سيد حسان صاحب محل الفاكهة لم يستمع الي نصيحة الاهالي وزملائه من البائعين بسرعة مغادرة محله والنجاة بحياته وقرر الدفاع عن مصدر رزقه بكل استماتة وشجاعة من جيوش البلطجية التي كانت تتجول بمنطقة وسط البلد مندسة وسط فلول المتظاهرين الذين كانت لا تردعهم رصاصات القناصة المعتلية مبني وزارة الداخلية خلال ثورة 52 يناير.. لم تمر دقائق معدودة حتي اصابت احدي هذه الطلقات الطائشة يحيي ليسقط غارقا في دمائه امام محله وهنا جاءت الفرصة سانحة لهؤلاء الاوغاد المجرمين، فلم تأخذهم الشفقة لسرعة نجدته وانقاذ هذا المصاب بل هرعوا الي داخل المحل- وكأن الرحمة فارقت قلوبهم- للبحث عن اي شيء ثمين لسرقته.. وعلي الرغم من ان المحل هو محل لبيع الفاكهة، الا ان اللصوص لم يبالوا بذلك وافتقاده لاي بضائع قيمة وحرصوا علي نهب عبوات و»كراتين« الفواكه حتي افرع الموز حملوها علي اكتافهم وهربوا بها بغلاظة قلب ولم يلتفتوا الي توسلات وتضرعات صاحب المحل الذي ظل ملقي علي الارض يصارع الموت.. ثوان وفر المجرمون وسط الشوارع وقد تثاقلت اقدامهم بفعل المسروقات التي يحملونها تاركين خلفهم جريحا ظل ينزف حتي شحب وجهه، ولكن مشيئة الله قادت اليه شقيقه الاكبر سعيد الذي حضر للاطمئنان الي المحل واصابه الذهول من هول مشهد شقيقه الصريع فما كان الا وان جمع قواه وحمل أخاه بين ذراعيه وهرع به الي مستشفي احمد ماهر التعليمي.. وبالفعل تم انقاذ يحيي من الموت وبعد اسبوعين غادر المستشفي وتبقت ذيول الحادث الأليم فقد استولي اللصوص علي قوت خمس اسر بالكامل من البضائع والاموال التي كانت بالمحل فاضطر الاخوة الخمسة- اصحاب المحل- الي الاستدانة لشراء بضاعة جديدة وتعويض الخسائر. يتذكر سيد حسنين علي محروس هذا الحدث الأليم قائلا: انه واشقاءه الاربعة شركاء في محل للفاكهة بشارع منصور بباب اللوق مستأجر منذ حوالي 51 سنة مقابل 053 جنيها شهريا.. واضاف ان عائد البيع يتم اقتسامه علي الاشقاء الخمسةحتي جاء يوم 92 يناير الماضي حيث شهدت منطقة وزارة الداخلية والقريبة منهم عمليات كر وفر بين المتظاهرين وافراد الشرطة المعينين لحراسة مبني الوزارة من ناحية ومن ناحية اخري بين قوات الجيش التي حاولت تطبيق قرار حظر التجول منذ الساعة الثالثة عصرا وبين عدد البلطجية الذين كانوا يتجولون بالشوارع بحثا عن غنيمة يفترسونها بل ان هؤلاء رفضوا محاولات الاهالي بالمنطقة بمغادرة المكان حماية للسكان وممتلكاتهم والمحال المنتشرة بهذه المنطقة الحيوية الا انهم ضربوا بحديثهم عرض الحائط محتمين في السنج والسيوف والاسلحة النارية التي يحملونها.. يضيف سيد وفي الساعة الثامنة مساء اصابت احدي الرصاصات الطائشة صدر شقيقه يحيي اثناء توقفه امام المحل فسقط مدرجا في دمائه وهنا سنحت الفرصة للبلطجية وقاموا باقتحام المحل بعد ان حطموا بابه الحديدي بالشوم والآلات الحديدية.. ويقول ان المحل كان ممتلئا بالبضائع فلم يكن يمر يوم علي قيامهم بشراء كميات من الفواكه من التجار ولكنها راحت هباء بعد ان اصبحت غنيمة لهؤلاء الرعاع الذين قاموا بتحطيم مكتب الايراد واستولوا علي مبلغ 006 جنيه من حصيلة المبيعات. واضاف ان قيمة البضائع المسروقة تصل الي 6 آلاف جنيه بجانب مبلغ الفي جنيه تم اقتراضها من اصدقائهم لشراء بضاعة جديدة وكذلك ديون بحوالي 7 آلاف جنيه للبنوك والتأمينات الاجتماعية تم اقتراضها لشراء الفواكه المستولي عليها.. وينهي سيد حديثه قائلا ان المحل يفتح بايراده خمسة بيوت هي اسرته واسر اشقائه سعيد ويحيي ويونس ومصطفي وبعد هذه الخسارة الشديدة فان مستقبل ابنائهم مهدد بالضياع.