توجهت الي دولة الكويت الشقيقة بدعوة من الملتقي العربي للإعلام لحضور دورته الثامنة التي سوف تتركز فعالياتها بشكل اساسي علي »الاعلام والمستجدات العربية«.. إن أهم ما آثار انتباهي من لحظة وصولي لهذا البلد العربي الذي شهد احداثا جساما منذ استقلاله لا يمكن ان تسقط من الذاكرة الصحفية.. هو الاحساس بالقلق القائم علي الاستنكار لمحاولات النظام الايراني زعزعة الامن والاستقرار في كل منطقة الخليج.. انهم يعللون هذه الممارسات بتصاعد النزعة العدوانية التي تتنافي تماما مع حرمة الجيرة والقيم الاسلامية الاصيلة. إنها تستهدف في الاساس التغطية علي الازمات السائدة في الداخل الايراني والمتمثلة في الغضب الشعبي نتيجة الحرمان من الحرية اضافة الي مشاكل الحياة المعيشية.. كما ان المواجهات مع العالم الخارجي وتداعيات الحصار الاقتصادي وانعكاساته السياسية تدخل ضمن دوافع نظام الملالي في ممارسة التدخلات بالشئون الداخلية لدول الخليج العربي. ان مظاهر هذه التدخلات الايرانية المناهضة لواجبات الجوار والقوانين والمواثيق الدولية تتمثل في العمل علي اثارة النعرات الطائفية ونشر شبكات التجسس التي ليس من هدف من ورائها سوي اشاعة الهواجس واختلاق المواجهات. وفي اطار الرغبة في التصعيد فإن بعض رموز النظام الايراني لا يتورعون عن اطلاق بعض فقاعات التهديدات من وقت لآخر. لقد ادي اكتشاف السلطات الكويتية بالوثائق لاحدي شبكات التجسس الايراني وتواصلها مع بعض الدبلوماسيين العاملين في السفارة الايرانية سببا في تبادل لعمليات طرد للدبلوماسيين بين البلدين. وليس خافيا تزايد الشكوك الخليجية في سلوكيات ايران وانعدام الثقة في تحركاتها بعد ما اثبتت الاحداث الدامية التي شهدتها دولة البحرين من تدخلات استهدفت اثارة الصدامات وهز الاستقرار الامني والسياسي. هذا الاحساس بالتوجس كان مبررا للتحرك الجماعي للدول الخليجية من اجل الدفاع عن النفس وحماية امنها القومي وهو ما دفعها الي ارسال قوات درع الجزيرة الي البحرين للمشاركة في حماية حدودها من اي تهديد خارجي. ورغم ان هذه المبادرة تأتي في اطار معاهدة مشروعة تقضي بها المواثيق الدولية فإن ايران اعتبرتها اختراقا لسيادة الدولة البحرينية وهو الأمر الذي يفضح دورها المريب فيما شهده هذا البلد العربي من قلاقل وفتنة بين اطيافه الوطنية. ولان المملكة العربية السعودية تمثل عصب قوات درع الخليج باعتبارها الشقيقة الكبري للدول الخليجية فقد كان من الطبيعي ان يوجه اليها النظام الايراني الجانب الاكبر من انتقاداته وتهديداته. لا يمكن وصف ما تقوم به ايران في منطقة الخليج سوي بأنه لعب بالنار لا يضع في الحساب والاعتبار انه قد يعطي مبررا لاشعال نار حرب لا يعرف الا الله مدي ما يمكن ان تصل اليها من نتائج مدمرة. لا جدال ان نظام الملالي مطالب بأن يستعيد توازنه وعقله كي لا يؤدي تهوره وجنونه وعدم التقدير السليم للامور الي ما لا يحمد عقباه. كم ارجو ان يكون ماثلا امام القائمين عليه كل الملابسات التي احاطت بكارثة تدمير وتمزيق العراق. عليهم ان يدركوا ان الذين قاموا بهذا العمل لن يتوانوا ابدا وفي اطار الدفاع عن مصالحهم في اغتنام اي فرصة للايقاع بإيران - رغم الصوت العالي- لضمها الي قائمة الدول الاسلامية والعربية التي يجري تصفيتها. جلال دويدار [email protected]