رئيس الوزراء: الدولة ستنفذ القانون والموضوع قيدالدراسة ولن يطرد مواطن من منزله شهدت جزيرة الوراق صباح أمس وقوع اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن بمديرية أمن الجيزة والأهالي أثناء حملة أمنية مكبرة لإزالة التعديات علي أراضي الدولة.. قام الأهالي باطلاق الرصاص والطوب والحجارة تجاه القوات التي تعاملت معهم باطلاق القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم ووقعت عمليات كر وفر بين الطرفين وحاولت القوات السيطرة علي الموقف. وصرح مسئول المركز الإعلامي بوزارة الداخلية أنه أثناء قيام أجهزة الأمن بمديرية أمن الجيزة بالاشتراك مع قوات انفاذ القانون والجهات المعنية لإزالة التعديات بجزيرة الوراق فوجئت القوات بقيام البعض من المتعدين بالتجمهر والاعتراض علي تنفيذ قرارات الإزالة التعدي علي القوات بإطلاق الأعيرة الخرطوش ورشقها بالحجارة ، مما دفع القوات لإطلاق الغازات المسيلة للدموع لتفريق المتجمعين والسيطرة علي الموقف مما أسفر عن إصابة 31 من رجال الشرطة 8 ضباط و11 من الأفراد و12 مجندا، بكدمات وجروح وطلقات خرطوش ، وقد تم نقلهم للمستشفي الشرطة لتلقي العلاج.. وتمكنت القوات من السيطرة علي الموقف وإتخاذ الإجراءات القانونية تجاه ذلك.. كما أسفرت الأحداث عن وفاة شخص وإصابة 19 آخرين والقبض علي 10 من مسيري الشغب.. واهابت وزارة الداخلية من المواطنين الالتزام بالقانون والحفاظ علي الأمن العام وحقوق الدولة في استرداد أراضيها. وفي أول تعليق رسمي أكد المهندس شريف اسماعيل ، رئيس مجلس الوزراء، ان التعديات بجزيرة الوراق صدر لها 700 قرار ازالة سابقة لإزالة التعديات الموجودة بالجزيرة ، وقامت الأجهزة المعنية بالتوجه للجزيرة لتنفيذ القانون ، ولكنهم فوجئوا بضرب خرطوش من المعتدين والقاء الحجارة عليهم. مجلس الوزراء وأوضح في تصريحات للصحفيين ان هذه قوات تنفذ القانون ، والدولة تحافظ علي حقوق الناس في كل الإجراءات التي تمت في كافة المحافظات ، مشيرا الي أن التصدي لملف التعديات علي اراضي الدولة بدأ في منتصف مايو لإزالة التعديات علي اراضي الدولة، و قمنا بازالة اكثر من الف حالة تعد. وقال رئيس مجلس الوزراء »كنّا لا نتمني ان يحدث هذه ولكن هناك دولة وسيادة في القانون، و هناك أشخاص تم القبض عليهم وستكون هناك تحقيقات واعادة دراسة للموضوع». وأشار الي ان الدولة لابد ان تستعيد هيبتها، ونحن نأخذ اجراء اما بالإزالة او بالتقنين ولن يتم اخراج مواطن من مسكنه ولكن نزيل التعديات علي الاراضي ، ولم نتعرض لمواطن في سكنه أو بيته. وجدد مجلس الوزراء التأكيد علي استمرار الحكومة في التعامل بكل حسم وقوة مع ملف التعدي علي الأراضي المملوكة للدولة، حتي تتمكن الجهود المبذولة حاليا من استرداد مجمل الأراضي المتعدي عليها في مختلف المحافظات. وشدد المجلس علي أن الدولة تنظر باهتمام بالغ لهذا الملف، وتتعامل معه من منظور وطني خالص، لا يقبل التهاون مع تلك الممارسات غير المسئولة، التي تمثل تجاوزا سافرا في حق الدولة، وانتهاكا صارخا لحقوق المواطنين والأجيال القادمة. بداية الأحداث منذ الصباح الباكر قامت الأجهزه الأمنية بمديرية أمن الجيزة بالاشتراك مع القوات الخاصة والأمن المركزي بإشراف اللواء هشام العراقي مساعد الوزير لأمن الجيزة واللواء ناصر عبد القادر نائب مدير الأمن لقطاع الشمال بمتابعة وتنفيذ عمليات إزاله المباني المخالفة المتواجده بجزيرة الوراق لاستكمال أعمال مشروع محور روض الفرج بعدة مناطق بطول وعرض الجزيرة وفور ان وطأت اقدام الاجهزة الامنية ارض الحزيرة التف حولهم الاهالي معلنين اعتراضهم علي قرارات الازاله رافضين ترك منازلهم وارضهم مهما كان حجم التعويضات وعلي اثرها اشتدت المشادات الكلامية بين الاهالي وقوات الامن ليباغت احد الاهالي بسرقة جهاز لاسلكي من احد الضباط وفر هاربا الامر الذي دفع رجال الشرطة بإطلاق الاعيره التحذيرية والقنابل المسيلة للدموع لتفريقهم حتي يتسني لهم تنفيذ اعمال الإزالة لتستمر اعمال الكر والفر لساعات طويلة بين الاهالي وقوات الامن واشتد الامر سواء بين الاهالي فور علمهم بسقوط قتيل من الأهالي وإصابة 19 آخرين. وبعد ساعات هدأت الأوضاع نسبيا وقامت القوات بإزالة بعض المباني المخالفة والمتواجدة في الجزيرة وسط تكثيف أمني من قبل رجال الشرطة والأمن المركزي. مع الأهالي التقت »الأخبار» بعدد من اهالي الجزيرة فور ان هدأت اعمال الكر والفر.. وأوضح أحدهم أن هذه تعد ارضي وارض جدودي ومشً هاسيبها الا علي جثتي، بهذه الكلمات أبدي محسن صالح فلاح اعتراضه الشديد علي قرار إزالة منزله ومرور محور روض الفرح من علي مساحة كبيرة من ارضه، مؤكدا ان القرارات جاءت مفاجأة له ولأسرته دون الحصول علي اي تعويضات مسبقة حتي يستطيع توفير مسكّن ملائم له وأسرته..وأضاف: ان الطريقة »الغشيمة» التي انتهكتها قوات الامن مع الاهالي لتنفيذ قرارات الازالة زادت من غضب اهالي الجزيرة دون إنذار او اخطار لأعمال الازالة مسبقة. »حسبي الله ونعم الوكيل» قالتها هالة جمال صاحبة منزل طالته اعمال الازالة، وهي تمسك بيدها زجاجة مياه غازية وتمسح بها علي وجهها حتي تزيل »لسعات» القنابل المسيلة للدموع.. وأكدت انها شيدت منزلها منذ سنتين حتي تقطن به هي واطفالها الاربعة وفوجئت صباح أمس بقيام جارها النجار بأخبارها بأن منزلها قد تهدم بالكامل بعد ان تهدم منزله هو الآخر فأسرعت مهرولة إلي الجزيرة لتري ماذا حدث لمنزلي وشقا عمري موضحة انها تسكن بالايجار بحي الوراق وعندما ذهبت للمنزل بالجزيرة وجدته منهارا بالكامل. اروح فين انا وعيالي بتلك الكلمات عبر سامح عاشور فلاح عن حزنه الشديد جراء عمليات الازالة التي لم يكن يعلم بها متسائلا أين يذهب بعد ان قامت قوات الامن بهدم منزله قائلا انه وأسرته واجداده كانوا يقيمون في الجزيرة منذ ايام الملك فاروق. تكثيف أمني وعززت أجهزة الامن بالجيزة بأشراف اللواء إبراهيم الديب مدير الأدارة العامة لمباحث الجيزة من تواجدها بمحيط الجزيرة ومنطقة الكورنيش وأمام قسم الوراق للتصدي لأي أعمال شغب وعنف من المحتمل تكرارها من الأهالي. وكشفت مصادر أمنية استقرار حالة اللواء رضا العمدة نائب مدير مباحث الجيزة بعد تعرضه لإصابة بخرطوش خلال الأحداث. من ناحية أخري نظم المئات من أهالي الجزيرة مظاهرة حاشدة بعد خبر سقوط أحد الأهالي قتيلا وانتشرت قوات الأمن بطول الكورنيش لمنع قطع الطريق وتعطيل حركة المرور. تحقيقات النيابة كشفت التحقيقات الأولية لنيابة العجوزة التي اشرف عليها المستشار محمد عبد السلام المحامي العام الأول لنيابات شمال الجيزة ومصطفي بركات رئيس النيابة الكلية أنه أثناء خروج حملة امنية وبمجرد وصولها تفاجأت بخروج الأهالي من مساكنهم معترضين طريقهم ومنعوهم من تنفيذ قرارات الازالة، كما استمعت النيابة ل16 مصابا من القوات الامنية من ضباط وأفراد ومجندين المتواجدين داخل مستشفي الشرطة بالعجوزة لتلقي العلاج واجلت الاستماع للآخرين بمجرد تحسن حالتهم الص حية وتعهد فريق النيابة الذي ضم احمد عبدالفتاح وعلي السيسي ومحمد بكري بتسليم التحقيقات لنيابة الوراق. وصرحت النيابة بدفن جثة المواطن الذي توفي جراء الاشتباكات وطلبت سرعة تحريات المباحث حول الواقعة. كان بعض أهالي الوراق قد اقتحموا مستشفي النيل بشبرا الخيمة محاولين اخراج جثة المتوفي.