الأوقاف: فتح باب التقدم بمراكز الثقافة الإسلامية    مدبولي يشهد توقيع اتفاقية لإنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته والأمونيا الخضراء    كورسيرا 2024.. مصر تحقق قفزة هائلة في التعليم الرقمي والذكاء الاصطناعي    السعودية تستنكر توسيع عمليات الاستيطان الإسرائيلية بالضفة الغربية    الاتحاد السكندري والداخلية يتعادلان إيجابيا في الدوري    ليفربول يحاول حسم صفقة معقدة من نيوكاسل يونايتد    بعد شكاوى صعوبة امتحان الفيزياء.. «التعليم» تطمئن طلاب الثانوية العامة    محمد رمضان يعلق على صفعة عمرو دياب لمعجب : «حاول يتصور معايا»    شهادات حية من المعتصمين: «قلم» المثقفين على وجه «الإخوان»    مدبولي: مؤتمر الاستثمار بداية تفعيل بنود الشراكة بين مصر والاتحاد الأوروبي    مصرع 9 أشخاص جراء انهيارات أرضية فى نيبال    المجاعة تضرب صفوف الأطفال في شمال قطاع غزة.. ورصد حالات تسمم    جهاد «حرب»: القيادة المصرية بعد 30 يونيو أصبحت «حائط صد» للقضية الفلسطينية    صندوق النقد الدولى يوافق على صرف 2.2 مليار دولار لأوكرانيا    رئيس الهيئة البرلمانية ل«حماة الوطن» يهنئ الرئيس السيسي بذكرى 30 يونيو    «محمود غالى»: المبادرة الرئاسية أعادت الحياة إلى القرى الفقيرة    الغندور: رابطة الأندية تفكر في تأجيل الدوري إسبوعين.. الجدول الأخير «فنكوش»    طرق استلام كعب العمل لذوي الاحتياجات الخاصة    «كنت فاكراه ابني».. الأمن العام يضبط المتهمة بمحاولة خطف طفل بالغربية    إحالة أوراق المتهم بقتل منجد المعادي للمفتي    مرتضى منصور يكشف الحالة الصحية لشقيقته بعد حادث سير في المهندسين    عمومية الغرف السياحية تعتمد الميزانية والحساب الختامي للاتحاد    قائد قوات الدفاع الجوي: مُقاتلو الدفاع الجوي الحصن المنيع لسماء الوطن    شيرين ترد على حسن الشافعي: يجب احترام عقول الناس عندما نتحدث إليهم    هيئة البث الإسرائيلية: واشنطن تحاول سد الفجوات بين حماس وإسرائيل بشأن صفقة تبادل المحتجزين    سلمى أبو ضيف تبهر جمهورها بأحدث ظهور لها    عمرو دياب يطرح ريمكس أغنية «الطعامة» عبر موقع يوتيوب    سرعة ضربات القلب.. الأسباب وأفضل العلاجات    القاهرة الإخبارية: لهذه الأسباب.. الفرنسيون ينتخبون نواب برلمانهم بانتخابات تشريعية مفاجئة    جامعة سوهاج: تكليف 125 أخصائي تمريض للعمل بمستشفيات الجامعة    المقاولون العرب يقبل اعتذار معتمد جمال عن تدريب الفريق    وفد من وزارة الصحة يتفقد منشآت طبية بشمال سيناء    رد من فابريجاس على إمكانية تدريبه ل ريال مدريد    بعد إحالته للمفتي.. تأجيل محاكمة متهم بقتل منجد المعادي لشهر يوليو    عضو "طاقة النواب": مصر نجحت في عمل بنية تحتية جاذبة للاستثمار    مهرجان المسرح المصري يكرم الفنانة سلوى محمد على خلال دورته ال 17    برقية تهنئة من نادي النيابة الإدارية للرئيس السيسي بمناسبة ذكري 30 يونيو    حملات بيئية للتصدي لحرق المخلفات الزراعية والبيئية بالأقصر    إصدار مليون و792 ألف شهادة صحية مؤمنة ب «رمز الاستجابة» للمقبلين على الزواج    مصر تدعو دول البريكس لإنشاء منطقة لوجستية لتخزين وتوزيع الحبوب    14 سبتمبر.. نظر جنحة مشرف الأمن في واقعة إمام عاشور ضد "الصقر" أحمد حسن بتهمة التشهير    الصحة: اختيار «ڤاكسيرا» لتدريب العاملين ب «تنمية الاتحاد الأفريقي» على مبادئ تقييم جاهزية المرافق الصيدلانية    التعليم العالي: فتح باب التقدم عبر منصة "ادرس في مصر" للطلاب الوافدين    ماهو الفرق بين مصطلح ربانيون وربيون؟.. رمضان عبد الرازق يُجيب    أكرم القصاص: علاقات مصر والاتحاد الأوروبى تعتمد على الثقة وشهدت تطورا ملحوظا    مجلس جامعة الأزهر يهنئ رئيس الجمهورية بالذكرى ال 11 لثورة 30 يونيو    الفريق أسامة ربيع: نسعى لتوطين الصناعات البحرية والصناعات الثقيلة وإعادة الريادة للترسانات الوطنية    الصحة: الكشف الطبى ل2 مليون شاب وفتاة ضمن مبادرة فحص المقبلين على الزواج    كيف فسّر الشعراوي آيات وصف الجنة في القرآن؟.. بها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت    امتحانات الثانوية العامة 2024.. طلاب علمي يشكون صعوبة الفيزياء وارتياح بالشعبة الأدبية بعد التاريخ بالمنيا    شرح حديث إنما الأعمال بالنيات.. من أصول الشريعة وقاعدة مهمة في الإسلام    استعدادات أمنية لتأمين مباراة الزمالك وسيراميكا في الدوري الممتاز    اليوم.. الحكم علي كروان مشاكل وإنجي حمادة بتهمة نشر الفسق والفجور    الإفتاء: يجب احترم خصوصية الناس وغض البصر وعدم التنمر في المصايف    حكم استئذان المرأة زوجها في قضاء ما أفطرته من رمضان؟.. «الإفتاء» تٌوضح    الأنبا باسيليوس يتفقد النشاط الصيفي بكنيسة مارجرجس ببني مزار    «غير شرعي».. هكذا علق أحمد مجاهد على مطلب الزمالك    البنك الأهلي: تجديد الثقة في طارق مصطفى كان قرارا صحيحا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عايدة الكاشف قرينة البرادعى : محمد هادئ ولكنه يصبح شخصية أخرى عندما يدافع عن المبادئ
نشر في الشروق الجديد يوم 26 - 03 - 2010

جلست مع عايدة الكاشف، زوجة محمد البرادعى على مدى ساعتين قبل إجراء «الشروق» لحوارها مع د.البرادعى فى ديسمبر الماضى. تحدثت الكاشف بكل طلاقة عن مشاعرها، ومخاوفها، ومساندتها لزوجها فى كل خطوة يخطوها. مشاعر مختلطة، ومتناقضة بين الخوف والفخر. مشاعر لشريكة حياة بمعنى الكلمة.
شريكة حياة تحب زوجها وتؤازره فى كل خطوة من مشوار حياته، فى طريقه الذى اختار أن يسلكه، برغم كل ما قد يتسبب فيه اختيار هذا الطريق من قلق وعدم استقرار، لسنوات طويلة، حتى أنهى البرادعى مهام وظيفته رسميا كرئيس لهيئة الطاقة الدولية.
هذه الكلمات ترسم صورة لطبيعة الزوجة، التى اختارها البرادعى عن حب لتكون رفيقة عمره وكفاحه. زوجة اكتفت أن يكون الدور الأكبر لها، فى ظل زوجها. فقد طلبت من «الشروق»، بعد إجراء الحوار معها، عدم نشره فى الوقت الحالى، لعدم خطف الأضواء من زوجها، ولعدم صرف الأنظار عن مهمته الصعبة، التى قرر أن يسلكها.
«لنترك له الساحة ولنفسح له كل المجال كى يعبر ويرسم الخطوط العريضة لمهمته السياسية. لا أريد أن أشغله عن أهدافه بأى تصورات. ولا أريد أن أظهر فى الصورة حاليا. فدورى الأكبر والأهم هو مساندته ومساعدته، كزوجة وصديقة، وشريكة كفاح، وليس الظهور فى الجرائد. هذا ليس الوقت المناسب»، هذا ما قالته زوجة البرادعى ل«الشروق»، طالبة تأجيل نشر الحوار، لحين بلورة وجهة نظر البرادعى وعرضها على الشعب المصرى بأكمله، خاصة أن الحوار الذى انفردت به «الشروق» معه فى ديسمبر، كان بطاقة التعارف الأولى بينه وبين الشعب المصرى.
تلعب عايدة الكاشف دورا كبيرا فى حياة زوجها، دور الصديقة، والمستشارة، والزوجة، وأم الأولاد، بالإضافة إلى كونها شريكته فى جميع محطات حياته المتعددة والصعبة. «علاقتنا قريبة جدا، نحن أصحاب، ودائما هناك تواصل بنا، ودائما نتكلم، وهذا هو الدور الأساسى للزوجة».
حين تتحدث معها، تلاحظ على الفور مدى إيمانها بأفكار الرجل ومبادئه، لدرجة تجعلها تضع جانبا المخاوف المشروعة لأى امرأة.
«هاجمته أمريكا عند ترشحه للدورة الثالثة لرئاسة الوكالة، فشعرت بالخوف فى البداية، ولكن ثانى يوم، قلت له: محمد، رشح نفسك، لماذا تملى علينا أمريكا شروطها؟.
نفس الأمر بالنسبة للرئاسة، شعرت بالخوف ورغبت أن نرتاح فى بادئ الأمر، ولكن هذا واجب وطنى».
هكذا تتحدث السيدة عايدة الكاشف، خريجة العلوم السياسية والتى تشارك زوجها كل اهتماماته السياسية.
من بيت الحقوق
نشأت عايدة الكاشف فى بيت يدافع عن حقوق الإنسان، فهى ابنة لنقيب محامين، تعلمت فى مدرسة الجزيرة التجريبية، ومدرسة بورسعيد، ثم تخرجت فى الجامعة الأمريكية، علوم سياسية، ومن ثم يبدو طبيعيا، أن تقف إلى جوار زوجها وتسانده.
قابلت الكاشف زوجها بالمصادفة، فى فرح محمد رياض. كان رياض موظفا فى وزارة الخارجية، وصديقا للبرادعى. كانت أيضا ابنة رياض من زوجته الأولى، أقرب صديقة لها.
«فقد قابلت محمد فى حفل الاستقبال فى النادى الدبلوماسى، لنتشارك من أول لقاء فى الأفكار والاهتمامات الخاصة»، كما جاء على لسان الكاشف مشيرة إلى أنه لم يمض عام واحد، حتى تزوجا لتبدأ مشوار حياتها مع محمد وتشاركه فى المحطات المختلفة له.
تزوج البرادعى من عايدة الكاشف عام 1975، لترحل معه إلى جنيف بحكم وظيفته بعد عامين ونصف العام فقط من زواجهما. تركت عالمها، وبلدها، وعملها دون أن تشعر بأى ندم، رغم صعوبة الاختيار، «الأمر لم يكن سهلا، ولكن فرحة الزواج، والحياة الجديدة التى عشتها، فتحت عينى على نوعية معيشة مختلفة وجديدة. فهذه أول مرة أتعرض فيها للحياة الدبلوماسية، وأول مرة أعيش فى الخارج، بالإضافة إلى أننى كنت صغيرة جدا، فكان السفر بالنسبة لى تجربة تعليمية مختلفة»، بحسب قولها.
مرت الكاشف بمحطات متعددة مع البرادعى، جنيف وأمريكا وفيينا لتقضى حياتها كلها «متغربة» عن مصر، لكنها الغربة التى تهون مع رفيق الدرب، والطفلين اللذين منحا المنزل حيوية العائلة، ودفء المحبة.
«كان للسفر صعوبات خاصة مع الأولاد، ولكننا استطعنا أن نمزج بين مزايا السفر، وتقاليدنا الشرقية، لنجعل منافع الغربة أكثر من أضرارها».
تشير زوجة البرادعى إلى أن علاقتهم بمصر لم تنقطع أبدا، فكل عام «نحن نزورها، كما أننا نتحدث العربية دائما، ونطبخ الأكلات المصرية، ونسمع أم كلثوم، فمحمد عاشق أصيل للملوخية».
المبادئ سر نجاحه
محطات السيدة عايدة الكاشف مع زوجها متعددة.
المحطة الأولى حين رشحت الخارجية المصرية اسما آخر بدلا منه لمنصب رئاسة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
الثانية حين هاجمته الولايات المتحدة حين أراد أن يرشح نفسه للمرة الثالثة.
المحطة الثالثة حين لم يشاركه وطنه احتفالا يليق به حين حصل على جائزة نوبل.
أما المحطة الأخيرة، فحين قرر إرسال بيان يعلن فيه استعداده لترشح نفسه رئيسا للجمهورية إذا ضمن حدوث انتخابات عادلة.
«هذه المحطات كلها صعبة، ولكل محطة صعوبة خاصة بها، وطعم مختلف، ولكننا استطعنا أن نتخطى كل هذه العقبات معا وكانت كلمة السر دائما: المبادئ».
وتستطرد الكاشف «إذا كان الإحساس الأول الذى يرد إلى قلبى فور اتخاذ محمد أى قرار شجاع، هو الخوف، ولكننى سرعان ما أتخلص من هذا الشعور، لأننى أعلم جيدا أنه إذا تمكن منا الخوف لن نتقدم، فكل شخص له تجاه وطنه مسئولية وطنية»، بحسب تعبيرها.
وتتذكر عايدة قائلة «إذا استسلمت لمشاعر الرهبة الأمر لن يكون سهلا أبدا، فتخيلى حين تجدين نفسك أمام أمريكا بحالها تعارضينها، أول رد فعل لازم يكون يعملوا فينا إيه، ولكننا حين تمسكنا بمبادئنا انتصرنا».
الإنسان المصرى جدير بتوفير أساسياته مثل العلاج والتعليم، ولا نطلب أن يكون عنده حمام سباحة وفيللا.
مدرسة الأمم المتحدة
عملت عايدة الكاشف مدرسة حضانة لمدة 11 عاما فى المدرسة الدولية فى فيينا، لتتعامل مع أطفال يتراوح عمرهم ما بين الثلاث والست سنوات، قادمين من أكثر من 80 دولة مختلفة، كأننا فى «أمم متحدة صغيرة»، بحسب تعبيرها قائلة «كنت استمتع جدا بالتعامل مع الأولاد، فهم على سجيتهم، وما فى قلبهم على لسانهم، وبرغم اختلاف جنسيتهم، فكانوا فى نهاية المطاف أسرة إنسانية واحدة، يا ليتنا نستطيع أن نحقق فى العالم ما نستطيع أن نحققه فى الأطفال»، تقول الكاشف.
هذا الأمل الذى راود الكاشف ورأت إمكانية تحقيقه من خلال عالمها الصغير فى المدرسة، جعلها تتماسك، وتضع خوفها جانبا وتؤازر زوجها فى مشوار حياته، وبصفة خاصة فى قراره الأخير، «فهذه مصر، بلدنا، وغيرتنا عليه اكبر من أى شىء فى الدنيا»، تقول الكاشف.
«الهدف ليس المنصب، فمحمد عنده رسالة أكبر، ولو كان بيفكر من منظور شخصى لم يكن ليقدم على هذه الخطوة أبدا، ولكن محمد يهمه المصلحة العامة، وهو يحزن حين يرى حال الشعب المصرى»، تقول الكاشف، التى أطلقت العنان لتربيتها ولآرائها السياسية «المحدودة»، وفقا لها، أن تظهر.
هموم كل مصرى
زار البرادعى، أكثر من 100 دولة، بسبب مهام وظيفته، كما تروى زوجته، وهذه الزيارات المتعددة، وإن كانت لمهام وظيفية من الدرجة الأولى، إلا أنها لم تنجح فى صرفه عن مصر، «فكل مرة كان يزور بلدا متقدما أو ناميا، ويتابع نجاحا اقتصاديا أو سياسيا، كان يشعر بنوع من الغيرة والوجع على مصر، ويحزن لحالها متسائلا لماذا هم فقط؟، نحن نستطيع أن نكون أفضل منهم بكثير»، تتذكر الكاشف.
تضيف: إحنا مش محتاجين إلى آينشتين لنتعرف على مشكلات الشعب المصرى، أى شخص ينزل إلى الشارع المصرى يدرك الظلم الذى يتعرض له هذا الشعب.
يعانى الشعب المصرى من معدلات فقر كبيرة، ووفقا لآخر إحصائيات البنك الدولى، يعيش أكثر من 40% فيما وراء خط الفقر، وهذا ليس وحده ما يقلق الكاشف، وإنما «استسلام الشعب للواقع هو الذى يفزعنى»، بحسب قولها «فالناس تقبلت أن هذا هو نصيبها، ولا يجب أن يكون ذلك هو الوضع».
تتساءل عايدة الكاشف: ما جوهر الدستور؟ أليس أن يعيش الإنسان المصرى حياة كريمة، يطمئن فيها على نفسه وعلى أولاده؟ هل الدستور الحالى يحقق ذلك؟ أنا لا افهم فى السياسة، ولكننى متأكدة أن الدساتير غايتها الأولى هى الإنسان، وتوفير أساسياته مثل العلاج والتعليم، ولا نطلب أن يكون عنده حمام سباحة وفيللا. فالمصرى جدير بذلك»، تقول الكاشف موضحة أن هذا المنطلق الذى جعل زوجها يختار الطريق الأصعب، بدلا من «الراحة التى طالما انتظرناها كأسرة».
لا يبحث عن منصب
«حكاية الترشح كلها عجيبة، وجاءت بالمصادفة البحتة، ولم يسع محمد إليها»، هذا ما قالته الكاشف فيما يتعلق بترشح زوجها للرئاسة.
لم تطرأ هذه الفكرة، ولم يفكر بها البرادعى، وفقا للكاشف، إلا بعد إجرائه حوارا تليفزيونيا فى الولايات المتحدة منذ ثلاثة أشهر من ديسمبر تاريخ اللقاء، وسألته المذيعة: هناك شائعات تقول إن هناك من يرغب أن يتولى البرادعى رئاسة مصر. فكان رده حينئذ، هذه شائعات، ولكن بالتأكيد لو طلب منى أن أقوم بأى عمل لمصلحة بلدى فلن أتأخر، ولكننى لن أقدم على هذه الخطوة إلا إذا كانت هناك انتخابات حرة ونظيفة.
«لم نفكر أبدا فى هذا الأمر قبل هذا الحوار، والدليل على ذلك ما لدى زوجى من ارتباطات على مدار عام 2010 خارج البلد، ولكن رده هذا أشعل النار فى الهشيم، وانهالت الشائعات والهجوم ضده»، كما جاء على لسانها مشيرة إلا أنه ردا على ذلك قرر إرسال البيان ليوضح فيه موقفه.
وبرغم مخاوفها من التضحية بالراحة والاستقرار الأسرى التى طالما حلمت بهما، تقول عايدة، «حين سألنى رأيى عند كتابة البيان، لم أتردد أن أشجعه على إرساله، فهذا هو حق بلدنا علينا، وهذا هو الهدف من كل ذلك، وليس المنصب. محمد لا يبحث عن المنصب بل التغيير».
هنا تؤكد السيدة عايدة أنها لم تندم على ذلك التشجيع، «وإذا رجع الزمن سيكون موقفى واضحا وسأشجعه وأوافقه على سلوك الطريق الصعب».
ابنة نقيب المحامين تعتبر أن «القضية ليست الترشح أو من سيأتى رئيسا، القضية هى أن الوضع الحالى لابد أن يتغير. ولكن يجب على الشعب أن يدرك أن محمد لن يكون فارسا على حصان أبيض ينقذ البلد لوحده. الناس يجب أن تساعده، ويجب أن تستيقظ من ثباتها، «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم»، تقول الكاشف مشيرة إلى أن الكرة بالفعل أصبحت فى ملعب الشعب.
وتستطرد زوجة البرادعى «مش المهم محمد أو غيره، المهم توصيل الرسالة على الأقل. الجميع أدرك الآن أنه لابد من ضمان نزاهة الانتخابات، الخطوة الأولى تمت بنجاح، وهذا على الأقل يشجعنا على الاستمرار، ليكون لنا على الأقل شرف المحاولة». 

عاشق العمل
منذ بدأ الدكتور محمد التفكير فى الترشح للرئاسة، لم تتردد «السيدة» فى مساندة زوجها. لكنها لا تنكر أن موقفها يتطور مع تطور الأحداث، «موقفى الأول كان مختلفا. قلت له فى الأول، «أنا خايفة عليك تشتغل 12 سنة فى وظيفة فيها ضغوط فظيعة، فقد حان الوقت لكى تعمل الأشياء التى تحبها من غير ضغوط»، ولكنى سرعان ما تراجعت عن موقفى».
تراجع «عايدة» عن موقفها كان بسبب معرفتها الوثيقة بصاحب جائزة نوبل، «عارفة إنه عنده حب للعمل العام، وإذا كانت لديه القدرة أن يساعد فى أى شىء لن يتأخر، ولا يخاف، خاصة أنه مؤمن بالمبدأ، وأنا أيضا مؤمنة بنفس المبدأ. ولذلك تغلبت على خوفى كامرأة عادية، وانتصرت نزعة زوجة المواطن المصرى».
أسرة البرادعى لم تكن فى حاجة إلى شهرة أو مادة أو مزيد من الأعباء، كما تؤكد عايدة الكاشف، «فمحمد لديه عروض متنوعة للعمل من إلقاء محاضرات، وتقديم استشارات قانونية، واستشارات فى الطاقة النووية، فهم يقولون «إنه طلع على المعاش، هذه ليست إلا أكذوبة».
تكريم رجل نوبل
حصل البرادعى على جائزة نوبل للسلام 2005، ليكون ثانى مصرى يحصل عليها فى هذا المجال، ولكن التكريم لم يتعد حفل استقبال رسميا من الرئيس، وكلمة تقدير «ممتازة»، بحسب وصف زوجته من رئيس الجمهورية.
ولكن «تكريم العالم له كان حاجة غير طبيعية، حفلات ومراسم، وشكر وعرض لتاريخه، احتفالات متتالية، وتعريف بتاريخ رجل يستحق ذلك، ولكن للأسف هذا لم يحدث فى مصر. فلم نر صورة، ولم نجد معلومات عنه، ولم نصفق له، أو نهاجمه حتى، مثلما حدث الآن حين طالب بترشح نفسه للرئاسة، وما هو السبب، لا أحد يعلم. «التغطية الإعلامية كانت ضعيفة جدا، فلم يفكر حتى التليفزيون المصرى فى إذاعة أى احتفالية عالمية له بينما تمت إذاعتها فى أكثر من 100 دولة، ولتسألوا الإعلاميين عن السبب، فأكيد عندهم الأسباب والتفسيرات»، تقول الكاشف.
وهذا بجد شىء مؤسف، تقول الكاشف، موضحة «ليس لأن التليفزيون لم يبث احتفالياته حتى لا يتيح للشعب المصرى أن يشاركه فرحته».
تفاصيل
ذهب البرادعى فى رحلة إلى اليابان لإلقاء محاضرة، ولم تصل حقيبته، واضطر إلى أن يستعير بدلة من أحد زملائه الألمان ليلقى بها المحاضرة.

فقدت حقيبة البرادعى فى رحلته إلى كوريا الجنوبية، للقاء رئيسها. هبط الرجل فى مطار سول، واستطاع من خلال مكتبه فى فيينا تدبير ترزى كورى على وجه السرعة، نجح فى تفصيل بدلة وانتظره بها فى المطار، ارتداها على وجه السرعة، وذهب للقاء الرئيس.
منذ 2002، لم ينجح البرادعى فى الحصول على إجازة كاملة، حيث إنه منذ قضية العراق زادت همومه الوظيفية، واضطر إلى أن يكون على اتصال دائم بالمكتب وكان يمضى ما يقرب من نصف إجازاته فى كتابة التقارير.
برغم عدم وجوده الكثير مع الأسرة والعائلة نتيجة لسفره المتكرر. إلا أن الولد والبنت ظلا أولوية مطلقة فى حياته، وعليهما الاتصال أو إرسال رسالة لطمأنته فور وصولهما من السفر.
ظل حتى السادسة صباحا مستيقظا فى انتظار مكالمة تطمئنه على حفيدته، لعدم تمكنه من السفر مع ابنه لحضور الولادة فى لندن، لارتباطه بإلقاء محاضرة فى فيينا. جاءت المكالمة، واطمأن الرجل، وبعدها بساعتين كان يقف أمام جمهوره يلقى محاضرته دون نوم.
كان ضيفا على المستشار الألمانى فى الأوبرا، ويرتدى بدلة جديدة (الفريك) تضم زرائر حديدية. لم يكن د. محمد يعرف كيفية ربطها، وظل تفك واحد تلو الآخر، فاضطر إلى النزول إلى غرفة الملابس فى الأوبرا ليربطها، ويعود ليستأنف عشاءه مرة ثانية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.