في مثل هذا الوقت من كل عام كان ماسبيرو أشبه بخلية نحل ،العمل يجري علي قدم وساق داخل ستديوهاته الدرامية والإذاعية التي كانت تسابق الزمن من أجل سرعة الانتهاء من المسلسلات والأعمال التي يجري إعدادها وتصويرها لعرضها في شهر رمضان المبارك.. والقيادات في حالة انعقاد دائم لبحث الخريطة البرامجية بكل محتوياتها من برامج ومسلسلات وافلام وتنسيق مواعيد عرضها علي كافة القنوات لمنع أي اشتباك بين المادة المذاعة.. وكانت الصحف تتسابق فيما بينها من أجل الانفراد بنشر الخريطة بكل تفاصيلها البرامجية والدرامية وقت أن كان البث أرضيا قبل ظهور القنوات الفضائية والسموات المفتوحة التي أصبحت تئن وتتوجع من كثرة العدد الذي أصبح في الليمون.. لتبدأ بعدها مرحلة جديدة من التنافس بينها من أجل إثبات الوجود ويصبح البقاء للأقوي والأكثر تأثيرا وجاذبية في عيون المشاهدين !! ولكن اين ماسبيرو الآن في ظل المتغيرات الجديدة التي حدثت ؟! والإجابة لا تخفي علي أحد بل أنها تثير داخلنا الكثير من الشجون والأوجاع علي ما آل إليه الحال داخل هذا الكيان الإعلامي الضخم الذي تحول من منتج إلي مستورد لما يجود به الآخرون وليس في جعبته غير ما يمتلكه من تراث قديم ابدعه الأوائل في عصره الذهبي ليشغل به حيز ارساله !! وتزيد مرارة الألم عندما تسأل عن الجديد وتأتيك الإجابة »مفيش ميزانية».. ولا أحد يدري هل سيستمر هذا الحال المزري أم سيتغير الوضع إلي الأحسن في ظل الهيئة الوطنية للإعلام ليتجدد معها الأمل من جديد ؟!