في رحاب الأزهر انطلقت أمس التصفيات النهائية لمسابقة من نوع جديد تحت اسم »مشروع تحدي القراءة العربي للمعاهد الأزهرية»،ويشارك فيه طلاب المعاهد علي مستوي الجمهورية، للمراحل الثلاث الابتدائية، والإعدادية، والثانوية، بدعم من مبادرة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم دبي، بهدف تدريب الطلاب والطالبات علي القراءة والاطلاع والتحليل والنقد والإبداع،وكان الشرط الأساسي للمشاركة فيها قراءة 50 كتابًا، و25كتابًا لذوي الاحتياجات الخاصة لكل مشارك فيها، وكانت التصفيات بدأت في المناطق الأزهرية في الفترة من 21 إلي 25 مارس وشارك فيها 630 ألف طالب علي مستوي الجمهورية،فيما وصل إلي التصفيات النهائية طلاب تسع مناطق أزهرية بواقع عشرة طلاب من كل منطقة، وسيتم تصعيد العشرة الأوائل للتصفيات النهائية علي مستوي العالم بدبي في أكتوبر القادم، ومعهم طالب من ذوي الاحتياجات الخاصة. أكثر من نموذج جميل وصل إلي التصفيات النهائية للمسابقة من النوابغ الأزهرية »الصغيرة »،ومن بينهم الطالب شريف سيد مصطفي، بالصف الثالث الثانوي العلمي، بمعهد دكتور طلعت الثانوي،فقد حفظ كتاب الله في سن السابعة، وأتقن القراءات العشر الصغري في سن التاسعة في ستة أشهر، وهو حافظ ل 11ألف حديث »صحيح البخاري ومسلم» في أربعين يومًا،وسبق له تمثيل مصر والأزهر في الكثير من المحافل الدولية في مسابقات الحفظ والتلاوة، كما حاز علي جائزة أفضل باحث علمي العام الماضي عن بحثه »آليات تصليح التعليم والإعلام وتجديد الخطاب الديني»، كما قرأ 3600 كتاب ما بين المجالات الدينية والفكرية والفلسفية والعلمية. ومن البراعم الصغيرة النابغة تلميذ الصف السادس الابتدائي عمر محمود من معهد الراشدين بميامي، فقد قرأ 130 كتابًا،وحفظ كتاب الله وعمره تسع سنوات،شغوف بالقراءة وكما يقول لنا : » القراءة زينة العقل وكل العظماء بنوا أمجادهم بالكتب والمعرفة»، ويتمني أن يتحد العرب والمسلمون. ويوجه رسالة لمن يستهدفون الأزهر بقوله: حبائلكم وإن ضعفت فحبل الله مفتول فلن تنالوا من الأزهر ولا من الإسلام». أما هاجر خالد عبدالعاطي، التلميذة بالصف الثاني الإعدادي، بمعهد فتيات الفيوم، فهي متعددة المواهب،ورغم فقدانها للبصر إلا أنها تمارس رياضة الكاراتيه منذ ثلاث سنوات،وحصلت في أول عام لها في هذه الرياضة علي الميدالية الفضية وفي عامها الثاني حصلت علي المركز الأول والميدالية الذهبية علي مستوي الجمهورية،وتهوي القراءة والشعر، ولها 4 قصائد شعرية اثنتان منهما عن تجربتها مع الظلام وكف البصر، كما أنها تحب الانشاد،وتتمني أن تحصل علي بطولة العالم في الكاراتيه لتكون أول طالبة أزهرية تحقق بطولة عالمية لمصر، وهاجر متفوقة دراسيًا وكانت تتمني أن تكون طبيبة لتخفف جراح المرضي،ولكن بصرها جعلها تتخلي عن حلمها، ولكنها ستعمل علي تنفيذ حلمها بطريقة أخري،وكما تقول:» سأذاكر حتي أصبح طبيبة نفسية لكي أساعد الناس وأخفف عن همومهم وأحزانهم»،و بدأت تنفيذ حلمها بأخذ كورسات تنمية ذاتية وبشرية،وتلفت إلي أن ذلك سيكون أول خطوة لها نحو تنفيذ أحد أحلامها.. يبقي أن نشير إلي أن التضحية من أهم مميزات هاجر،فقد أصرت علي عدم الحضور حتي تصعد صاحبتها إلا أن مدرسيها أصروا علي أن تذهب للمسابقة لأنهم شعروا أنها ستصل إلي المرحلة النهائية.