبة حقيقية في ان يفعل شيئا لهذا البلد .